=KTML_Bold=وثيقة هامة في تاريخ كرد سوريا=KTML_End=
#بير رستم#
=KTML_Bold=إعتراف رئيس الدولة بالحقوق الكردية المشروعة.=KTML_End=
الأستاذ بلال حسن وفي الحلقة (15) من شهادته يدلي بتصريح جد مهم وخطير ليس فقط بخصوص الكرد وحقوقهم في سوريا، بل وكذلك في عموم الشأن السياسي السوري حيث يتحدث عن دوره في الذهاب إلى القصر الرئاسي ومطالبة القصر بلقاء مع وفد كردي من قبل رئيس الجمهورية وذلك بعيد ما سمي ب”الحركة التصحيحية” وفعلاً يحصل على موعد للقاء الرئيس أحمد الخطيب والذي كان عينه الأسد رئيساً مؤقتاً من 18-11-1970 لغاية 22-02-1971م وذلك لحين تسوية الأوضاع لنفسه لاستلام المنصب وفعلاً يتم تشكيل الوفد من كل من السيد بلال نفسه والشاعر الكردي المعروف؛ جيكرخوين والراحل عزيز داوي وشخصان آخرين من الطلبة ويذهب الوفد للقاء الرئيس حاملاً مذكرة بالمظلومية الكردية ومطالبهم، ويتم استقبالهم من قبل الخطيب بود وحفاوة كبيرين.
وبعد الاستماع للمذكرة -طبعاً المذكرة تقدم باسم الحزب الديمقراطي الكردي (والذي عرف فيما بعد بالتقدمي)- والتي يقرؤوها داوي، يقول الخطيب؛ بأن المذكرة قد كتبت بخوف وأن لو كانت ظروفكم أحسن لكتبت بشكل أعمق حيث نحن ظلمناكم كثيراً ولكن كانت لنا أسبابنا حيث لنا خوف كبير من الجزيرة ولو قدرتم أن تطمؤنونا بخصوص نوايا المنطقة وتخرجوا الخوف من قلوبنا فأنتم بقدرنا أصحاب هذا البلد ولكم من الحقوق ما لنا وهكذا فلو أزلتم هذا الخوف ف”بجرة قلم نعطيكم كامل حقوقكم قانونياً”، فأنتم قدمتم الكثير من التضحيات.. ثم يطلب من الوفد الكردي أن يذهبوا ويكتبوا مذكرة جديدة شاملة بكامل مطالبهم وحقوقهم ويعودوا يلتقوا من جديد لمناقشة كافة القضايا والمواضيع.
لكن وللأسف وبعد خروج الوفد من قصر الرئاسة ولقاء الرئيس ورغم محاولتهم تشكيل وفد يضم كل من طرفي الحركة الكردية الباقيين؛ جماعة صلاح بدرالدين أو ما كان يسمى باليسار وكذلك البارزانيين أو ما كانت تسمى بالقيادة المرحلية أو المؤقتة، فإن المساعي بتشكيل وفد مشترك يفشل ويذهب وفد من أحد الفريقين الباقيين (لا يكشف عنه السيد بلال) إلى القصر الرئاسي ليقول؛ بأن من أتى سابقاً لا يمثل الكرد ولكن لا يتم استقبالهم من قبل الخطيب، بل من قبل ضابط بالقصر وبأمر من الرئيس طبعاً وبعد أن يجدوا بأن الكرد غير موحدين ولا كلمة لهم يتم صرف الوفد ودون اللقاء مع الرئيس.
كما أن الخطيب نفسه سيغادر القصر بعد أن تكون الأمور أستقرت للأسد ويحاول السيد بلال حسن أن يلتقي بالرئيس الجديد؛ الأسد لتقديم المذكرة ولكن يتم صرفه مع دفعة بالصدر من قبل ضابط استخباراتي من أمام قصر الجكهورية فيرسل المذكرة عن طريق البريد إلى حافظ الأسد ولكن دون أن يتلقى أي إجابة على البريد والمذكرة وهكذا تطوى صفحة أخرى من تاريخ نضال شعبنا وتصبح فيه حقوقه المشروعة قرباناً على مذبح الصراعات الحزبية الكردية والعقلية البعثية العروبية الشوفينية لتكون سوريا كلها وليس فقط الكرد مع مرحلة تعتبر الأسوأ في تاريخها حيث القمع والاستبداد البوليسي الأمني في ديكتاتورية الرعب الأسدية.[1]