#قيس قرداغي#
أزاء الزخم الهائل من المواد المنشورة في مواقع الانترنيت ليس للقارئ الا اختيار الصالح واهمال الطالح ، في الآونة الاخيرة نشر الاستاذ عبدالوهاب طالباني مقالا رائعا باللغة العربية حول ذكرياته المرة والحلوة عن أذاعة صوت كوردستان وملحقها في قرية محمود قجر القريبة من مدينة خانقين الجميلة وقد كان أحد كوادر القسم العربي للاذاعة المذكورة ، ليتحفنا الاستاذ حمه رشيد هرس بعده بمقال مسلسل باللغة الكوردية لم ينته منه بعد عن كل ما يتذكره عن تلك الاذاعة التي كانت تتابع من قبل الملايين من الكورد في كوردستان الكبرى بكل شغف وشوق وقد كان صوت كاتب المقال يصدح منها ناقلا بكل أمانة ومصداقية أخبار الثورة الكوردية وفعاليات بيشمركة كوردستان ، والمفارقة التي يشغل ذهن المتلقي في تلك المؤوسسة التي انشئت بطاقات كوادر الثورة في واد عميق في جزء منسي من كوردستان هي أن خيرة كتاب وشعراء وأدباء الكورد كانوا ضمن طاقم تلك الاذاعة فجعلوا المستمع يمزق أطواق الحصار ومحطات التشويه وعيون رجال الامن المراقبة لميول الناس وأذواقهم ليسترق السمع لكل كلمة يلتقطها من خلال أمواج التشويش ليربط أمآله بها ، والمفارقة أيضا أن تكون كلفة كل محطة من محطات التشويش أكثر من كلفة الاذاعة نفسها .
الكاتب ينقل لنا بأسلوب جمبل ولغة أجمل مشاهداته وذكرياته مع زملائه في العمل وربما ينسى أحيانا بعض التفاصيل المهمة في تدوين مثل هذه المذكرات التي تعد جزءا لا يتجزء من تاريخ الثورة وتاريخ الاعلام الكوردي المعارض ولا عتاب على الكاتب أذا عرفنا أنه يكتب عن مرحلة من حياته غطتها غبار ثلاثة عقود ونيف من السنين ، أي أنه يتذكر ويكتب ما يتوجب على كل من ساهم وعمل في تلك الاذاعة من الاحياء أن يتذكروا معه ويمدوه بما لم يدونه وآنئذ يمكن للاخ حمه رشيد أن يلحق كل ما يكتب له بهذا الصدد بمذكراته ، ونقترح أن تقوم وزارة الثقافة في حكومة أقليم كوردستان بجمع كل هذه المذكرات في مجلد مستقل وبطباعة أنيقة تليق بالمقام لتتحف به المكتبة الكوردية والمتحف الثوري الكوردي الذي لم يتبادر أحد من تاسيسه لحد الآن مع الاسف الشديد ، والاستاذ فلك الدين كاكايي وزير الثقافة علم من أعلام الاعلام الكوردي جدير بالمبادرة حيث أننا عرفناه لاول مرة من خلال عموده الصحفي الذي كان يحرره تحت أسم ( أ. برشنك ) في الصفحة الاخيرة من جريدة التآخي الاوسع انتشارا في العراق أبان النصف الاول من سبعينيات القرن المنصرم .
ننتظر قرآءة البقية الباقية من مسلسل الاستاذ حمه رشيد هرس وننتظر من وزارة الثقافة أن تعلن عن استئناف العمل في مشروع مذكرات تلك الاذاعة وبقية الاذاعات الاخرى في كوردستان ونخص بالذكر منها أذاعة ( هنا صوت شعب كوردستان ) التي كانت حاضرة في كل بيت أثناء ألانتفاضة الجماهيرية في آذار عام 1991 ونرفع أيادينا مستحسنا كل عمل يخدم التراث الكوردي الثر .[1]