=KTML_Bold=الحراك الدبلوماسي الكوردي=KTML_End=
زيد سفوك
لطالما استمر فقدان الشعب الكوردي في سوريا لِحراك دبلوماسي يليق بثقافة أبنائه وقيمهم الفكرية وما يحملون من صفات انسانية وعقلانية وثقافية وسياسية، وسبباً في ضياع حقوق هذا الشعب العريق وهيبته ومكانته، ذاك الحراك الذي رغم الصعاب والظروف القاسية كان قادراً على أن يشكل رأياً عاماً دولياً لنصرة قضيته من جهة، ومنع الاضطهاد والقمع بحقه من جهة أخرى، ولكانت الظروف المعيشية أفضل حالاً رغم كل الأحداث والحروب في المنطقة.
لا بد من ذكر نقطتين في غاية الأهمية للدلالة على الحقيقة والواقع كما هو دون تزييف، وأيضاً لابد أن تكون الحقيقة دوماً فوق كل الاعتبارات لأنها أساس النجاح مهما طال الزمن، حيث أن دبلوماسية إقليم كوردستان مع الغرب التي وضعت علاقاتها الجيدة في خدمة الشعب الكوردي في سوريا كانت ذا إيجابية مطلقة، من خلالها نشأت إطارات سياسية للكورد في سوريا ومنظمات وحركات استفادت كثيراً للوصول إلى الدول أصحاب النفوذ والقرار السياسي والاقتصادي، واستمدوا منها دعماً هائلاً في التحرك بأريحية، لكنها انحصرت تدريجياً بشخصيات لا تمتلك كاريزما وشخصيات غلبتها المصالح الشخصية ونوعاً ما الحزبية ولم تكن وفية لقيادة الإقليم وما قدموه من جهد وتضحية لمساعدتهم في قضيتهم، وأيضاً لم يكونوا على قدر من المسؤولية للشعب الكوردي في سوريا شكلاً ومضموناً، إذ تم هدر تلك الفرص الثمينة عبثاً وجهلاً، وكان السبب الحقيقي وراء فشلهم هو عنادهم في التشبث بالمكانة الممنوحة لهم رغم فشلهم، ولم يفسحوا المجال لمن هم أكثر كفاءة منهم، وكان فشلهم السبب في خلق عدائية مع الآخرين وعدم إفساح المجال لمن هم أهل للدبلوماسية السياسية والمهارة الفكرية والمخلصين لنهج البارزاني الخالد قولاً وفعلاً.
من جهة أخرى، فإن استمرار حزب الاتحاد الديمقراطي ومن حوله بسياسة الاستفراد السياسي والفكري والاداري ومحاولاته المستمرة بجعل الشعب في خدمته واستغلال الظروف والأحداث لفرض هيمنته وعدم قبوله بالشراكة الفعلية مع الشعب كان عاملاً أساسياً في فشل الدبلوماسية والتي بدورها جعلت الكثير من الدول تتغاضى النظر عن مأساة الشعب الكوردي عبر التاريخ والحاضر، ومن هنا تبدأ الأسطر لتوجهنا نحو الفهم وإدراك الواقع وتحمل المسؤولية والاتجاه للعمل على الأرض ليكون للعمل والنضال قيمة وتحقيق إنجازات ولو بسيطة في المرحلة الراهنة ستكون ذات صدى واسع في المستقبل وجسراً يعبر من خلاله الآخرون ليكملوا نضالهم لبر الأمان.
تتطلب في هذه المرحلة بالذات تفعيل حراك دبلوماسي حقيقي ولا بد منه لإنقاذ تاريخ وحاضر ومستقبل الكورد في سوريا، وإعادة ترتيب الأوراق والفريق هو الأساس للنجاح، سوريا اليوم والغد بدون حقوق الشعب الكوردي لن يكون لها مستقبل، وتدرك الدول المعنية هذه الحقيقة جيداً، فالقيمة الحقيقية لأي مشروع تعتمد على العناصر المتداخلة في بنائه، ربما الأحداث غير مؤاتية لتحقيق طموحات الكورد لكنها بكل تأكيد مؤاتية ليتحرك الكورد في منع انهيار بيتهم والثبات على إرث الأجداد لمنحه للأبناء والأحفاد ليكون ضماناً يسيرون عليه وفاءً للدماء التي ضحت من أجل كرامة شعب عريق كان ولا يزال يسعى للسلام والحرية. [1]