=KTML_Bold=الكرد في السودان -2=KTML_End=
صحيفة روناهي
رونجا مينتو (صحفية بلجيكية)
ترجمة/ دجوار أحمد آغا
=KTML_Bold=الوضع الاقتصادي للكرد في السودان ومساهماتهم الاجتماعية=KTML_End=
يلعب الكرد، الذين يعيشون في السودان دورًا مهمًا في المجال الاقتصادي، ويقدمون مساهمات اجتماعية. السودان بلد ذو موارد طبيعية هائلة، ولديه إمكانات كبيرة في قطاعات مهمة كالزراعة والتعدين والنفط، ويعمل رجال الأعمال عامة، ورجال الأعمال الكرد خاصة بنجاح من خلال الاستفادة من هذه الفرص الاقتصادية.
يُنظر إلى الوضع الاقتصادي لكرد السودان بشكل عام على أنه أفضل من شرائح المجتمع الأخرى، حيث يشغل العديد من الكرد السودانيين مناصب مؤسسية، أو إدارية عليا في المؤسسات العامة. ويشتهر الكرد السودانيون بنجاحهم الاقتصادي، ويعملون عمومًا في قطاعات التجارة، والصناعة والزراعة، والخدمات.
وجود الكرد السودانيين في التجارة لافت للنظر، فرجال الأعمال الكرد عادة ما يكونون أصحاب أو مديري الشركات الكبيرة والمتوسطة، تمتلك العديد من العائلات الكردية أعمالاً تجارية، مثل: محلات السوبر ماركت، والمحلات التجارية، والفنادق والمطاعم في السودان، ومن خلال استخدام معارفهم ومهاراتهم في مجال التجارة، يساهم الكرد في النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل.
ينعكس الوضع الاقتصادي للكرد في السودان أيضًا على القطاع العام، ويتولى كرد السودان مناصب تنفيذية عليا في مؤسسات الدولة، وهذا يدل على أن الكرد يلعبون دورًا نشطًا في عمليات الإدارة والتخطيط وصنع السياسات. إن حقيقة احتفاظ الكرد السودانيين بهذه المناصب تشكل مثالاً يعكس تنوع المجتمع وشموليته.
المساهمات الاجتماعية للكرد في السودان لها منظور أوسع بكثير من نجاحهم الاقتصادي. في السودان، ولهم دور بارز في الصحة، والتعليم والثقافة والفن. ولا سيما في قطاع التعليم، فمن المعروف أن الكرد من بين مديري المدارس والمعلمين وأصحاب المؤسسات التعليمية. وهذا يعكس جهود الكرد السودانيين في قطاع التعليم لخدمة المجتمع وتشكيل مستقبل الأجيال الشابة.
كما تتجلى المساهمات الاجتماعية للكرد السودانيين في مجال حماية التراث الثقافي وتعزيزه، حيث تدعم المساحات الاجتماعية مثل “الكافتيريا الكردية” العاملة في السودان جهود كرد السودان للحفاظ على هويتهم الثقافية ومشاركتها. هذه هي الأماكن التي تندمج الرموز الثقافية مثل المطبخ الكردي والموسيقا والرقص بالمجتمع السوداني. من خلال التفاعل مع المجتمع السوداني بالفعاليات والمهرجانات الثقافية، يسعى الكرد إلى تحقيق أهدافهم في تعزيز تراثهم الثقافي وزيادة الوعي.
نتيجة لذلك، يتم التعرف على الكرد الذين يعيشون في السودان على أنهم مجتمع ناجح اقتصاديًا ويقومون بمساهمات اجتماعية.
ويساهم وجود الكرد السودانيين في التجارة والأعمال والقطاع العام في النمو الاقتصادي، ويوفر إمكانات خلق فرص العمل. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن الكرد السودانيين يقومون بدور فاعل في مجالات التعليم والصحة والثقافة ويواصلون جهودهم في خدمة المجتمع. فيجب على الحكومة السودانية والمجتمع الدولي دعم الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية للكرد السودانيين، والاعتراف بمساهماتهم الاجتماعية، وتشجيع هذا المجتمع على المزيد من تعزيز التنمية وتنوعها.
التغيير الاجتماعي والثقافي لكرد السودان
شهدت الهويات الاجتماعية والثقافية للكرد الذين يعيشون في السودان تغيرات مختلفة، وبمرور الوقت. ظهرت هذه التغييرات تحت تأثير العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية وشكلت دور كرد السودان في المجتمع.
يجب مراعاة التغيير الاجتماعي، والثقافي لكرد السودان جنبًا إلى جنب مع العمليات التاريخية. بادئ ذي بدء، تعود الأصول التاريخية للكرد في السودان إلى الدولة الأيوبية الكردية. خلال هذه الفترة، كان للكرد وجود في المنطقة كقوة سياسية وعسكرية فاعلة. ومع ذلك، فقد أثر التغيير في الخرائط السياسية بمرور الوقت، وتطور ديناميكيات المجتمع على الهويات الاجتماعية والثقافية للكرد السودانيين.
تم تشكيل التغيير الاجتماعي والثقافي للمجتمع الكردي في السودان من خلال تأثير المعتقدات الدينية المختلفة، والبنى الاجتماعية. في السابق، كان من المعروف أن بين الكرد السودانيين وُجدت معتقدات دينية مختلفة. خلال هذه الفترة، وُجدوا أشخاص ينتمون إلى معتقدات دينية مختلفة، مثل: اليهودية، والمسيحية، والإيزيدية، والزرادشتية بين الكرد، وهذا يدل على أن الهويات الدينية للكرد الذين يعيشون في السودان يمكن أن تتغير بمرور الوقت وهم في عملية التكيف مع التغيرات الاجتماعية.
جلب التغيير الاجتماعي والثقافي لكرد السودان معه صعوبات تتعلق بالحفاظ على اللغة والتراث الثقافي، وبهذا المعنى يسعى الكرد الذين يعيشون في السودان للحفاظ على لغتهم الكردية، وتراثهم الثقافي. ومع ذلك، فإن عوامل العولمة، والهجرة، ونظام التعليم، والتفاعلات الاجتماعية، تعيق جهود الكرد السودانيين للحفاظ على لغتهم الكردية وتراثهم الثقافي، وبذلك يثير الانخفاض في عدد السكان الناطقين باللغة الكردية في السودان، مخاوف بشأن مستقبل اللغة.
يرتبط التغيير الاجتماعي والثقافي لكرد السودان أيضًا بالبنى السياسية، والاجتماعية. الكرد الذين يعيشون في السودان يندمجون مع شرائح المجتمع الأخرى، ويشتركون في مهن مختلفة. وتعكس أنشطتهم الاقتصادية في القطاع العام، وفي قطاع التعليم مشاركة الكرد السودانيين في المجتمع، ورفعت هذه التغييرات حضور الكرد في المجال الاجتماعي، والسياسي في السودان.
كان للتغيير الاجتماعي والثقافي للكرد في السودان أيضًا تأثير في وعي الهوية لدى الأجيال الصغرى. يحاول الشباب الكردي السوداني الموازنة بين ثقافتهم التقليدية والحياة العصرية. يعكس بحثهم عن الهوية جهودهم للحفاظ على تراثهم الثقافي ونقله إلى الأجيال المستقبلية. في هذا السياق، تتزايد أهمية الأحداث الثقافية والمهرجانات والجمعيات بين الشباب الكرد السوداني. توفر هذه المنصات الفرصة للكرد السودانيين للالتقاء في عملية التغيير الاجتماعي والثقافي، لتقوية هوياتهم ومشاركتها.
نتيجة لذلك، ظهر التغيير الاجتماعي والثقافي للكرد الذين يعيشون في السودان تحت تأثير العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية. وقد تطورت الهويات الاجتماعية والثقافية للكرد السودانيين بمرور الوقت، وتغيرت معتقداتهم الدينية، وواجهوا تحديات تتعلق بالحفاظ على لغتهم وتراثهم الثقافي. ومع ذلك، اندمج الكرد السودانيون مع شرائح أخرى من المجتمع ولعبوا دورًا مؤثرًا في الساحة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. على الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود لفهم التغيرات الاجتماعية والثقافية لكرد السودان، لدعم جهودهم لحماية حقوقهم والحفاظ على هويتهم. التغيير الاجتماعي والثقافي للكرد السودانيين قضية تتطلب المزيد من البحث والفهم المكثف، ومن المهم مواصلة هذه العملية.
العلاقات السودانية مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
منذ اعتقال مقاتلي قوات سوريا الدمقراطية عناصر داعش، وخاصة النساء والأطفال، والسودان مثل غيرها من الدول تواصلت مع الإدارة لاستلام رعاياها. حيث سلمت الإدارة الذاتية في أيلول 2018 امرأة سودانية، مع طفلها الرضيع، إلى دبلوماسي لدى سفارة بلادها. كما سلمت في 22-04-2019 خمسة أطفال سودانيين لمبعوث وزير الخارجية السوداني، بدر الدين علي. الذي قال: “إن العلاقة مع الإدارة الذاتية جرت عبر منظمات موجودة في السودان لاستلام الأطفال”.
وفي التاسع من آذار 2023 زار وفد سوداني برئاسة القائم بأعمال السفارة السودانية في دمشق “طارق عبد الله علي محمد”، ومستشار دبلوماسي في السفارة “جلال الدين محمد عبد الله يعقوب”، والموظف بالسفارة “ضياء الدين رشدي محمد حسن”، لمقر دائرة العلاقات الخارجية في قامشلو، حسب الموقع الرسمي للدائرة. استقبل الوفد نائبا الرئاسة المشتركة روبل بحو، وفنر الكعيط، وعضوا الهيئة الإدارية خالد إبراهيم، وكلستان علي، وعضوة مكتب وحدات حماية المرأة (YPJ) لانا حسين. وتم تسليم امرأتين وثلاثة أطفال من عوائل داعش وفق وثيقة تسليم رسمية بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وجمهورية السودان.
لم تنحصر العلاقة مع السودان في تسليم رعاياها من داعش الإرهابي، بل كذلك في إجلاء الرعايا السوريين من السودان عقب الحرب الأخيرة الجارية بين المجلس العسكري وقوات الدعم السريع. حيث أجرت الإدارة علاقات مع الطرف السوداني واستطاعت أن تجلي 369 شخصاً عبر ثلاث دفعات من السودان إلى شمال وشرق سوريا.
=KTML_Bold=خاتمة=KTML_End=
عندما يتم فحص التاريخ والهويات الاجتماعية والوضع الاقتصادي والتغيير الثقافي للكرد الذين يعيشون في السودان، يتبين أن هذا المجتمع يساهم في المجتمع السوداني كجزء مهم منه. السودان بلد معروف بتنوعه العرقي والثقافي، والكرد مجتمع بارز في هذا التنوع.
خلال الفترة الأيوبية، انتشر الكرد على مساحة جغرافية واسعة واستقروا في منطقة واسعة من السودان. وتشكل البلدات المسماة “كردي” في إقليم كردوفان دليلاً هاماً على الاستيطان الكردي في السودان.
تتجلى الهوية الاجتماعية للكرد في السودان مع انتشار استخدام اللقب “كردي”. وتحمل العديد من العائلات الكردية السودانية اللقب “كردي”؛ ما يعكس جذورهم الكردية. لكن وجود بعض العائلات الكردية التي لا تتحدث الكردية يكشف عن صعوبات في الجهود المبذولة للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي للكرد في السودان.
يعدّ الوضع الاقتصادي لكرد السودان مقبولاً. العديد من العائلات الكردية تشغل مناصب عليا في الأعمال التجارية والقطاعات العامة، والموارد الطبيعية الغنية والفرص الاقتصادية في السودان تسمح لرجال الأعمال الكرد العمل بنجاح. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن الكرد السودانيين يقدمون مساهمات اجتماعية في مجالات مثل: التعليم، والصحة، والثقافة.
برز التغيير الاجتماعي والثقافي لكرد السودان تحت تأثير العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية. قد تتغير الهويات الدينية للكرد الذين يعيشون في السودان بمرور الوقت، ولم يتم التعرف إلا مؤخرًا على الكرد المسلمين. إن معالجة التحديات المتعلقة بالحفاظ على اللغة، والتراث الثقافي مهمة لكرد السودان.
نتيجة لذلك، يلعب التاريخ والهوية الاجتماعية والوضع الاقتصادي والتغيرات الثقافية للكرد الذين يعيشون في السودان دورًا مهمًا في المجتمع السوداني. وعلى الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد لحماية حقوق الكرد الذين يعيشون في السودان، وتعزيز هويتهم الثقافية وتقدير مساهماتهم في المجتمع.[1]