سيد مصطفى
رأى السفير المصري السابق في العراق، شريف شاهين، في حوار مع وكالة فرات للأنباء، ان عملية الحصار التي استهدفت مخيم مخمور للاجئين، جاءت بإيعاز من حكومتي تركيا وإيران لإخماد الصوت الكردي والضغط على #حزب العمال الكردستاني# .
نص الحوار:
كيف ترى حصار مخيم مخمور؟
تعتبر خطوة الحكومة العراقية لحصار مخيم مخمور بإيعاز من تركيا وكجزء من السياسة التركية الممنهجة لإخضاع الشعب الكردي لمزيد من الضغوط بحجة مكافحة الإرهاب وحزب العمال الكردستاني، وهذه الممارسات لا تتسق والمواثيق والأعراف الدولية التي تحفظ حق السكان والعيش في اماكن آمنة برعاية، خاصة أن هذا يتم داخل الأراضي الكردية وهو إعتداء على السيادة الكردية، وهم مواطنين آمنين ومسالمين المفترض أن يحظوا برعاية من المجتمع الدولي بشكل عام والدولة الوطنية بشكل خاص.
كيف ترى دور الحزب الديمقراطي الكردستاني من الحصار؟
هذه الممارسات من حكومة بغداد وبإيعاز تركي ما كانت لتتم لولا الخلافات الكردية، وإذا كانوا متفقين على كلمة واحدة، وعلى توافق داخلي يعضد الموقف الكردي أمام أي تهديد للوجود الكردي في المنطقة، وهي الخلافات الكردية-الكردية ما تفتح الباب لتلك الإنتهاكات.
هل يوجد إتفاق إيراني تركي نتج عنه تحرك حكومة بغداد لحصار مخيم مخمور؟
يوجد إتفاق إيراني تركي بشكل عام على أن لا يكون هناك صوت للمكون الكردي في العراق بشكل عام لكي لا يكون له صوت في المجتمع الدولي، وتجربة إقليم كردستان والحكم الذاتي تزعج كلاً من حكومتي أنقرة وطهران على حد سواء، والفيصل أن تكون هناك سياسة كردية موحدة، وتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد مما يغلق الباب لوجود أي ضغوط خارجية، ولكن الخلافات الكردية الكردية من جانب والخلاف بين حكومة كردستان والحكومة المرزية هو ما يسمح بتلك الإنتهاكات.
لماذا هذا الهجوم على المخيم ورمزيته؟
المخيم يضم العناصر الكردية النشطة في هذه المنطقة داخل إقليم كردستان، وإخضاعه يشكل نوعا من الضغط على حزب العمال الكردستاني وبالتالي إخضاع المخيم يظهر نوع من السطوة والقوة سواء للحكومة المركزية في بغداد أو للحكومة التركية خاصة بعد نجاح أردوغان في الإنتخابات، واستمراره في نفس السياسة الممنهجة لإخضاع الشعب الكردي.
هل يوجد علاقة بين ما يحدث في مخيم مخمور والإنتخابات التركية؟
اليمين المتطرف من أعطى أصواته يميل لمناهضة الوجود الأجنبي على أرضه، ويمارس ضغوط لمنع استقبال اللاجئين على أراضيه، يحاول أردوغان أن يظهر نوع من الإلتزام في الخطوط العريضة للأحزاب اليمينية التي أيدته.
أزمة النفط بين أربيل وبغداد وهل لها علاقة بالأزمة؟
الخلاف على موضوع النفط والغاز خلاف قديم، لأنه لو تم الإتفاق على تنظيم هذا الملف بشكل يحترمه الطرفان، خاصة وأن إقليم كردستان كان قد خطا خطوات وأشواط بعيدة وكان الإقليم يحظى بعملية تنمية شاملة وقبول دولي للحصول على فرص للإستثمار في الإقليم، ولكن بعد العمليات التي قام بها تنظيم داعش في عام 2014، والخلاف بين حكومة الإقليم وبغداد على حصة الإقليم في النفط أثر بشكل كبير على أقتصاد الإقليم، ولكن يجب الوصول على إتفاق نهائي وشامل يتوافق عليه مختلف ألأطراف ويلتزمون به، مما يضمن للإقليم أن يقوم بسياسة إقتصادية ثابته تضمن له قفزات إقتصادية متسارعة.
هل يمكن أن يتسبب الحصار على مخيم مخمور والضربات التركية لحزب العمال الكردستاني، أن يتيح الفرصة لعودة تنظيم داعش؟
التنظيم ينشط ويستغل الثغرات الأمنية التي تنشأ عن عدم التنسيق ألأمني بين الجانب الكردي والجانب العراقي لإثبات أنه موجود، والمجتمع الدولي الدولي إذا غض الطرف أو أهمل في تتبع العناصر النشطة لتنظيم داعش فمن شأنه أن ينشط في تلك المناطق، ولكن الضربات التي تلقاها لا تمكنه من ترتيب صفوفه بالشكل الذي ظهر به في السابق، ولكنه ينتهز فترات الخلافات الداخلية لإظهار وجوده وأنه يمارس انشطة إرهابية.
هل دور المجتمع الدولي مفعل فيما يتعلق بأزمة مخيم مخمور؟
الحصار محاولة مستهجنة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية، والمفروض انها تقوم بدور لتخفيف العبء عن هؤلاء المواطنين بعد المعاناة التي شهدوها، وإذا تم الإهتمام بالمناطق التي هجروا منها لن يصبح هناك حاجة للمخيمات، لأن تتعرض لهذا النوع من الحصار، لأن المخيمات في هذه الظرؤوف تكون معرضة للإختراق الأمني، وإهتمام المجتمع الدولي بإعادة توطين هؤلاء من قراهم ومدنهم التي هجروا منها والعودة لأنشطتهم التي كانوا يمارسوها يغلق ملف المخيمات ويسقط الورقة التي تمارس بها تركيا الضغط على الجانب العراقي والكردي.
ما هي أسباب التقاعس الدولي في إنقاذ مخيم مخمور؟
يوجد تقاعس دولي، وهو نتيجة للخلافات الداخلية التي لا تركز الضوء على هذا الملف، وإذا حدث إعادة صياغة بين الحكومة والإقليم حول إعادة إعمار المدن والقرى المددمرة ستنتهي المشكلة لأن المخيمات هي وضع مؤقت.[1]