سيد مصطفى القاهرة
شهدت مصر في الفترة الأخيرة ترميم ضريح السيدة نفيسة والذي تحدث العالم عنه، ولكن يغفل الكثيرون أن أول مرممي ومجددي الأضرحة الإسلامية في مصر هم الكرد حيث قامت بدور هام في تجديد الآثار الإسلامية التي سبق وجودها قدومهم بعدة قرون،
كشفت سعاد ماهر عميد كلية الآثار الأسبق جامعة القاهرة، ان العصر الأيوبي أشتهر بأنه عصر الحروب الصليبية فقد فتح الأيوبيون عيونهم والصليبيون في أرجاء الوطن العربي الكبير واغمض آخر ملوكهم وسلاطينهم الصالح نجم الدين أيوب عينيه وهو يحاربهم في دمياط وأنتصر عليهم في المنصورة سنة 648 هجري وهكذا نستطيع القول بأن الدولة الأيوبية كانت دولة عسكرية اهتمت بالعمارة الحربية والاستحكامات العسكرية كما أقامت الأضرحة لأولياء الله الصالحين الذين ساعدوها على نشر الوعي الديني في الوطن العربي عامة ومصر خاصة وكذلك أهتمت ببناء المدارس التي ساعدت على نشر مذهبها السني بدلاً من مذهب الفواطم الشيعي
وأكدت ماهر في كتابها مساجد مصر وأوليائها الصالحون في الجزء الثاني منه، أنه عندما جاءت الدولة الأيوبية رأت أن تحول الأنظار عن أضرحة الشيعة وذلك ببناء اضرحة لأئمة السنة فأقامت أم السلطان الكامل قب الإمام الشافعي سنة 608 هجريا وأجرت عليها الماء من بركة الحبش ومنذ ذلك الوقت أقبل الناس على بناء مقابل موتاهم بجوار الإمام الشافعي وعرفت تلك المنطقة بالقرافة الصغرى.
وتميزت عمارة المشاهد والأضرحة بأسلوب معماري خاص قوامه مربع تعلوه قبة أما منطقة الإنتقال لمربع إلى الدائرة فقط تطورت في مصر منذ بداية العصر الفاطمي وتطورت المقرنصات في العصر الأيوبي فقد ظهر في قبة الخلفاء العباسيين التي تطورت عن ضريح الجعفري المكون من مقرنص واحد في ركن مربع وعلى جانبيه مقرنصان صغيران ويعلو المقرنصات الثلاثة مقرنص رابع يتقدمهم قليلاً.
وتعتبر من أبرز أعمال الترميم والتجديد التي قام بها الأيوبيون هو ما حدث لقبر الإمام الشافعي، والذي توفي بمصر في آخر ليلة من شهر رجب سنة 204 هجرين وكانت وفاته عند عبد الله بن الحكم ودفنه بنو عبد الحكم في مقابرهم بالقرافه الصغرى وبنو عليه قبه ظلت على حلها لمده تزيد عن الثلاثه قرون حتى جاء صلاح الدين الايوبي ليكون أول المجددين في الدولة الأيوبية عام 575 هجريا ليجددها ويبني بجوارها المدرسة الصالحيه تكون معقل نشر المذهب الشافعي، وبنى صلاح الدين الأيوبي تركيبه خشبيه فوق قبر الامام الشافعي تعتبر من أروع وأجمل التراكيب الخشبية التي شهدتها العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي، وكتب على التابوت صانعه ويدعى أبو المعالي وهو من مدينة حلب، وهو نفسه من صنع المنبر الذي نقل إلى المسجد الأقصى.
واستكملت أم السلطان الكامل تجديد قبة الإمام الشافعي، ولا يزال يتبقى من عمارة الملك الكامل عام 608ه الحوائط الخارجية والأبواب الداخلية، الأفاريز الخشبية في الداخل ذات الزخارف الكتابية.
وكان الإمام الليث الذي لقب بفقية الخلفاء، له نصيب من التجديد على يد الايوبيين، حيث ظل القبر على حالته على هيئة مصطبة في قباب الصدفيبن، وذلك على يد ابو زيد المصري أحد كبار التجار في العصر الأيوبي عام 640 ﮪ.
كشف حسام زيدان الباحث في الآثار الاسلامية وصاحب مبادرة سراديب للوعي الأثري وتنشيط السياحة، أن آل طباطبا الذي يعود للعصر الإخشيدي، وحتى في عصر الدولة الطولونية وما قبلها كان يوجد مشاهد ولكنها أندثرت.
وأكد زيدان في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه في العصر الأيوبي اعتنوا بمشاهد معينة أو أضرحة معينة، خاصة التي تخدم المذهب السني وذلك لأن صلاح الدين الأيوبي كان يسعى سعي حثيث للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، ولذلك اهتموا بضريح الإمام الشافعي بشكل خاص، ولم يغفلوا المراقد الأخرى مثل مشهد الإمام الحسين، وكل المشاهد الخاصة بال البيت وذلك مع التعظيم من شأن أضرحة أئمة السنة مثل الإمام الشافعي والإمام الليث.
وأضاف الباحث في الآثار الإسلامية، أنه مما ساعد في هذا الإهتمام هو أن صلاح الدين وأسرته كانوا شافعية المذهب ولذلك وقروا الإمام الشافعي واهتموا بضريحه وقبته.[1]