=KTML_Bold=روسيا والملف الكردي=KTML_End=
#بير رستم#
المبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط؛ ميخائيل بوغدانوف وفي حوار خاص مع “العربية.نت”، يدعي بأن “التواجد الأميركي في سوريا غير شرعي”، وبأن “واشنطن تستخدم مكافحة الإرهاب ذريعة للتواجد بشرق الفرات في مناطق مهمة اقتصاديا لسوريا حيث النفط وموارد طبيعية هامة، و أيضا نفس الشيء في جنوب سوريا في منطقة التنف”. ويضيف بوغدانوف؛ بأن “القوات الأميركية تدعم الفصائل الكردية والتي تمثل خرقا لوحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
ما نلاحظه في الخطاب الروسي هو التطرق وفي كل مرة لمسألة “عدم شرعية الوجود الأمريكي في سوريا وقضية وحدة الأراضي السورية” في كل مقاربة للملف، متناسياً وجود عدد من القوى الاحتلالية الأخرى وبالأخص النظامين الإقليميين؛ تركيا وإيران واحتلالهما لجغرافيا سورية كبيرة وما تقومان -وبالأخص تركيا- من تغيير ديموغرافي، بل وتغيير هوية ورموز تلك المناطق السورية برموز وهوية تركية وصولًا لتصريحات لمسؤولين أتراك بضرورة ضمها لتركيا، وواقعاً على الأرض فقد تم ذلك عمليًا حيث كل ما يمت في مناطق احتلال تركيا بات تركياً إبتداءً من العلم والتعليم وصولاً للاقتصاد والولاة حيث والي عنتاب وكلس وباقي ولاة المحافظات التركية المجاورة للمناطق التي تحتلها تركيا هم الحاكمين الفعليين وليس ما تسمى ب”الحكومة السورية المؤقتة” مع ضخ خطاب سياسي مؤيد لتركيا وسياساتها في تلك المناطق شعبوياً بحيث بات المناخ السائد وبالأخص بين الفصائل التي تؤتمر بأوامر تركية هو الانتماء أو الرغبة بالانضمام لتركيا!
بينما وفي المقابل فإن الإدارة الذاتية وفي كل فعالياتها تؤكد على الحفاظ على وحدة سوريا لكن بنظام سياسي جديد اتحادي فيدرالي وبالرغم من كل ما سبق لم نشهد ولو لمرة واحدة تطرق الروس لسياسات تركيا في تجزئة الجغرافيا السورية وضم جزء لأراضيها! طبعاً ندرك بأن وفي جزء كبير من سياسات روسيا المعادية للكرد والإدارة الذاتية يأتي من كون الأخيرة تحظى بالرعاية الأمريكية وبأن الكرد والإدارة يسهلون الوجود والدور الأمريكي في سوريا، أي إننا ندفع ثمن صراع الدولتين، لكن بالأخير فإن شعبنا يبحث عن منافذ وحلول لانقاذ ما يمكن انقاذه وبالتالي فهو يبحث عن قشة ليتمسك بها، كما الغريق والأمريكان هم من قدموها، بينما الروس يريد منا العودة والغرق في ذاك المستنقع القديم لدول غاصبة مستبدة.
للأسف الروس وحتى في مرحلة الشيوعية والإشتراكية تسببوا بالكثير من الويلات لشعبنا ولقضايانا الوطنية ولا نقصد فقط انهاء الحكم الذاتي فيما سميت بكردستان الحمراء، بل أيضًا في جمهورية مهاباد والأخطر منها في تعاون الاتحاد السوفيتي مع الدولة التركية في عهد الجمهورية الأولى مع أتاتورك بحيث جعل الأخير يضع شخصيتين روسيتين في نصب تذكار الجمهورية التركية بساحة تقسيم باستانبول عرفانًا منه بأفضال الاتحاد السوفيتي على تركيا ويبدو أن بوتين وروسيا تريد أن تستكمل ما بدأه أسلافه في وأد أي مشروع لشعبنا لينال هو الآخر حريته واستقلاله، فهل هي سخرية القدر أن نكون ضحية لمن كنا نولي وجهتنا وبالأخص نحن جماعات اليسار الكردي بأن تكون طعناتنا ممن كنا نرفع مظلاتنا عندما تمطر السماء في عاصمتهم؛ موسكو .. سؤال برسم القادة والسياسيين الكرد وبالأخص اليساريين الذين جعلونا نصلي في المكان الخاطىء.[1]