أكد مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإزيديين التابع لرئاسة إقليم كوردستان، حسين قائدي، أن العدد الأكبر من المختطفين الإزيديين المتبقين، يتواجدون في مخيم الهول السوري، مشيراً إلى عدم وجود أي تنسيق مع#الإدارة الذاتية# لشمال شرق سوريا.
وفي يوم -03-08- 2014 وبعد شهرين من وقوع الكارثة على الكورد الإزيديين المتمثلة بالإبادة، تم البدء بجمع الوثائق وتسجيل أسماء الضحايا والمفقودين.
عقب ذلك، قرر رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، افتتاح مكتب خاص للبحث وإيجاد وإعادة أولئك الذين غدوا ضحايا على يد داعش.
تسع سنوات مضت على عمل المكتب، في الوقت الذي يقطن غالبية أولئك الناجين في مخيم شاريا.
وقال قائدي في حوار خاص مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرته المذيعة شهيان تحسين، إن الحكومة العراقية لم تقدم أي مساعدة بشأن المختطفين الإزيديين، مبيناً أن عدد المشمولين بقانون الناجيات مقارنة بالمجموع العام ضئيل جداً.
وكشف أن المجموع الكلي للمختطفين بلغ 6417 مختطفاً إزيدياً، جرى إنقاذ 3570 شخصاً منهم حتى الآن.
أدناه نص الحوار:
رووداو: أخ حسين أهلاً بقدومك.
حسين قائدي: شكراً لك.
رووداو: بعد حوالي 9 سنوات، كم عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم حتى الآن؟
حسين قائدي: اليوم، مضت 9 سنوات على تلك الإبادة بحق الكورد الإزيديين في 03-08-2014 على يد إرهابيي الدولة الإسلامية (داعش)، بهذه الذكرى ألف تحية لأرواح الضحايا الإزيديين وكافة شهداء كورد وكوردستان، آملاً بالشفاء للجرحى والحرية للمفقودين والمحتجزين، في البداية وبعد وقوع تلك الإبادة على الكورد الإزيديين في شهر أكتوبر 2014 بدأنا العمل، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تم تحرير 3570 شخصاً، من الرجال والنساء والأطفال.
رووداو: هل لديكم إحصائية بعدد الرجال والنساء والأطفال على حدة؟
حسين قائدي: بالتأكيد، من بين أولئك الناجين، هناك 339 رجلاً ونحو 1214 امرأة والبقية أطفال يبلغون قرابة الألفين ذكوراً وإناثاً.
رووداو: العملية بدأت قبل 9 سنوات بمدة وجيزة بعد وقوع كارثة الإبادة، كيف باشرتم بالعمل؟
حسين قائدي: بعد وقوع تلك الكارثة الأليمة على الكورد الإزيديين، باشرنا أولاً بتسجيل البيانات قبل افتتاح مكتب إنقاذ المختطفين الإزيديين.. أنشأنا إحصائية لمعرفة عدد المختطفين والقتلى وغيرها من الخانات التي تم تضمينها، إحدى تلك الخانات أظهرت نتيجة الإحصائية بأن هنالك 6417 شخصاً قد أسروا على يد الإرهابيين، تلك النتيجة وصلت مباشرة إلى يد السيد المحترم نيجيرفان بارزاني والذي بدوره قرر افتتاح مكتب وجرى ذلك في شهر أكتوبر سنة 2014 بناء على قرار الأخ نيجيرفان بارزاني. أحد الأهداف الرئيسة كانت متابعة أوضاع المختطفين وثم إنقاذهم، وشكراً لله تمكنا من إنقاذ أعداد كبيرة حتى الآن ونحن مستمرون في ذلك.
رووداو: 6417 شخصاً، لكن هؤلاء المتبقين هل يعرف عنهم شيء على أنهم أحياء أم أموات وأين هم، يمكنك عدم الإفصاح على الهواء لكن أود معرفة هل تتوفر لديكم هذه المعلومات؟
حسين قائدي: بالتأكيد، بعد إنهاء إرهاب داعش في العراق ومناطق عدة في سوريا، وصلنا للمرحلة الأخيرة وقمنا بفتح ملف لكل مكان، ملف لدولة العراق وملف لدولة سوريا وملف خاص لمخيم الهول وكذلك هنالك ملفات لأماكن أخرى لا يمكنني الإفصاح عنها.
رووداو: فهمت عليك، المعذرة لا تحدد تلك المناطق، لكن هل هي خارج سوريا والعراق؟
حسين قائدي: نعم بالتأكيد.
رووداو: إذاً في دول أخرى.
حسين قائدي: نعم، وتبين لنا من خلال تلك الملفات وجود عدد منهم لا زالوا داخل العراق إلى اليوم، منذ تحرير العراق من إرهاب داعش، ولا زالوا إلى اليوم يتواجدون في بعض المناطق (المختطفين) أو بين تلك العوائل التي سبقت أن وقعت تحت يد إرهابيي داعش، من الممكن أن تتواجد بعض النسوة والأطفال بينهم، وفتحنا ملفاً خاصاً لدولة سوريا وتبين لنا أن هنالك أعداداً من المختطفين هناك في مناطق معينة، وكذلك يوجد عدد كبير منهم أيضاً في مخيم الهول، ذلك العدد الكبير الذي يتجاوز ال 2600 شخص من المتبقين، لكن لا يجب أن ننسى أن عدداً كبيراً يتجاوز ال 80 مقبرة جماعية تم اكتشافها، حيث تم فتح ما يقارب ال 10 – 15 مقبرة فيما لم تفتح المتبقية منها بعد..
رووداو: ألا تعلمون كم عدد الأشخاص فيها؟
حسين قائدي: نأمل ألا يكون هناك شخص واحد فيه، لكن مؤكد أن تلك المقابر لأولئك الأشخاص، ولا يمكن تحديد عدد الأحياء بشكل دقيق إذا لم تفتح تلك المقابر، وحسم تلك الأسماء عن طريق الفرز لمعرفة العدد الحاسم. نحن نعلم أن هناك عدداً كبيراً على قيد الحياة في أماكن متفرقة، ونتابع أوضاعهم عن كثب سواء في العراق أو سوريا وغيرهما. قبل أيام، كما يعلم جنابكم وإعلامكم كان حاضراً، أنقذنا 6 أشخاص من مكان معين، ثم اثنان آخران، ويمكن العمل على إنقاذ آخرين إن شاء الله.
رووداو: هم ضمن العملية الآن..
حسين قائدي: إن شاء الله، قطعنا عدة أشواط، ولا زالت هناك بعض المراحل التي نعمل عليها.
رووداو: سأسألك عن وضع هؤلاء الأشخاص في المخيم، مهما كان الوضع هنا فلن يصبح كمنزل للشخص، الخيمة لن تتحول إلى بيت، إلى متى سيبقى هؤلاء هكذا؟ لأنني رأيت أحدهم في الخارج وأبدى رغبته في العودة لسنجار..
حسين قائدي: نعم هو كذلك، بلا شك اكتملت 9 سنوات، وهؤلاء الأعزاء تحت الخيم وحرارة الصيف، هذه الحرارة القاتلة التي لا يتحملها الآخرين بوجود المكيفات، تحت هذه الحرارة المزعجة وبرودة الشتاء وتحت هذا الوضع غير الطبيعي، بالتزامن مع عدم وجود المسلتزمات الطبية والمعيشية، ورغم ذلك، يفضل الأهالي البقاء تحت هذه الخيمة على عدم العودة إلى قضاء سنجار بالشكل الحالي، وبعد سؤالنا للكثير من الأعزاء حول عدم عودة الأهالي إلى سنجار بعد مضي فترة طويلة على تحريرها من الإرهابيين، حيث عاد ما بين منهم 15-20% فحسب، كان جواب هؤلاء الأشخاص جميعاً أن بقاء سنجار بهذا الوضع الحالي واستمراره يعني بقاء الناس تحت هذه الخيم وعدم العودة.
رووداو: ما دور الحكومة العراقية في تحرير المختطفين وعودتهم؟
حسين قائدي: أستطيع الجزم أن الحكومة العراقية، سواء على صعيد الإعادة أو التأهيل، لم تعترف بهؤلاء المتضررين، علماً أنهم يتبعون إلى دائرة نفوس الموصل، ويقع واجب البحث والإعادة والإنقاذ والحماية والتعويض على عاتق الحكومة العراقية، وفي كثير من الأحيان نرغب في أن تدخل الحكومة الاتحادية على الخط كمؤسسة دولية من أجل تنفيذ الواجبات تجاه حاملي الجنسية العراقية، وإذا لم يقدموا مساعدة، عليهم التعاون معنا على الأقل.
رووداو: هل تواجهون مشاكل في تحرير المتبقين بمناطق عراقية، مثل الأنبار وصلاح الدين والموصل؟
حسين قائدي: الدولة الحقيقية هي التي تعمل على حماية مواطنيها وحفظ حقوقهم أينما كانوا، هناك 6417 مختطفاً من كوردنا الإزيديين، لم تلق لهم الحكومة العراقية بالاً.
رووداو: أين هم المتبقون داخل العراق؟
حسين قائدي: بحسب معلوماتنا، يوجد أطفال لدى تلك العوائل التي بقيت تحت سيطرة داعش، وقد كانوا صغاراً في ذلك الوقت، وسبب عدم الكشف عنهم الآن يعود لعدم اتخاذ الاجراءات المشددة بحق تلك العوائل التي اختطفتهم، لأن الأطفال لم يكونوا مدركين لما يحصل آنذاك، لذا يتطلب الأمر اتخاذ قرار عراقي عام ومن الموصل على وجه الخصوص، يقضي بأن أي عائلة تضم طفلاً أو شخصاً إزيدياً ولم تسلّمه للجهات الأمنية خلال مدة محددة سوف نتخذ اجراءات شديدة بحقهم وإلى الآن لم ينفّذ أي شيء من هذا القبيل.
لولا جهود رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وحكومة إقليم كوردستان لكان عدد الناجين أقل بكثير مما هو عليه الآن، وفي الحقيقة لم نرغب أن تساعد الحكومة العراقية فقط في ذلك بل حتى المنظمات الدولية، لأن هذه القضية مرتبطة بمنظمة إرهابية.
رووداو: ما دور دول أخرى عدا العراق وسوريا في تحرير المختطفين؟
حسين قائدي: لم يكن لأي دولة دور في ذلك.
رووداو: أخ حسين، هل يوجد تنسيق مع الإدارة الذاتية في روجآفاي كوردستان وسوريا، وهل لها دور في إعادة المتبقين..
حسين قائدي: في البداية وضعنا للخطط، عملنا على أن نكون على تواصل مع جميع الأطراف، لأنها مسألة انسانية ولا علاقة لها بالمسائل السياسية، لكن يمكنني القول أنه لا يوجد أي تنسيق بيننا وبين الإدارة الذاتية.
رووداو: منذ البداية أم الآن؟
حسين قائدي: منذ البداية.. لم يكن هناك تنسيق، وقد أرسلنا عدة وفود إلى هناك من أجل السماح بالبحث في مخيم الهول، وأحد تلك الوفود كان بينهم أستاذين إزيديين من أجل تشجيع الخائفين في ذاك المخيم من المختطفين بالكشف عن أنفسهم عند رؤية أبناء جلدتهم، لكن لم تقدم الإدارة أي مساعدة لنا من أجل التنسيق فيما بيننا.
رووداو: هل توجد خطة لتفعيل التنسيق بينكما؟
حسين قائدي: لا.
رووداو: إذاً كيف يمكن إعادة أولئك المتواجدين في مخيم الهول؟
حسين قائدي: لدينا طرق خاصة مع أطراف خاصة، ويجب توفر منافذ من أجل إعادة المختطفين هناك، وقد أعدنا عدداً منهم وسنواصل ذلك حتى آخر لحظة، وأناشد أي طرف أو جهة أو شخص مساعدتنا من أجل إنقاذ المفقودين من الظلم في ذلك المخيم.
رووداو: هل يمكن أن تكون هذه العوامل سبباً في تباطؤ عمل المكتب مؤخراً، ما السبب وراء ذلك؟
حسين قائدي: كان عملنا أكثر نشاطاً، بسبب تواجد الكثير من المختطفين في مناطق واسعة في العراق وسوريا وغيرها، لكن بعد إنهاء داعش، جمعوا وحوصرا في مخيم الهول، ونتوقع تواجد العدد الأكبر هناك، يمكنني القول إنه تم أخذ الإزيديين المختطفين إلى دول لا تخطر على البال، دون أن أذكر اسمها، واجتازوا حدود دولتين وأكثر.
رووداو: كيف اجتازوا حدود تلك الدول؟
حسين قائدي: ونحن نتساءل هذا السؤال أيضاً.
رووداو: ما آلية التعامل مع الناجين من أجل معرفة هوياتهم؟
حسين قائدي: يتم التعامل مع الطفل بعد إجراء فحص ال DNA، وهذا أمر صعب للغاية، يعني مثلاً طفل عمره شهر أو سنة والآن يبلغ 9 سنوات كيف يمكن التعرف عليه وقد تم تغيير دينه واسمه وحتى شكله، ربما يساعدنا إبلاغ الناس عبر إخبارنا أن هناك طفلاً أو شخصاً إزيدياً لدى إحدى العوائل أو التعرف على ملامحه والكلمة الفصل بعد إجراء فحص الحمض النووي.
رووداو: ماذا تقول بشأن قانون الناجيات الذي أقره البرلمان العراقي؟
حسين قائدي: الخطوة الوحيدة التي اتخذتها الحكومة العراقية، طبعاً بعد ضغط دولي، هو قانون الناجيات الذي يشمل الناجين والمفقودين، لكن بعد مرور سنتين على إقراره، تم شمول ما يقارب 400 – 450 ناجياً فقط ضمن القانون وهو عدد ضئيل مقارنة بعدد الناجين حتى الآن.
رووداو: ما هي الصعوبات والعراقيل؟
حسين قائدي: أولاً، يجب الاعتماد على وثقيتين لا واحدة، وهذا غير متوفر، وثانياً، يجب أن يعيد الناجي كامل قصته أمام قاضي المحكمة، وبناء عليها يتم اتخاذ قرار بتعويضه أم لا.
رووداو: لكن يجب أن تكون هنالك مؤسسة تعنى بمعيشتهم، فالأمر ليس مرتبطاً فقط بإنقاذهم..
حسين قائدي: صحيح، ونحن نسمّى مكتب إنقاذ المختطفين الإزيديين أي عملنا يتعلق بالإنقاذ فقط، لكن مصاريف الناجين ومعيشتهم وإعادة تأهيلهم تقع على عاتق المؤسسات الأخرى، وقد افتتح مركز وحيد في محافظة دهوك من أجل إعادة التأهيل.
كان يجب أن يتم التعامل بشكل خاص مع الشعب الإزيدي، وخاصة الناجين، لأنهم لم يتلقوا أي مساعدة محلية أو دولية رغم ما ذاقوه من الاضطهاد والظلم والاغتصاب والقتل والاختطاف والتهجير. [1]