=KTML_Bold=أمريكا وولادة الدولة الكوردية=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 5171 – 2016-05-23
المحور: القضية الكردية
نقلاً عن رووداو فقد تحدث وزير الإعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان، درباز كوسرت، في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، عن مضمون اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، ناقلا على لسان أوباما قوله: “لن يقف بوجه تطلعات الشعب الكوردي”. أما نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فقد تحدث بطريقة أكثر شفافية، ونقلاً عن لسانه _بحسب الموقع_ فقد قال للبارزاني: “بكل تأكيد سنرى الدولة الكوردية خلال حياتي وحياتك”.
جاء تصريح الوزير الكوردي بعد أكثر من أسبوعين من زيارة الرئيس بارزاني لأمريكا والتي كانت في الثالث من شهر أيار الجاري وكان قد رافق رئيس اقليم كوردستان في الزيارة الرسمية كل من: مستشار مجلس امن اقليم كوردستان مسرور البارزاني، ونائب رئيس حكومة الاقليم قوباد الطالباني، ووزير البيشمركة مصطفى سيد قادر، ووزير الاعمار درباز كوسرت، ووزير الثروات الطبيعية اشتي هورامي، ومسؤول العلاقات الخارجية فلاح مصطفى، ورئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان فؤاد حسين.
إن توقيت التصريح وبكل تأكيد لها أبعادها الحزبية والسياسية والإقليمية حيث الصراع على قيادة إقليم كوردستان من جهة بين أربيل والسليمانية وخاصةً بعد التوافق الأخير بين كل من تيار كوران والحزب الأم؛ الاتحاد الوطني الكوردستاني والتي لها أبعادها العراقية والإقليمية وكذلك الكوردستانية حيث يحظى بدعم كل من بغداد وطهران وكذلك قنديل وذلك في قضية الصراع الإقليمي الطائفي وللأسف.
وهكذا يفهم من التصريح والتوقيت بأن لها عدد من الغايات والمرامي السياسية الحزبية، لكن السؤال الأهم بقناعتي؛ هل الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لأربيل بإعلان الدولة الكوردية والتي يأمل الرئيس بارزاني أن ترتبط بأسمه تاريخياً ليكون هو الزعيم الكوردي الذي أعلن ولادة كوردستان.
إننا ومن خلال قراءة تصريح كل من الرئيس الأمريكي ونائبه يمكننا القول؛ بأن هناك حقيقةً الموافقة الأمريكية والدولية _الضمنية_ على إعلان كوردستان وذلك على الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي بأن “أولوياتنا في الوقت الحالي هي هزيمة داعش”، لكنه أكد وبنفس الوقت؛ بأنهم لن يقفوا بوجه تطلعات الشعب الكوردي وبالتالي فإن مشروع الدولة الكوردية يرسم ضمن المشاريع التي تخطط للمنطقة بين القوى الدولية وذلك ضمن إعادة رسم خارطة المنطقة وفق المصالح الدولية الجديدة ومراكز القوى العالمية الناشئة والتي ستكون بديلة عن مشروع سايكس بيكو الإستعماري للقوى الإستعمارية القديمة، لكن وبنفس الوقت فإن إعلان الدولة الكوردية سوف تأخذ بعض الوقت وربما سنوات وعقد من الزمن حيث أكد نائب الرئيس الأمريكي بأنها ستكون خلال حياته وحياة الرئيس بارزاني.
ولذلك نأمل من كل القوى الكوردستانية الأخرى أن لا تقف عائقاً أمام تطلعات شعبنا وأن تتجاوز الخلافات الحزبية وأحقادها السياسية بحيث لا تصبح عائقاً أمام حرية شعبنا وإستقلال كوردستان خاصةً أن الزيارة الأخيرة لوزير الاستطلاعات الإيرانية لأربيل ومحاولة تقديم بعض الامتيازات للإقليم مقابل التخلي عن فكرة الدولة الكوردية والتقارب بين كوران والاتحاد الوطني الكوردستاني من جهة وكل من العمال الكوردستاني وبغداد وطهران فإنها تشي بالكثير من الشكوك والإرتياب بخصوص القضية والصراع الكوردي الكوردي كجزء من الصراع الإقليمي والدولي وإنعكاساتها على قضية إعلان الدولة الكوردية.[1]