=KTML_Bold=من ملفات مالا علي يونس7=KTML_End=
خالد عيسى
لإرضاء السلطات التركية كانت السلطات الفرنسية، تمنع عند الضرورة على بعض القيادات الكردية الإقامة داخل منطقة الخمسين كيلومتراً الحدودية. بينما تسعى السلطات العروبية المتعاقبة على الحكم في سورية إلى تغيير الهوية القومية لهذه المنطقة، و إلى إخلائها من الشعب الكردي .
الغريب في الأمر هو أن السلطات السورية تلبي حالياً الطلبات التركية، المتعلقة بالملف الكردي، بدون مراعاة للمصالح الوطنية السورية، و دون أي حساب واقعي لأهمية الوجود القومي الكردي، بينما كانت السلطات الفرنسية تقايض السلطات التركية، و تتعامل معها ضمن إطار المصالح المتبادلة، و إلى درجة لا تخسر فيها كلياً الورقة الكردية. و لا تسمح للسلطات التركية بالتمادي في مطالبها لقمع الحركة الوطنية الكردية.
فلنر، و لتر معنا الحكومة السورية، كيف كانت السلطات الفرنسية تدافع عن السيادة السورية، و تضع حداً للمناورات التركية ومطالبها غير المشروعة.
في هذه الحلقة نترجم و نعرض لكم القسم الثاني من مراسلة تمت بين ممثليه المفوض السامي الفرنسي في حلب مع المفوضية السامية في بيروت، بخصوص المطالبة التركية بتسليم الثوار الكرد الذين لجئوا إلى غرب كردستان.
****
من فيليب دافيد
إلى السيد الجنرال
—-
المفوضية السامية
للجمهورية الفرنسية
في سورية و لبنان
—-
ممثليه حلب
رقم: 1421/ الشؤون السياسية/ ف
حلب في السابع عشر من شهر أيار عام 1938
– مسجل في وارد الأمانة العامة لدى المفوضية السامية برقم: 8852/س.ب في الثامن عشر من شهر أيار عام 1938.
– مسجل في المكتب السياسي لدى المفوضية السامية برقم 3753 في العشرين من شهر أيار عام 1938.
من نائب ممثل المفوض السامي لمحافظة حلب
إلى
السيد المفوض السامي للجمهورية الفرنسية ( المكتب السياسي) في بيروت
– الموضوع: أ/س. عن أكراد لاجئين في سورية.
(…)
سلّم قائم مقام نصيبين طلبات التوقيف و التسليم فعلياً على النحو التالي:
آ- ملا (مالا –المترجم) شرفلي عبد الرحمن و مرافقيه: بالرسالة رقم 2490 المؤرخة في السابع عشر من شهر كانون الأول عام 1937، و هي مرفقة بسبعة عشر طلباً.
ب- عبد القدوس و إخوانه: بالرسالة رقم 29 المؤرخة في الخامس من شهر كانون الثاني لعام 1938.
في هذين التاريخين، كان الزعيمان المطلوبان متواجدين في الحسجة أو في دمشق. ففي الواقع، غادر عبد الرحمن القامشلية إلى الحسجة في العاشر من شهر تشرين الثاني عام 1937، و الشيخ و إخوانه في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام 1937.
بموجب الرسالة رقم 8613 المؤرخة في الخامس من سهر كانون الأول لعام 1937، المرسلة إلى الكولونيل ساردا، منحتم الشيخ عبد الرحمن صفة اللاجئ السياسي، و فرضتم له إقامة في منطقة دمشق.
لم يُتخذ أي قرار بحق الشيخ عبد القدوس، الذي، مع ذلك، تم اقتياده إلى دمشق مع المذكور سابقاً.
الجرائم التي يؤاخذ عليها الشيخ عبد الرحمن و مرافقيه، تمّ ارتكابها خارج المنطقة الحدودية التركية، و عندما وصلت طلبات التوقيف و التسليم إلى السلطات الحدودية السورية، كانوا خارج منطقة الحدود السورية، بل و حتى بفض النظر عن الاعتبارات السياسية التي حددت قراركم، بحق، كان من غير الممكن إذاً تطبيق الإجراءات الحدودية، كما هي محددة بالمادة الثالثة من بروتوكول التاسع و العشرين من حزيران عام 1929، المعدّل بتبادل الرسائل بين كاميرير – و رفيق رشدي آراس.
أمّا بالنسبة للمرافقين، فهم حالياً منتشرون بين القامشلية و عين ديوار، و في تقديري الموافق لرأي الكولونيل ساراد، لا توجد أية مصلحة في منعهم من الإقامة في منطقة الخمسين كيلومتراً.
إذا شاركتم هذا النوع من الرأي، أكون لكم ممنوناً بأن تعدّلوا وضع الشيخ عبد القدوس (طلب التسليم رقم -1-) و أخيه الشيخ مامد (أو محمد) ( رقم-2-)، و ذلك بوضعهما تحت الإقامة الجبرية، تبعاً لنفس الإجراء الذي تمّ لتنظيم حالة الشيخ عبد الرحمن (رقم -3-)، و تعيين منطقة دمشق كمحل إقامة، بنفس الشروط، و سيمنع دخول منطقة الخمسين كيلومتراً الحدودية على أصحاب طلبات التسليم الأخرى المرفقة و المرقمة من الرقم 4 إلى الرقم17.
و بشكل عام، لتجنب اتهامات السلطات التركية، التي غالباً على حق، من المفضل عدم السماح بإقامة اللاجئين السياسيين في المنطقة الحدودية إلا خلال الوقت الضروري للاستجواب الذي يسمح لضابط الحدود بالتأكد بأنه ليس أما مجرمي القانون العام، الذين يحتمل تسليمهم بدون إجراءات، و غني عن القول، بأنه في الحقيقة سيكون اهتمام السلطات التركية أقل حدّة فيما إذا لم بتأخر اللاجئون بالبقاء بقرب الحدود.
سأكون ممنوناً جداً منكم إذا تفضلتم بار سال تعليمات في هذا الاتجاه إلى ممثليكم أو نواب ممثليكم في اسكندرون، و في حلب و في دير الزور، و موافاتي بصورة عن المراسلات المتبادلة مع مفوضيتكم السامية، بخصوص اللاجئين السياسيين القادمين من تركية، للحفظ في الأمانة العامة لللجنة الدائمة للحدود.
التوقيع
****
ملاحظة
ورد في الحلقة السادسة من هذه السلسلة خطأ مطبعي يتعلق بتاريخ دخول الشيخ عبد القدوس و السيد عبد الرحمن مالاشرفلي و مرافقيهما إلى سورية، فقد ورد عام 1938 بدلاً عن 1937، و النص الصحيح هو:
” بأن الشيخ عبد القدوس قد دخل سورية، مع أخيه الشيخ محمد، في الثاني من تشرين الثاني عام 1937، و الملا (مالا- المترجم) شرفلي عبد الرحمن و رفاقه، في الخامس من تشرين الثاني عام 1937″. يرجى التصحيح و قبول الاعتذار.
يتبع[1]