=KTML_Bold=الأكراد في وثائق الحرب العالمية الثانية -8-=KTML_End=
خالد عيسى
لقد وجه الجنرال إحسان نوري باشا مذكرة إلى القوى العظمى المجتمعة في سان فرانسيسكو في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وساند فيها المطالب السياسية التي تقدم بها الأكراد إلى هذا المؤتمر. نعرض لكم ترجمة هذه المذكرة المحفوظة في ملفات امن الجيوش الفرنسية، و نرفق صورة عن الصفحة الأولى منها.
****
سادتي،
احتراماً للدم المراق من قبل الشعب الكردي، و من أجل نيل الحرية القومية و الاستقلال السياسي، أرى من واجبي مساندة الطلب الذي تقدم به الممثلون المؤهلون لهذا الشعب إلى مؤتمر الحلفاء في سان فرانسيسكو.
باعتبار أن هذا الشعب المناضل من أجل الحرية، كان في الواقع قد أسند إليّ قيادته خلال عدة سنوات من الحرب، سأعرض فيما يلي على حكمكم العادل مطالب الوطنيين الكرد.
إن كلمة الشعب لا تعني فقط ” دولة منظمة”، إنها تضم أيضاً الأقليات المضطهدة، التي تعيش تحت تبعية شعب آخر.
الشعب الكردي هو من العرق الآري، و ليس له أية علاقة مع الأتراك الذين هم من العرق الطوراني. إنهم لا يتشابهون لا من وجهة النظر اللغوية، و لا من حيث التقاليد. أما الدين، فالأتراك ألغوا بقوانين خاصة الرابط المعنوي الوحيد الذي كان موجوداً سابقاً.
عاش الشعب الكردي في تركية دوماً على إقليم واسع (من قفقازيا حتى البحر الأبيض المتوسط). اعترفت الصحف التركية و الإحصائيات المتلاحقة بأن هذا الشعب يعد أكثر من 5000000 نسمة. (أكراد اسبير، و زارا، و سهل هيمانه، دون الأخذ في الحسبان الأكراد الآخرين الذين يسكنون مدناً أخرى).
من أجل الحصول على استقلاله، خاض الشعب الكردي خلال سنوات طويلة، وعلى كل بقعة من أراضيه ثورات محلية، بل و حتى ثورات عامة. لم يدّخر أبداً بدم شبابه، و بدم كهوله و أطفاله، لأنه من أجل هذه الحرية الغالية على كل واحد منا، سقى (الشعب الكردي- المترجم) بدمه كل متر من جباله و من سهوله. عمل ذلك لكي يقدم لكم اليوم الدليل القاطع على تضحياته و على معاناته، أدلة مكتوبة بدم شهدائه.
****
يتبع[1]