=KTML_Bold=بياندور في الوثائق الفرنسية -2-=KTML_End=
خالد عيسى
ضمن إطار محاولة المساهمة في إعادة كتابة تاريخ الشعب الكردي تحت الانتداب الفرنسي، عملت على جمع أهم الوثائق الفرنسية المتعلقة بموضوع البحث. و كنت أرغب في ترجمة ونشر هذه الوثائق بعد نشر البحث الذي أقوم بإعداده حالياً. لكن تجاوباً مع رغبة العديد من الأصدقاء، و سأنشر بعضاً من الوثائق التي تتعلق بالفترة الأولى من الانتداب الفرنسي. ولن أراعي في النشر لا التسلسل التاريخي ، ولا الترتيب حسب الأهمية. وسأترك للمهتمين بالشأن الكردي مهمة التعليق على هذه الوثائق.
****
هذه الوثيقة والخريطة المرفقة تتعلق بمعركة دارت في بياندور في ليلة 18/19-07-1923
الجيش الفرنسي في المشرق
سرية الهجانة
مفرزة بياندور
بياندور في 20-07-1923
الملازم روبيرتو
قائد مفرزة بياندور التابعة للسرية الثانية للهجانة
إلى النقيب قائد السرية
الحسجة
لي الشرف بأن أرسل لكم فيما يلي تقريراً حول الهجوم الذي تعرض له المعسكر في ليلة 18/19-07-1923.
إن التهديدات المموهة قليلاً الآتية من طرف الضباط الأتراك، والمعلومات التي وصلتنا حول العصابات المشكلة من قبل عدونا حاجو، كانت ، منذ عدة أيام، تجعلنا أن نتوقع هجوماً أكيداً على مخفر بياندور.
كانت مجموعة كارير، حسب رأيي، ذي دفاعات بالغة الهزالة، ففضلاً عن أنها كانت كثيرة البعد عن التل، كانت قد استرجعت إلى الخلف،(….)*
في ليلة 18-19 تموز، في الساعة 23 والدقيقة الثلاثين، كان الموظف العريف المحلي شمس الدين يذهب لأخذ مناوبته في المحرس الواقع في الجبهة الغربية للمعسكر ( المجموعة رقم 5). وعندما وصل إلى المحرس رقم 2، ولكي يبين بأن الوقت قد حان، أخرج ساعته وبدأ بإشعال عود كبريت.
ما أن بدأ العود بالاشتعال ، حتى استقبل العريف و الحرس وكل الجهة الغربية برشقات من طلقات البواريد المنطلقة من حوالي البئر و من الحفر الصغيرة. ( انظر الخارطة المرفقة بالتقرير).
الحراس التابعون للعريف، ردوا فوراً، ودخلوا المعسكر، من أن يتوقفوا من إطلاق النار، كي يتسنى للعسكر من أن يستيقظوا ويتجهزوا للقتال.
كنت يقظاً، وكنت أتمشور على الجبهة الشرقية للمعسكر. توجهت فوراً نحو المجموعة الخامسة. و لحقت بي مرافقتي، بعد أن أعطيت الأمر للرقيب آدام بعدم إطلاق النار إلا إذا تمت مهاجمته أيضاً. كان الملازم كارير، وكان قد أعطى الأمر بفتح النار. وخلال لحظات تم تبادل كثيث لإطلاق النار بين الطرفين.
التحق بي الملازم ريغارد، وأفهمني بأنه لمح رجالاً كانوا يحاولون التقدم. يبدو أن هؤلاء الرجال قد خرجوا من المواقع القديمة التي كانت تحتلها جمال المجموعة الخامسة، وكانوا بالتأكيد يريدون التمركز خلف كومة القش والرمي على مجموعة كارير.
ألحقت كل مرافقتي بالملازم ريغارد ، هذا لضابط، بعد أن وضعته في شرق الملازم كارير، أمر بفتح النار، وبعد لحظات كان يشاهد بعضاً من الرجال يهربون. في الوقت الذي كان الرشاش يفتح النار، من فوق التل، على الحفر والبئر. بعد ذلك بدأ العدو يتوقف عن الرمي.
أخرجت فوراً دوريتين (واحدة من كل مجموعة) بإمرة الرقيبين آدم وابراهيما، بمهمة تفتيش أطراف التل دون الانسياق إلى الابتعاد عن مجموعاتنا.عادت الدوريتين في الساعة 10 و 35 دقيقة وأفاد رئيسا الدوريتين بأنهما سمعا نداءات خفيفة حول المعسكر ورأيا عدداً من الرجال يتوجهون باتجاه سكة حديد بغداد.
عادت الأمور إلى حالتها، لكن بقيت القوات مستنفرة. وبحلول النهار، جمعت أنا بالذات من حول البئر والحفر 124 ظرفاً، وأربعة طلقات غير مستعملة، وطلقة فاشلة، وطلقة دوم-دوم.
خلال المعركة، كان لي شعور واضح بأنه تم مهاجمتنا من قبل قوات نظامية لأنه ليس لأن النار كان مسدداً جيداً، لكنه كان ينفذ رشاً أيضاً.
من طرفنا كان نظام النار تاماً، كان لا يتم الإطلاق إلا بأمر الملازم كارير وتوقف بالأمر. وتجب ملاحظة إن المجموعة الأولى لم تطلق أية طلقة بارودة. وانطلقت الدوريات بدون أي تردد.
إذا أنا راضي جداً من سلوكية العسكر. أقترح المكافئات للعسكريين التالية أسماءهم:
2073- شمس الدين (…)
264- عبد العزيز بن عبد الله (…)
961- نايف حمود (…)
عبد الله عواد (…)
خلال الاشتباك تم إطلاق:
المجموعة الأولى المرافقة التي وضعت تحت تصرف الملازم ريغارد 43 طلقة
المجموعة الخامسة 250 طلقة
الرشاش 85 طلقة
المجموع 378 طلقة
(…)* يعني أنني لم أر ضرورة لترجمة النص المحذوف.
بياندو في الوثائق الفرنسية-2–
كانت خسائر القوات الفرنسية المعسكرة في بياندور الكردية في المعارك الدائرة بين الثامن والعشرين من شهر تموز و الرابع من شهر أب عام 1923، هي كالتالي:
إحالة العقيد آندريا قائد قوات تخوم الفرات
لقد تصرفت ثكنة موقع بياندور بشجاعة كبيرة، ويستحق رئيسها الملازم موريل أكبر الثناء. برهن هذا الضابط خلال 42 ساعة على شجاعته الكبيرة وعلى درجة هدوئه العالية. إن قراءة تقريره مؤثر.
استطاع الملازم موريل أولاً الحفاظ على الأمر والنظام بين رجاله، ومن ثم بين اللاجئين. كما انه أدار المعركة الطويلة بطريقة ملحوظة جدا، و بتصرف الحسن، في مواجهة عدو يتفوق عدديا بعشرة أضفاف.
بسبب نقص الماء، و عدم القدرة على الحصول عليه، و بينما كان الموقع محاصراً عن قرب من قبل المتمردين،وكان فاقدا للأمل في النجدة، و في عودة دوريات الاستطلاع، وفي العشائر التي كان قد استنجد بها، استطاع الملازم موريل فعل الشيء الوحيد الذي بقي أمامه، و هو تجنب التدمير الكامل لثكنته واللجوء إلى مضرب عشيرة صديقة.
(…)
بنتيجة هذه القضية، يمكن ملاحظة أمرين
1- من غير المفهوم كيف أن الملازم ريغاردو والملازم روبيرتو و الملازم كارير اقتنعوا بالابتعاد عن بياندور مع مجموعات الهجانة، بينما كانوا يعرفون بأن الموقع سيهاجم. ذهابهم للاستطلاع هو موضوع تقرير آخر.
2- في المستقبل يجب التفكير في موقف رؤساء العشائر الذين كانوا يقولون في السابق بأنهم أصدقاء فرنسة. أي من رؤساء الشمر أو الطي أو لآخرين لم يسع لنجدة موقع بياندور. استقبل الشمر الناجين، لكنهم لم يتقدموا خطوة واحدة لإنقاذهم أثناء المعركة. يجب أن تكون ثقتنا بهم محدودة.
الحسجة في 06-08-1923
العقيد آندريا قائد تخوم الفرات
توقيع : ل. آندريا
[1]