#قيس قرداغي#
بعد جهد سنين ، وبعد أقامة العشرات من الندوات والاجتماعات العامة في مدن كوردستان ، تمكن السيد عمر كلول من استحصال الاجازة الرسمية لحزبه ( حزب الحمير الكوردستاني ) في 22 -08- 2005 ، وتمكن في هذه الفترة من تشكيل العديد من الاسطبلات لقافلة حميره في مدن كوردستان ، وقد وجه لي في نهقة ( * ) له في صحيفة ( زه نگ - الناقوس ) الكوردية الصادرة في كرميان يعاتبني فيها على عدم الكتابة عنه بعد ما استحوذت فكرته اهتمامي كصحفي في أواسط تسعينات القرن المنصرم حينما كان يطرق الابواب طلبا للاجازة دون مجيب ، ولكن يبدو ان عالم الديمقراطية حينما أخذت تتوسع طولا وعرضا أصبحت تستوعب حتى فكرة تشكيل مجمعه الغريب في مجتمع أصبح الحمارفيه وهو مادة حزبه مضربا للامثال الدالة على الانسان المعتوه والابله لسوء طالع المنظر .
لا يمكن انكار قابلية السيد عمر كلول في جهوده الجبارة التي يمكن تشبيهها بالسباحة ضد تيار جارف ، حيث كنت ألاحظ مقاومته الهادئة لسيل الاسئلة والتعليقات الكثيرة التي كانت تأتيه من الجمهرة التي تحضر ندواته ، فقد كان يتكلم لساعات عن برنامجه وفلسفته وفكرته ، فهو تارة يتكلم عن شعار أحد الاحزاب الكبيرة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية الذي تتوسطه صورة حمار بكل ما فيه من وداعة ، وتارة يتكلم عن الاحزاب المشابهة لحزبه في دول أوروبا المختلفة ، وأخرى يتكلم عن عصبة لمحبي الحمير تتألف من كبار كتاب وفناني مصر و منهم الاديب الكبير توفيق الحكيم الذي كتب في حينه رائعته الروائية ( حمار الحكيم ) ، وثم يردف متحدثا عن صفات الحمار التي يتأمل كلول نقله الى الانسان كي تتحول الى الانسان كي يكون هنالك مجتمع أنساني تسوده العدالة الاجتماعية وعندما يسأل كلول عن تلك الصفاة يجيب بلا تردد : كثيرة هي ومنها ، القناعة الموجودة في الحمار والتي يقابلها الطمع والجشع عند الانسان ، الخدمة الدائمة للحمار ويقابلها الاستغلال الانسان الدائم لاخيه الانسان ، صبر الحمار الذي لا حد يحده مقابل هلع الانسان وسباقه المحموم للوصول الى غاياته التي هي غايات كريهة في أغلب الاحيان على حد تعبير السيد عمر كلول ، وفي اسهاب منه يتحدث بحرقة عن مظلومية الحمار في التراث والفولكلور الانساني . ومن طريف ما أذكر من أسئلة الناس ومشاكساتهم أنهم كانوا يسألون ( القائد المؤسس ) عن أعضاء ومؤيدي حزبه فكان يرد بالارقام وأحيانا بالاسماء المجردة في المدن المختلفة وعن مدينة بعيدة عن مسقط راسه سأل ذات مرة عن عدد اعضاءه فرد لا حاجة لنا الى تسجيل أسماء الاعضاء في تلك المدينة فما علينا الا بناء سور حول تلك المدينة وأعتبار كل من يسكن داخل نطاق السور أعضاء في حزبنا ، أما قريبه المشاكس المحبوب عباس حسين خضر العبيدي المعروف ب ( عباس جيران ) فقد طلب الانتماء الى تشكيله في ندوة عامة وأعلن استعداده لدفع بدل أشتراك لمدة سنة كاملة سلفا ولكن الغريب ان السكرتير رفض طلبه قائلا : أنا لا أنكر أنك فعلا حمار ولكن لا تنسى انك حمار سائب لا التزامات له ولذلك أعتذر عن قبولك في أي أسطبل من أسطبلاتنا !
كثيرة هي المسائل التي تستحق المتابعة والتعليق والوقوف في الهرم الحميري الذي صنعه عمر كلول بشق الانفس ولكن المسافات بيني وبين الرافس المعاتب هي آلاف الاميال وسوف أعده بزيارة خاصة حينما ازور كوردستان قريبا وأحاول أن أطرح عليه كل ما تدور في مخيلات الناس من أسئلة وأستفسارات عن حزبه المثير للجدل ليكف عن الرفس الحلال .
* الرفس والنهيق والاسطبل وكل المفردات المشابهة هي من المفردات المتداولة في الخطاب الرسمي لحزب الحمير بشكل عادي ولذلك وجب التنويه درءا لسوء الفهم .[1]