=KTML_Bold=عفرين بيضة القبان في التفاهمات الأخيرة والهيئة وسيط بين النظام وتركيا=KTML_End=
أرجين ديركي
منذ احتلال عفرين والسكان الكرد الباقون في بيوتهم يعانون من همجية الفصائل الإرهابية مثل الحمزات والعمشات المسيطرة على جغرافية عفرين بدعم مباشر من الاحتلال التركي منذ احتلالها في 2018م، وتهجير أهلها عنها عنوة ويفرضون الإتاوات ويخطفون الأهالي طلبا للفدية أمام أنظار العالم أجمع دون أن يحركوا ساكنا.
ومنذ التصريحات الأخيرة للنظام التركي ورغبته للتطبيع من جديد مع النظام السوري تشهد ساحة غربي الفرات أحداثاً متسارعة أدت إلى قلب موازين القوى وبروز تحالفات جديدة في غربي الفرات مهدت لمرحلة جديدة للأصطفافات تنسجم مع التحول التركي نحو التطبيع مع حكومة دمشق فأكثر القوى ونتيجة لتردي الأوضاع في الشمال السوري لم يتوقع أحد من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا )الهجوم على عفرين والسيطرة عليها في ظل تحكم الفصائل التابعة لتركيا فيها أمثال السلطان مراد والعمشات والحمزات وغيرها من الفصائل التي جرى أستقدامها من الغوطة وحمص بباصات الخضر وتوطينهم في منازل الكرد الذين هجِّروا منها قسراً
لقد أصبحت هيئة تحرير الشام تمتلك اليد الضاربة في معظم مناطق غربي الفرات وبشكل خاص عفرين والتي استقدمت كافة مؤسساتها وأجهزتها الأمنية ألي عفرين بغية تشكيل كيان موحد يشرف على غربي الفرات حسبما يتوقعه المراقبون والمحللون السياسيون وبالإضافة إلي تحكمها بالمعابر التي تشترك مع الأدارة الذاتية من جهة وتركية من جهة أخرى والتي تدر عليها الملايين من الدولارات شهريا وتأتي كلها من خلال توقيع محمد الجولاني أمير الهيئة مع متزعم للفيلق الثالث التابع للمعارضة المسلحة الذي بدأ بالتحالف بين الحمزات والعمشات مع الهيئة لتشكيل مجلس موحد جديد لحكم منطقة غرب الفرات مع انسحاب الفيلق الثالث باتجاه كفر جنة والتي سيطرت عليها أيضا الهيئة وأصبح الطريق مفتوحا أمامها نحو أعزاز و الباب .
مما أدى إلي توضيح بعض الخصوصيات المبهمة والغامضة والرضا من قبل المحتل التركي الذي ظل صامتا لفترة من الزمن دون تدخل في مجريات الأحداث الدائرة في عفرين وما حولها والتي بدورها قامت بتحجيم دور بعض القوى أهمها الفيلق الثالث وتضييق نشاطه عسكريا فقط مما أعطى الهيئة صلاحيات أكثر وبسط نفوذها على الفصائل الأخرى وتوسيع نفوذها على عفرين بالكامل ووضعها تحت قبضتها ،فالصمت المريب من الجانب التركي وموافقتها دفعت المراقبين والسياسيين للتساؤل عن خفايا وأهداف تركيا المبطنة من هذه التطورات السريعة على حدودها ومناطق سيطرتها ،فبعد القمتين (سوتشي وطهران ) تبددت آمالها في الحصول على الضوء الأخضر للبدء بعملية عسكرية جديدة في الشمال السوري وضرب الكرد في شرق الفرات ،فمع قرب انتخابات الرئاسية التركية المقبلة ورغبة من أردوغان في كسب صوت الناخبين والأصوات المنادية للتقارب مع النظام اتفقت مع كل من روسيا وإيران لكي يلعبوا دور الوسيط على التقارب مع النظام السوري ولكي تلعب دور الوسيط أيضا بين المعارضة في الخارج والنظام لخلط الأوراق من جديدة في المنطقة وفي ذات السياق ولتحقيق ذلك الهدف قررت تركيا التخلي عن الفصائل أو تقليم أظافرها التي بدورها فقدت دورها في محاربة النظام وأصبحت عبئاً على كاهل أردوعان ويريد التخلص منهم وبالمحصلة قررت تركيا التعامل مع جهة واحدة موحدة فاعلة على الأرض في حال التوصل إلي تفاهمات مع النظام وهذا يعطيها الأولوية في التعامل والتخلص من هذه الجهة بدلا من عدة جهات يصعب السيطرة عليها وترويضها والذين يتقاتلون فيما بينهم بين الفينة والأخرى على أتفه الأسباب .
ولا يستبعد أن يكون كل هذا التحرك من قبل الهيئة (جبهة النصرة) لعبة من ألعاب المخابرات التركية والسورية نتيجة عدة قرارات تم التفاهم عليها فيما بينهم بهدف التخلص من الفصائل الإرهابية في الشمال السوري واحدة تلوى الأخرى وهذه إحدى نتائجها وخطوة أولية للتقارب بين النظامين.[1]