=KTML_Bold=قراءة في المشهد السياسي الكردستاني=KTML_End=
#بير رستم#
إن المشهد السياسي الكردستاني كما أقرؤه وبإيجاز شديد هو التالي؛ جماعتنا في جنوب كردستان (الإقليم) انتقلوا من مرحلة الثورة للثروة ونتيجة صراع القطبين الكرديين هناك ومن يستولي على نفوذ أكبر لم يستطيعا التوافق وتدهورت العلاقات أكثر خاصةً بعد رحيل صمام التنفيس، ونقصد الراحل جلال طالباني ونجاح الديمقراطي الكردستاني في إحداث خلل وانشقاقات داخل صفوف الاتحاد الوطني حيث خروج كتلة التغيير وبعدهم جماعة برهم صالح، مما أضعف الاتحاد ودفعه لعقد تحالف مع كل من جماعة إيران في بغداد من جهة والآبوجيين من جهة أخرى،
وهكذا وجد البارزانيين أنفسهم محشورين في المثلث الحدودي ولم يبقى أمامهم إلا المنفذ التركي وبالتالي ونتيجة تلك الصراعات والبحث عن النفوذ والسيطرة كردستانياً وتغليب المصالح الحزبية والعائلية والشخصية على المصالح الوطنية الكردستانية، فإن الأخير وجد الخلاص والدعم في “الحليف التركي” -أو هكذا توهم- وخاصةً بعد أن خذل الأمريكان والغرب عمومًا البارزانيين في قضية الاستفتاء، مما جعل الآخرين يستقوون عليهم وقد أستغلت تركيا هذا الصراع الحزبي الكردي، وكذلك حصار أربيل من قبل الأطراف الأخرى، لتفرض شروط قاسية أوصلت هذا الأخير لأن تتنازل حتى عن أهم مبادئها القومية لحساب مصالحها الحزبية، كما قلنا في بداية البوست؛ بأن الحركة الكردستانية في باشوري كردستان قد أنتقلت من مرحلة النضال والثورة لمرحلة السلطة والثروة.
وجاءت ساحة روژآڤا لتكون أهم ساحة تشهد الصراع على النفوذ بين الآبوجيين والبارزانيين حيث كل طرف أستخدم أذرعه السياسية وهذا ما دفع لأن يصبح المجلس الوطني الكردي ممثلًا لمصالح الإقليم أو بالأحرى هولير (أربيل) تحديدًا وفي المقابل فإن الإدارة الذاتية تمثل مصالح قنديل ونتيجة صراع العمال الكردستاني مع طغيان الدولة التركية، بات المجلس ومن خلفهم البارزانيين جزء من إستراتيجية تركية لضرب الكردستاني وكانت ساحة روژآڤا والمجلس الوطني أكبر هدية لتركيا في ترسيخ الانقسام الكردي الداخلي وتأجيج الصراعات فيما بين القوى الكردستانية وضرب بعضها ببعض وبالتالي إضعاف الجميع وصولاً لإنهاء القضية وذلك على مبدأ؛ “قتل الثور الأسود يوم قال الثور الأبيض”.
وهكذا دخلنا في منطقة الخطر حيث الاستعانة بالعدو والغاصب على الأخ والشقيق وللأسف تاريخ الحركة الكردية بمختلف فصائلها تزخر بهذه الكوارث والسلوكيات ولا يقتصر على فصيل، بل أغلب فصائلنا وقعت في هذا المحظور وبالأخص الأحزاب الكردستانية الرئيسية حيث استعان الاتحاد بإيران والخمينيين، بينما الديمقراطي ببغداد وصدام في تسعينيات القرن الماضي وذلك عندما اشتدت المعارك بين الطرفين وكذلك العمال الكردستاني نسج علاقات قوية مع النظام السوري وعلى حساب الحركة الكردية في البلد وحتى على حساب الوجود الكردي، ما سبق وذكرناه من تلك العلاقات بين الأطراف الكردستانية وبين القوى والدول الغاصبة، كان بهدف التوضيح عن حجم تلك العلاقات وليس لغاية محاكمة أحد هنا حيث نتركها للتاريخ، ليحكموا كم استفاد منها الكرد مقابل الخسائر والكوارث التي جلبتها تلك العلاقة مع الأنظمة الغاصبة.
وبالتالي ووفقًا لخارطة الصراعات الكردية فإن المجلس الوطني وبحكم إنه جزء من محور هولير (أربيل) كان عليه تنفيذ كل ما تمليه عليها الأخيرة في علاقاتها مع باقي الأطراف والقوى في جغرافية روژآڤا وسوريا عمومًا والتي تحولت لساحة صراع المصالح والأجندات الإقليمية والدولية وخاصةً بعد ما سمي ب”ثورات الربيع العربي” وفعلًا أصبح المجلس وخاصةً في بدايات المرحلة ممثل البارزانية في سوريا وفي علاقتهم بتركيا و الإئتلاف ولكن وبحكم إمكانيات تركيا استطاعت أن تجعل من قادة المجلس وبالأخص المقيمين في تركيا؛ أمثال حكيمو وبرو وعليكو وإخرين عملاء مرتزقة لدى دائرة الحرب الخاصة ويصبحوا ممثلين لسياسات تركيا أكثر ما يمثلوا سياسات هولير والبارزانيين وقد انعكس تجليات ذلك في مؤتمر الحزب -ونقصد الديموقراطي السوري الأخير- حيث فرضت تركيا عبدالحكيم على البارزانيين مرة أخرى.
بالأخير وباختصار شديد نود أن نقول؛ بأن وللأسف فإن طرفي الصراع الكردي في ساحة روژآڤاي كردستان لا يمثلان إرادة شعبنا، بل مصالح الأخوة الكبار في أربيل وقنديل ولكن ما يشفع لجماعة الآبوجيين هو إنهم استطاعوا تحقيق إدارة ذاتية تلبي بعض الطموحات والمكاسب التي يطالب به شعبنا في روژآڤا، بينما الطرف الآخر لم يحقق شيء، بل يخدم خدمات مجانية للغاصب التركي وللإخوان ولو كان استطاع أن ينتزع سلطة المناطق التي أنتزعت من يد الإدارة الذاتية واستلم قيادتها المجلس والبارزانيين لكانت تغيرت الكثير من المعادلات والقراءات السياسية، لكن وللأسف أرتضوا العمالة لتركيا من منطلق حزبي جهوي ومنفعة شخصية، مما أفقدهم أي رمزية نضالية وطنية، بل أوقعهم في فخ العمالة والخيانة وللأسف[1]