نوروز .. في التاريخ والمعنى والدلالات؟!(1)
نوروز .. في التاريخ والمعنى والدلالات؟!
=KTML_Bold=تمهيد ومقدمة:=KTML_End=
ربما يكون العنوان مفاجئاً لبعض الإخوة ويكون للبعض الآخر مناسبة للطعن بالكُرد ومسألة نوروز، بل وبالقضية الكرُدية عموماً وبالتالي القول؛ ب(أنكم تجهلون تاريخ شعبكم وأعظم مناسبة لكم، فأي أمة أنتم وأي قضية لكم).. وهكذا تكون مناسبة لأولئك، للطعن بالتاريخ والوجود الكردي أساساً وقد يكونون في بعض الجزئية من المسألة على حق، لكن وعندما نطلع على ما خفي من القضية فإننا سوف نقدم الكثير من الأعذار والمبررات لأبناء هذا الشعب في جهلهم لقضاياهم وتاريخهم الحديث، ناهيكم عن الموغل في القدم والأساطير والروايات التاريخية حيث وعندما يسود الطغيان يسود الحرمان معها؛ الحرمان ليس فقط من الإحتياجات المادية، بل كذلك من الجوانب الروحية والنفسية والثقافية الفكرية ونعتقد بأن الشعب الكُردي هو أحد أكثر الشعوب في المنطقة والعالم عانى _وما زال_ من الطغيان والحرمان وإستبداد الشعوب المجاورة بحقه وحق تاريخه الحديث والقديم.
وبالتأكيد للوقوف على ما سبق نحتاج إلى الكثير من الجهد والدراسات والتأكيد على مسيرة تعرض هذا الشعب _الأمة الكُردية_ وعبر تاريخها الطويل إلى الظلم والقمع والاستبداد وبالتالي حرمان أبنائها ومنذ إنهيار آخر إمبراطورية لهم _”الدولة الميدية” والتي تعود إلى ما قبل الميلاد بسبعة قرون نشوءً وتكويناً_ والكُرد ما زالوا تحت الحكم الإستعماري للشعوب والأقوام المجاورة حيث لم يشهد تاريخهم قيام دولة خاصة بهم كأمة وعرق متميز، بل جل ما شهده التاريخ ومنذ إنهيار (ميديا) هي بعض الإمارات والممالك الصغيرة والتي والتي كانت بدورها خاضعة للإمبراطوريات المتعاقبة ومن ثم الدولة الإسلامية في مراحلها المتعاقبة.. وهكذا حرم شعبنا الفرصة والإمكانيات لرسم تاريخه القديم وما كان موجوداً منه، فللأسف قد تم تدميره أو تشويهه وذلك بقصد القضاء على هذه الأمة العريقة.
وهكذا وكتعريف أولي بالكرد كشعب وأمة يمكننا الإستعانق بالموسوع الحرة (ويكيبيديا) والتي تقول بخصوص الكرد ما يلي: “الكرد أو الأكراد (بالكردية: كورد) هم شعوب تعيش في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا. يعتبر الكُرد كعرقٍ جزءًا من العرقيات الإيرانية . يتواجد الأكراد – بالإضافة إلى هذه المناطق – بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان”. وتضيف الموسوعة أيضاً “يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي. وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق”. إننا سوف نكتفي بهذا التعريف الموجز للموسوعة حالياً وعلى أمل العودة إلى القضية من خلال دراسة شاملة للقضية مستقبلاً عن الكُرد وكُردستان.
إذاً فإننا في هذه الدراسة سوف نأخذ جزئية محددة من تاريخ شعبنا وهي مسألة رأس السنة الكردية؛ “نوروز” وللوقوف على دلالات ومعاني نوروز، علينا وكبداية أن نقف على تاريخ هذه المناسبة ومعانيها والأسباب التي جعلت جل شعوب المنطقة والعالم يحتفلون بها وكلٌ تحت مسمى خاص به وبثقافته وصوتياته اللغوية وإن كان لعيد نوروز معانيه الخاصة والدالة على أكثر من منحى ومعنى لدى الشعب الكُردي بحيث رفع إلى مناص أعظم المناسبات على الإطلاق لدى أي شعب، بأن يجعله تاريخاً لرأس السنة لديه حيث تعتبر نوروز وبالإضافة إلى معاني الخصوبة والربيع والحياة الجديدة هو يوماً للحرية والخلاص والإنعتاق من الاستبداد والطغيان والديكتاتورية (أزدهاك). وبالتالي فقد جعله شعبنا يوم بدء التاريخ الكُردي بحيث جعل رأس السنة الكُردية، لكن وللأسف فإن هناك نوع من الإرتباك عند أبناء شعبنا بإعتماد أي عام تاريخاً للمناسبة وإن كنا لا نختلف في اليوم والذي يصادف (21) الحادي والعشرون من شهر آذار (مارس) والذي هو يوم الإنقلاب الربيعي وأعياد (تموز) والخصوبة أيضاً.
=KTML_Bold=مصادر البحث:=KTML_End=
1_ الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) الصفحة الإلكترونية بعنوان؛ “كرد”.
ملاحظة: إننا سوف نتناول في الحلقات القادمة؛ تاريخ إنطلاقة نوروز ورموزها ودلالاتها ومعانيها وإسقاطاتها الأسطورية .. نأمل أن نقدم دراسة موفقة عن الموضوع.[1]