مزكين طاهر: المرأة تقود ثورة روج آفا
صحيفة روناهي
روناهي/ الدرباسية – أشارت الفنانة الكردية مزكين طاهر إلى الإمكانات التي وفرتها حركة التحرر الكردستانية، وثورة روج آفا للمرأة، وأكدت أن المرأة استطاعت في ظل هذه الثورة، أن تخطو خطوات كبيرة نحو تحررها، وأن نضالها متمم لنضال المرأة في العالم.
يعدّ الفن من أهم الوسائل لإيصال رسالة الشعوب، حيث إن الفنان يستطيع من خلال فنه، أن يلعب دورا فعالا في ثورات الشعوب، ودليل ذلك، الأغاني الثورية التي أنتجتها حركة التحرر الكردستانية منذ تأسيسها، والتي لعبت دورا فعالاً في تعريف الشعب الكردي والعالم بماهية هذه الثورة، وقد التحق على إثر هذه الأغاني، الآلاف من أبناء شعوب المنطقة بالثورة، وأعلنت تضامنها معها.
ولم تأتِ هذه الأغاني بشكل عشوائي، كما لم تحمل طابعها التحريضي على الثورة فقط، بل إنها كانت أغاني منسقة، ذات رسالة ثورية، تحمل في طياتها أهداف هذه الثورة، وهذا ما يثبته الدور الريادي، الذي أتاحته هذه الثورة للمرأة، فقد استطاعت أن تثبت نفسها في مجالات عديدة، واقتحمت ميادين هامة كان محرماً على المرأة الاقتراب منها في السابق. ومن أهم هذه المجالات مجال الفن، حيث إن المرأة، ولا سيما الكردية، أظهرت خامات فنية عالية، كانت مدفونة سابقا بفعل السياسات والعادات المفروضة عليها، لذلك، فإن واقع المرأة، سواء في الفن أو في غيره من المجالات، قد شهد تحولات إيجابية بات من الصعب نكرانها، أو القفز فوقها.
=KTML_Bold=فوارق ظاهرة للعيان=KTML_End=
حول دور المرأة في تطوير الفن، لا سيما الفن الكردي، التقت صحيفتنا الفنانة الكردية، مزكين طاهر: لا شك أن واقع المرأة قد اختلف اختلافا جذريا عن الماضي، وتحديدا قبل الثورة، وقد كان هذا التحول تحولا إيجابيا فيما يتعلق بالمرأة، وسبب هذا التحول يعود إلى فكر التحرر والتقدم الذي نشرته الثورة في المنطقة، على المستويات كافة، ما دفع المرأة إلى الانخراط في العمل وفي النشاط من أجل التحرر، ومن أهم النشاطات التي انخرطت فيها المرأة، هو مجال الفن، حيث أظهرت لنا الثورات فنانات كُثر، كانت مواهبهن مدفونة في السباق، بسبب العادات والتقاليد، التي كانت مهيمنة في حينها.
فاستطاعت المرأة قلب المفاهيم السلبية، والتي حدت من قدراتها الفكرية والإبداعية، وأضافت الفنانة مزكين بهذا الصدد: “في ظل هذه الثورة، أيقنت المرأة أنها باستطاعتها التأثير في المجتمع، بعكس ما كان يروَّج له في الماضي، حيث إن السائد كان المرأة لا تستطيع، ولا يجوز، أن تقوم بأي عمل، عدا تدبير أعمال المنزل ورعاية الأطفال، أي أنهم حولوا المرأة إلى آلة إنجاب، في الوقت الذي كانت، ولا تزال، المرأة كيانا مستقلا، يُفترض أن يكون حرا، له ما له، وعليه ما عليه، لأن أي مجتمع لا يمكن أن يقوم من خلال جنس واحد، بمعزل عن الجنس الآخر، ولكن السياسات التي كانت متبعة، والتي انعكست على المجتمع أيضا، كانت تُسلب المرأة من حقوقها كافة، أما اليوم، فإن المرأة باتت ريادية في مجتمعها، ولا سيما المرأة الكردية”.
نسرين طاهر أشارت إلى دور التنظيم والالتزام بتطوير عمل المرأة ونشاطاتها، والتي كانت بدايتها في العصر الحديث باحتجاج العاملات في مصانع الملابس في نيويورك في الثامن من آذار عام 1857، وما تلاه، حتى وصول المرأة لقمة التنظيم والعطاء في روج آفا: “نلاحظ اليوم، مدى التنظيم، الذي وصلت إليه المرأة، فقد انتقلت من مرحلة الفوضى، إلى مرحلة أكثر تنظيما، وبفضل هذا التنظيم، نرى اليوم القدرات الكبيرة التي تُبديها المرأة في إدارتها للمجتمع في روج آفا. ويتجلى هذا بأبهى صوره، من خلال مشاركة المرأة في إدارة مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية كافة، وذلك من خلال نظام الإدارة المشتركة الذي اعتمدته الإدارة، إضافة إلى دورها في المجال السياسي والدبلوماسي والعسكري، إضافة للمجال الفني”.
=KTML_Bold=ثورة المرأة=KTML_End=
مزكين تابعت حديثا مشيرة إلى التحول الجذري في نضال المرأة لتنتقل من التبعية إلى الريادة: “اليوم نرى أن المرأة تقود الثورات، فثورة روج آفا هي بالدرجة الأولى ثورة المرأة، وبالفعل، قادت المرأة الكردية هذه الثورة، وقد أثرت تأثيرا فعالا على واقع المرأة لدى الشعوب الأخرى أيضا، وليس فقط الشعب الكردي، ففي روج آفا، لم تنخرط المرأة الكردية وحدها في هذه الثورة، بل إن المرأة العربية، والسريانية، والشركسية، ومن باقي شعوب شمال وشرق سوريا، انخرطت المرأة في هذه الثورة؛ لأنها وصلت إلى قناعة تامة، مفادها، أن هذه الثورة، والتي تعد استدامة ورديفة لثورة حركة التحرر الكردستانية، هي السبيل الوحيد لتحرر المرأة من القيود المفروضة عليها تاريخيا”.
وزادت: “لم تكتف المرأة بقيادة الثورات، بل إنها لعبت دورا في إيقاد نار الثورات أيضا، كما نشاهد اليوم في روجهلات كردستان، فشعار “المرأة- الحياة- الحرية”، بات يصدح في أرجاء روجهلات وإيران، وأبعد من ذلك، فهذا الشعار بات شعاراً عالمياً يتردد في بقاع العالم كافة، والفضل في ذلك يعود إلى المرأة الكردية، التي استطاعت بشجاعتها أن تُلفت أنظار العالم إلى قضيتها، وقضية تحررها”.
=KTML_Bold=فروع عديدة لجذر واحد=KTML_End=
الفنانة مزكين طاهر اختتمت حديثها: “سواء ثورة روج آفا، أو ثورة روجهلات، الثورتان ولدتا من رحم ثورة حركة التحرر الكردستانية، لذلك، فإن الفضل في تحرر المرأة، يعود أولا وآخرا لحركة التحرر الكردستانية، وللفكر الذي قامت عليه هذه الحركة، وهو فكر القائد عبد الله أوجلان”.[1]