عرب بينار “كوباني” في رسالة للقنصلية الأمريكية في حلب عام 1915م
=KTML_Underline=غياث حسين=KTML_End=
السفارة الأمريكية
اسطنبول
30-08-1915
المحترم
سكرتير الدولة
واشنطن
سيدي:
إشارة إلى رسالتي غير المرقمة في 21-08-1915 بخصوص موقف الحكومة التركية من الأرمن في تركيا، أتشرف، لتكونوا على علم، بنقل نسختين مرفقتين من رسالة استلمتها من القنصل الأمريكي في حلب و المؤرخة في 19-08-1915.
أتشرف بكوني
خادمكم المطيع يا سيدي
التوقيع: مورغنتاو
القنصلية الأمريكية
تسلسل رقم: 346 حلب، سوريا، 19-08-1915
المحترم
هنري مورغنتاو
السفير الأمريكي
اسطنبول
سيدي:
أتشرف أن أرفق بلاغي ذي الرقم: 333 و 341 للثلث و العاشر من شهر آب 1915 على التوالي، و ذلك بخصوص ترحيل الأرمن، بالتقرير التالي: يتم تفريغ مدينة “عينتاب” بسرعة من الأرمن، و لقد اجتاز حلب عدة آلاف منهم في طريقهم إلى الجنوب. لقد تم مهاجمة بعض القوافل و قتل رجل واحد بين عينتاب و كلس، و قد قام القرويون و رجال العشائر المسلمون بسرقة ممتلكاتهم رغم أن الأرمن كانوا برفقة الجندرمة بأمر من الحكومة، لكنهم لم يفعلوا أي شيء لحماية من كانوا تحت مسؤوليتهم.
إن المجتمع الأرمني في عينتاب هو المجتمع الأكثر ثراء في هذا الجزء من الإمبراطورية، مقدماً فرصة كبيرة للسلب و النهب. لقد تركوا ممتلكاتهم المنزلية وراءهم ليأخذها أول من يصل من الناهبين، و باعتبار أن معظم التجار من المدينة كانوا من الأرمن فقد اختفى مخزونهم من البضائع بنفس الطريقة. إنها خطة نهب كبيرة كما أنها تعتبر ضربة أخيرة للقضاء على هذا العرق، حصل هذا بالرغم من وجود لجنة عينتها الحكومة لحماية و صيانة المصالح الأرمنية.
منذ الأول من شهر آب، أحضرت سكة حديد ألمانيا-بغداد تسع قطارات في كل منها حمولة خمسة عشرة مقطورة من هؤلاء الناس البائسين (سيئي الحظ) إلى حلب. حملت كل مقطورة من 35 إلى 40 شخصاً، و قدر انه، بالإضافة إلى عدة آلاف قدموا سيراً على الأقدام، قد تم إحضار 5000 أرمني من “رأس العين” و “عرب بينار” و “آكجا كويونلو”، حيث شكل المكان الأخير المحطة التي كان يتم تحميل الناس فيها من عينتاب، و قدر المجموع بعشرين ألفاً وصلوا حتى الآن إلى حلب. تم تحويل معظم هذه القطارات إلى خط دمشق-حماه، و سارت جنوباً لتفرق محتواها بين العرب و الدروز، بينما سمح لنسبة قليلة بالبقاء في حلب في الوقت الحالي.
يروي كلهم حكايات مؤلمة عن المشقات و التعديات و السلب و الفظائع التي مورست على الطريق، و باستثناء أولئك الذين من عينتاب كان هناك القليل من الرجال، إن وجدوا، و الفتيات فوق سن العاشرة و اللواتي أصبحن زوجات شابات بينهن.
لقد روى المسافرون من الداخل للكاتب أن الطرق المألوفة مرصوفة بجثث الضحايا، بين “أورفا” و “عرب بينار”، و هي مسافة 25 ميلاً تقريباً، حيث كان هناك أكثر من 500 على طول الطريق العام.
في السابع عشر من الشهر الجاري صدر فرمان من وزير الداخلية للسماح للأرمن البروتستانت بالبقاء حيث هم، لكن في اليوم الثامن عشر صدر فرمان آخر بضرورة ترحيل كل الأرمن بدون تمييز، مما يتسبب بحالة ذعر في حلب، حيث يوجد مئات العائلات البارزة للأرمن البروتستانت و الأرمن الكاثوليك لأن شائعة سرت هنا مفادها أنه حالما يتم تطهير البلدات الخارجية فسيبدؤون بحلب.
قامت الحكومة بترحيل السريان و الكاثوليك و الكلدان و البروتستانت من “ماردين”، و يخشى أن يشمل الفرمان كافة المسيحيين و ربما حتى اليهود. إنهم يصيحون: “تركيا للمسلمين”، لقد سمع ذلك منذ فترة و تضج به الأنحاء مرة أخرى و هو ذو دلالة مهمة في ضوء الأحداث الجارية.
تأتينا أخبار من الساحل عن مقاومة حوالي 10،000 من الأرمن في البلدات الموجودة في منطقة “السويدية”، عند مصب نهر العاصي، مثل “بيت ياس” (باياس-المترجم) و “حاجي هابلي” و يورون أولوك” و “خدري بيك” و “كابوسّا” (سلوقيا) الخ. الذين قد تجمعوا على جبل “موسى” و هو على مسافة ساعتين من الساحل، و الذين يتوقعون العون من السفن الحربية الفرنسية أو البريطانية التي تكون عادة في الجوار. إن هذه هي المقاومة الأكثر تأثيراً حتى الآن لأنهم كانوا قد سلموا أسلحتهم بدون تغيير لموقفهم قبل بدء عمليات الترحيل.
إن الاتصالات مستحيلة عبر البرق مع الأمكنة المذكورة أعلاه و تتسرب فقط أخبار قليلة جداً من هذه المواقع. إن الأشخاص المتحفظين (إزاء أرقام الضحايا – المترجم) العارفين جيداً بهذا الشأن، يقدرون مجموع الخسارة في الأرواح حتى 15 آب إلى ما يزيد عن 500،000. و تشمل المناطق المتأثرة ولاية “وان” و “أرزروم” و “بدليس” و “دياربكر” و “مأمورة العزيز” (ألعزيز/ألازغ – المترجم) و “أنقرة” و “سيواس” التي أبيد الأرمن فيها عملياً، تاركين حلب و “أضنه” لإلحاقهما بالولايات الأخرى، و التي تتسارع حركة الانتقال منهما الآن.
أتشرف بكوني
خادمكم المطيع يا سيدي
القنصل
ج. ب. جاك
[1]