أكد المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية (#مسد# )، رياض درار، أن الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، هي رأس المعارضة السورية في الداخل، مشيراً إلى أن إيران تخطط لضرب المواقع الأميركية من خلال المناطق العربية في سوريا.
وجاء ذلك في حوار مع درار، عقب تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد خلال مقابلة تلفزيونية، الذي قال فيه إنه لا يعترف بمعارضة مصنّعة في الخارج.
وأدناه نص الحوار:
رووداو: الأسد يقول إنه يعترف بمعارضة الداخل فقط، هل يعترف بمسد وقسد؟ وماذا تريد الحكومة السورية من قوات سوريا الديمقراطية؟
رياض درار: باعتقادي أن الرئيس بشار الأسد لا يعترف بالمعارضة مطلقاً، وهذه عبارة عن تسميات يطلقها بنفسه، فماذا تعني المعارضة المصنّعة وغير المصنّعة. المعارضة كيان له أهداف سياسية لا تصنّع، ووجدت من خلال قراءتي لهذه الكلمة بإنها لا تدل على معرفة وبُعد سياسي، إنما هي للخروج من الجوانب. المعارضة في الداخل لها تاريخ وأسماء ومعروفة، ومع ذلك كان كبار المسؤولين في سوريا يقولون إنه ليس لدينا معارضة بل هنالك معارضون، والآن يقولون إن هنالك معارضة مصنّعة وغير مصنّعة وداخلية وخارجية. في الحقيقة، المعارضة تبقى معارضة سواء في الداخل أو الخارج ما دامت لها أهداف.
رأس المعارضة في الداخل، لأن لها بنياناً حقيقياً يستطيع الوقوف على قدميه والمواجهة في المستحقات الحوارية والإدارية هو مجلس سوريا الديمقراطية والفعاليات المحيطة به سواء كانت الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية، والأحداث هي التي تفرض فيما إذا كان الأسد مستعد للحوار معها، لأن العناد والتشدد هي سمة النظام السوري، وهو يريد الآخرين أن يرضخوا له ولا يريد الحوار.
رووداو: سابقاً، كانت هنالك مفاوضات بين الطرفين. لماذا لم يصلا إلى اتفاق، ما هي الأسباب والعراقيل؟
رياض درار: كل المفاوضات التي جرت كانت عبارة عن جس نبض منا ومنهم، لأننا حينما نتقدم نريد إجابات حقيقية على كل الأسئلة الواقعية على الأرض، وفي اللقاء الأول اتفقنا على 4 بنود وهي عوامل بناء ثقة في مسألة الصحة وقيد النفوس والتربية والكهرباء والمياه، ومع ذلك لم تكن هنالك استجابة حتى أنهم لم يخصصوا لجاناً للعمل، واشترطوا علينا وضع الصورة (الرئيس) والعلم، ونحن نريد أن نعمل حقيقة ثم نصل إلى ماهية الصورة والعلم.
رووداو: إذاً ماذا تريد دمشق؟
رياض درار: حكومة دمشق تريد إخضاع المنطقة لسيطرتها كما هي وعلى حالها دون أن تتغير، رغم حدوث أمور كثيرة منذ اندلاع الثورة، يجب أن يكون هنالك تغيير في الرؤية والدستور والعلاقات والمؤسسات، وهذا لم يكن موجوداً في كل إجابات حكومة دمشق، وبالتالي لم نصل إلى توافقات.
رووداو: لماذا لا يحد الأسد من استهدافات تركيا اليومية للمناطق السورية وروجآفاي كوردستان؟
رياض درار: لا يستطيع، الأسد أصبح ضعيفاً، هو وجيشه وكل مقدراته، قد أصبحوا في الحضيض، لا يمكنهم فعل شيء سوى في حالة واحدة برفع كتب إلى مجلس الأمن يطالبوا بالحقوق الصحيحة للسوريين وسوريا، لكن الأسد أيضاً لديه في الدرج اتفاقات مع تركيا عبر روسيا لا يستطيع التعبير بشكل كافي عن الصدام الحقيقي مع تركيا، لأنه لا يزال يتوقع اتفاقاً ولحظة مصالحة، وهو فقط لديه شروط على الوجود التركي.
رووداو: دمشق ترفص لقاء أردوغان، هل يملك بشار الأسد أي أوراق أو نقاط قوة؟، تبدو في لقاءاته أن لديه أشياء تمده بالقوة في رفض لقاء أردوغان.
رياض درار: الأوراق القوية بيد أردغان، الذي كان بحاجة للاعتراف بالمصالحة من قبل النظام السوري من أجل الانتخابات، بعد أن فاز بها، لم يعد بحاجة إلى هذا الصوت الإضافي، وبالتالي هو يساوم الآن روسيا على أن يبقى لسنوات يدير اللعبة في الداخل ويحقق نصيباً من الكعكة السورية وليس للأسد أي قوة على فرض شيء على تركيا.
رووداو: هل لا يزال المجتمع الدولي يقدم المساعدات للإدارة الذاتية كما في السابق؟
رياض درار: المساعدات لمنطقة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا موجودة ولم تتوقف، ولكننا نعتقد بأنها ليست كافية، لأن كل الإمكانيات الداخلية هي من إمكانيات الأرض والداخل، المساعدات عسكرية وفي أغلبها لوجستية من أجل مصالح الوجود الأميركي وبعض الدعم الخفيف الذي لا نستطيع أن نعتبره كافياً كما هو الحال عندما تقدم الأمم المتحدة مساعدات حقيقية عبر المعابر وتذهب هباء إما لصالح الفئات المتحكمة في شمال غرب سوريا أو للنظام.
رووداو: لماذا لا تمنع الولايات المتحدة الهجمات والتهديدات التركية، وتوضح موقفها بشكل صريح؟
رياض درار: أميركا لديها مصالح مع الدول وحسابات، هي لا تريد أن تخسر تركيا عبر صراع ومواجهة مباشرة، وهي تدير العملية من أجل كسب تركيا إلى جانبها في مواجهة روسيا وخاصة في أحداث أوكرانيا وهناك محاولة لاحتواء إيران وتدير لعبة طويلة من أجل الاحتواء وليست المواجهة، وإن كانت تحصل مواجهات في بعض الأحيان هنا وهناك نتيجة بعض الخروقات، وحتى الآن تطور الأحداث لا يدل على أنه ذاهب إلى مواجهة إنما المزيد من الضغط للحصول على مساومات وتفاهمات ومفاوضات تصل إلى نتائج بلا حرب.
رووداو: كيف هي العلاقات بين مسد وفرنسا؟، يقال إن باريس قلقة من سياسة واشنطن في شمال شرق سوريا إثر الاستهدافات التركية على روجآفا.
رياض درار: القلق لا يغني من جوع، فلتقلق كل الدول، وفرنسا لا يمكنها أن تتقدم، هي لديها مصالح، وكذلك خلافات مع أميركا، ولا نستطيع أن نعتمد على القلق الفرنسي لأن اللاعب الوحيد القوي في المنطقة هو أميركا.
رووداو: عززت أميركا مؤخراً علاقاتها مع القبائل والعشائر والأحزاب الأخرى، ما هو موقف قسد من ذلك؟ ألا يقلل هذا من دورها في المنطقة؟
رياض درار: هذه الطريقة الأميركية في إدارة السياسات والأزمات أنها تتصل مع جميع الأطراف، وليس لديها قوة داعمة حقيقية ومنظمة سوى قوات سوريا الديمقراطية، لكنها عندما تتواصل مع العشائر لتشكيل قوة عشائرية تحتاج إلى فترة طويلة لكنها تعطيهم إشارات أنه يمكن أن يقدموا لهم الدعم إذا استطاعوا الاتفاق وبناء قوة ذاتية مدعومة من أميركا لمواجهة المستحقات القادمة التي يعتقد الجميع أنها تكون موجهة للمناطق العربية، وبالتالي المواجهة الحقيقية يجب أن تكون من الجانب العربي.
رووداو: هناك حديث عن عملية في الميادين والبوكمال ودير الزور، هل ستشارك قسد في هذه العمليات؟
رياض درار: التحضيرات لأي خروقات في المنطقة موجودة، وهناك تفاهمات من الجميع، سواء كان من قوات سوريا الديمقراطية بمجالسها العسكرية في دير الزور وهجين، هذه المجالس تتعاون وتنتظر الفرصة السانحة للدفاع عن المنطقة فيما لو كان هنالك هجوم. التهديدات هي من الطرف الإيراني خاصة من خلال تصعيد المواجهات الكلامية، أي أن هناك محاولات عبر بعض المسلحين بأن يكون هنالك تهديد للمواقع التي تتواجد فيها أميركا، لكنها مثل قرصات البراغيث ولا يمكن أن تهدد منطقة وقوة حقيقية مثل الموجودة في شمال شرق سوريا.
رووداو: هل يمكن أن تكون هنالك لقاءات بين الإدارة الذاتية ودمشق في الفترة القريبة المقبلة؟
رياض درار: المنطقة مفتوحة على الحوارات والتفاوض، ومن أراد الحوار، فهو مفتوح خاصة مع القوة السورية في الداخل وموجودة ومستمرة، أما بالنسبة للحكومة في دمشق، فإننا نريد ونرغب أن يكون هنالك تفاوض حقيقي لأن لدينا حقوقاً يجب أن نعيدها إلى أبناء المكونات والشعب، ولدينا تصورات لمستقبل سوريا يجب أن نرسمها سوية ولن نقبل أن يبقى النظام على حاله ويفاوضنا على بقائه كما هو، لأن الحوار والتفاوض سيكون على التغيير. [1]