#قيس قرداغي#
أن يكون تقديم الأستقالات من قبل كبار المسؤولين في كوردستان أسلوبا للعمل فنرحب به ونعده طفرة في الأتجاه الصحيح طالما ناشدناه دونما هوادة ، ولكن أن تكون الأستقالة أخلاء لموقع نزيه ليحل محله مجهول قادم من عالم الفساد الذي هز كياننا الكوردستاني من الأعماق فهذا ما نرفضها ونقف بوجهها بكل ما أوتينا من قوة بعد ما أصبح الفساد يطرق أبواب جهنم على فقراء كوردستان بكل قوة ، فمن الأصول والمعتاد ان يقدم الفاسدين والفاشلين من الناس المتعرشنين على كراسي الحكم ليحل محلهم أناس يأتون على متن مراكب من ورقات عمل جديدة من شأنها اصلاح ما حله السابقين والسير بدفة المركب الى حيث الأمان الأداري المطلوب وهذا ما لم نشهده في كوردستاننا مع شديد الاسف والأسى والطامة أن نشهد عكس ما نرنو بالضبط .
في زمن باتت السياقات فيه متعاكسة شاهدنا كيف يلتصق الفاسد الذي تحوم حوله العشرات من قصص السرقة والأحتيال والسطو على ممتلكات الفقراء بكراسيهم ويدعمون أوتادها بعشرات النفوس المريضة من المحسوبين والمنسوبين اليهم ونرى شجرة بعض الأحزاب وثمراتها الطيبة تتساقط وكأن خريف العمر أدركها لا محال ، فما يؤلمنا أشد الالم أن نشهد هذا الخريف الذي نرى بوادره بأم أعيننا أسفا ، فها هو الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي جال وصال في الميدان زمانا بقوة كوادره وبيشمركته البواسل وقد أنقسم فعلا على نفسه في نحل تتصارع خفية ويقدم البعض تبريرات غير معقولة على أن تلك الانقسامات ليست الا منابر للأفكار والأراء المختلفة وهي ليست كذلك قطعا حيث تلبس كل تلك النحل والفرق بردة الأتحاد الوطني الكوردستاني ولكنها جميعا تغلي على نار من الأحقاد والمهاترات التي تتطور احيانا الى تبادل أطلاق النار هنا وهناك ما خلف وضعا مرتبكا أشد الارتباك في بعد المناطق بكوردستان الى حد أصبحت القوانين والأعراف لقمة سائغة في حلقوم تلك الأنقسامات .
عثمان حاجي محمود .. رمز حي من رموز الأتحاد الوطني الكوردستاني وصفه أحد كبار الأدباء بالشهيد الحي ، فهو غني عن التعريف يتصف بصفات نبيلة تجعله مميزا عن طوابير المسؤولين الذين يعد البعض منهم مجرد هواء يشغل فراغ ، وربما يعد من القليلين الذين لم يرتقوا الى قمة المسؤولية بفعل فاعل آخر ولدينا قائمة منهم تبدأ ولا تنتهي ، سيرته منذ الطفولة خالية من شوائب الخروقات مهما كانت نوعها والرسوبات مهما كانت طبقتها وسمكها ، فقد أعطى لكل مرحلة من مراحل حياته ( وهو لا زال شاب متدفق الطاقات ) حقها بدأ من دراسته التي تركها مبكرا متجها نحو النضال السري ومرورا بعمله ككادر في تنظيم الكوملة ( عصبة كادحي كوردستان ) وكبيشمركة في فرقة ( 51 ) كرميان وثم دوره الفاعل في قيادة فصيل من فصائلها وكذلك عدم تخليه لمنطقة كرميان ولو للحظة حتى أثناء عمليات الأنفال المشؤومة وبعدها وقيادته مع رفيق دربه الأسد الهصور الشهيد ( حمه ره ش ) في تحرير مدينتي كفري وطوز وأسقاطه لأسطورة بارق الحاج حنطة الذي اعدم بيد صدام قطعا بالسيف وهو حامل لسيف القادسية !! لهزيمته أمام عثمان وأنتهاءا بمناصبه القيادية في الأتحاد الوطني الكوردستاني عضوا في مكتبه السياسي ووزيرا لداخلية حكومة أقليم كوردستان الموقرة حتى يوم أمس الذي شاع فيه خبر تقديمه لاستقالته الذي هز كل من يرنو الى مستقبل لكوردستان وحكومته خال من قصص السرقة والأحتيال والسطو على حقوق الكادحين والفقراء وذوي الشهداء والمؤنفلين والمحتاجين الذين تزداد أعدادهم كلما أرتفعت طوابق قصور ذوي النعمة من الفاسدين الذين لا يهابون يوما لا تنفعهم سياج قصورهم الذليلة وكأن الزمان يسير وفقا لأهوائهم والفقراء ربما يتحولون عبيدا في قصورهم حسبما ترشدهم أحلامهم الوردية التي ستصطدم بصخرة اليقضة في القريب العاجل بإذن الله تعالى وهمة فقراء كوردستان المليئة بمقابر الشهداء .
ترى من ذا الذي يضع اليد على نزيف الأستقالات السلبية في الأتحاد الوطني الكوردستاني ، فقد زادت الأعداد وتنوعت الاسماء مما جعل الخطر يدونو بلونه الأحمر ، فهل من حكيم في قيادة الأتحاد الوطني الكوردستاني يقدم تفسيرا لهذا الخطر القادم الذي لا ريب فيه ؟ أم أن أسماءا جديدة ستلحق بالقائمة لنبارح صرحا كان أفقا للامل يوما ما ؟ بالامس فقط كنت برفقة عزيز من بغداد وهو يحدثني عن الاستذ محمد توفيق رحيم الذي بارحنا مستقيلا أيضا ففرحت زهوا حينما سمعت بأنه خلال مسكه لحقيبة الصناعة أبى أن ينفذ طلبا لأقاربه لاسترداد ملك صرف وحق لهم سبق وأن استولى النظام عليه في أرقى موقع في السليمانية ليتخذوه ناديا للصناعة لا زالت بنايته مهملة وما علمت من محدثي أيضا بأن الوزير كان يسافر الى خارج العراق بزيارات رسمية على نفقته الخاصة وفي هذا اليوم الذي دب الأستحواذ على أموال الدولة دبيبه في كل مكان تقريبا !!؟
لا تدعوا عثمانا يبارحكم فأنا أرى قميص أستقالته رأية بيد المستضعفين .[1]