=KTML_Bold=واقع مقلوب .. كوردستان لا تحتل الدول العربية!!=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 5046 – 2016-01-16
المحور: القضية الكردية
كتب أحد الإخوة العرب على بوستي التي أطالب به برفع دعوة ضد الأكاديمي المصري الذي طلب إزاحة علم إقليم كوردستان تعليقاً يقول فيه؛ “أتعبتم العراق أيها الإخوة وارهقتموه بمطالبكم المتزايدة ومؤامراتكم انفصلوا وخلصونا من هذه المناورات عمركم لم يكن لكم ولاء للعراق الذي تربيتم على خيراته … ولائكم لقوميتكم فقط” وأضاف في تعليق آخر؛ “مسعود بارزاني القائد المطلق منذ القرن الماضي فاخر أعماله الفنية تصدير النفط لإسرائيل والتعاون مع أي كان لاحتلال الموصل وبشهود عيان !!!!!!! أما من ينوي السفر لكردستان لايدخل الابكفيل ويهان بسيطرات التفتيش … عمركم لم يكن ولائكم ياسيدي لبلدكم العراق. ليس عندنا حقد على أحد يرد الخير لنا صدقني تحياتي واحترامي”.
للأسف هذا الخطاب ليس حكراً على ذاك الأخ، بل هو خطاب عام وحتى ثقافي وليس فقط شعبوي؛ كون الأكثرية من النخب الثقافية العربية تحمل هذه العقلية التي تجد في الكورد بأنهم يخونون الوطن في علاقتهم و(ولائهم) لتلك البلدان التي تقتسم كوردستان حيث ينسون بأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة إحتلال وإستعباد للجغرافية والقضية الكوردية، بل عندما نسمع تلك الآراء لا يبقى أمام المرء إلا أن يتساءل؛ هل نحن الكورد من يحتل العراق وسوريا وباقي الدول الغاصبة لكوردستان ويمارس بحقنا كل سياسات الإستبداد والقمع والإبادات الجماعية والأنفال وحلبجة، أم نحن من مارس بحق الإخوة العرب في الأنبار والنجف وبغداد ودمشق وقامشلو وعفرين تلك السياسات العنصرية والإبادات والمقابر الجماعية.
وهكذا وبعرف هؤلاء تجد بأن هناك قلب للمفاهيم والواقع؛ حيث كأن نحن الكورد من سرق خيراتهم وبترولهم ولا نقبل بإستقلالهم .. يا سيدي هي أمنية كل كوردي أن يتم الإستقلال ونخلص من حقدكم وبغضكم وسرقاتكم وسياساتكم التدميرية في كوردستان.. وبالمناسبة؛ عمر الإحتلال ما حقق الوطنية للمحتل أرضه وجغرافيته ولعلمك وعلم كل أولئك الإخوة، فإن العراق وسوريا _ودول الإحتلال الأخرى؛ تركيا وإيران_ ما كانت ولن تكون أوطاناً لنا، بل كانت وما زالت هي دول تحتل كوردستان.. وأما بخصوص النفط والعلاقات فذاك من حقنا أن نبيع نفطنا للذي نراه الأفضل لنا ويحقق مصالحنا الإستراتيجية وذلك إسوةً بكم في الدول العربية وكل دول العالم والمنطقة.
وأخيراً؛ أتمنى أن تتخلص النخب العربية من عقدة (الخيانة والسيادة) وذلك قبل أن نتوجه إلى الفئات الشعبية في الواقع العربي؛ حيث وللأسف في عرف وثقافة العربي؛ إنه سيد الأقوام كون القرآن باللغة العربية وآخر الرسالات فيهم ومحمد منهم ولذلك هم الأسياد والآخرين هم الأعراب والموالي وبالتالي يحق لهم ما لايحق للآخرين، مما دفعت بتلك (النخب الثقافية) أن تتوهم السيادة والريادة لنفسها، بينما تجد في الآخر مشروعاً للخيانة والعمالة والتي تكون السبب في تأزيم العلاقة بين المكون العربي وباقي شعوب المنطقة نتيجة تلك الثقافة التي ترسخت في الذهنية العربية مع تفوق العنصر العربي في الإسلام لتأتي الفكر القومي وتعطيها الصبغة الأشد عنصريةً في العصر الحديث .. وما نأمله من تلك النخب التنويرية العربية هو تجاوز تلك العقلية البائسة لنقدر أن نؤسس لعلاقات جديدة في منطقة الشرق الأوسط نكون الأساس لبناء مجتمعات جديدة قائمة على الحريات العامة والعدالة الإجتماعية وتكافأ المجتمعات والشعوب، لتنعم كل مكونات المنطقة بالحرية والحقوق المتساوية في العيش[1]