=KTML_Bold=الكرد في تاريخ سوريا الحديث=KTML_End=
#بير رستم#
عدنان سعدالدين؛ المراقب العام الأسبق في جماعة الإخوان المسلمين في الحلقة الاولى من شهادته على العصر مع أحمد منصور، يقول؛ بخصوص دور الأقليات في الحياة السياسية في سوريا وبالأخص العسكر وانقلاباتهم؛ بأن “شكري القوتلي أخطأ بتعيين حسني الزعيم الذي تعصب لانتمائه العرقي”. طبعاً ندرك بأنه يشير لكردية الزعيم والذي كان قد عيّن محسن البرازي -وهو الآخر كردي- رئيساً للحكومة بعد انقلابه على القوتلي، ولكن وللأسف لم يدم بهم الوقت طويلاً حيث قام سامي الحناوي في نفس العام 1949م بانقلابه على الزعيم وقتله مع رئيس وزرائه ودفن الاثنين في مقبرة الفرنسيين، ليقوم حرجو البرازي بقتله فيما بعد في لبنان، بعدما كان قد هرب إليها إثر انقلاب أديب الشيشكلي في نفس العام على الحناوي وكان الانقلاب الثالث.
طبعاً سلسلة الانقلابات انتهت بالأخير بانقلاب البعث لتصبح سوريا دولة الحزب “البعث” ومن بعدها دولة القائد الفرد والديكتاتور بأمره بحيث بات السوريين يسمونها ب”سوريا الأسد” مع بعض الامتيازات للطائفة؛ من يلفظ “أحمد قحمد” وهي نكتة يعرفها السوريين وطبعاً الامتيازات الكبرى كانت للدائرة الأقرب من العائلة والعسكر والأجهزة الأمنية، وكلما أزداد قطر الدائرة خفت الامتيازات والنفوذ، بينما الكرد باتوا في أبعد نقطة على سطح الدائرة، بل خارج كل الامتيازات حيث القمع والحرمان من الحقوق والمطالب وصولاً لقمع كل صوت يطالب بها! إنني أورد هذه الأحداث التاريخية كي نرد بها على بعض الأصوات التي تنكر على شعبنا دوره ووجوده التاريخي في سوريا من جهة، بل وعلى مسرح سياساتها وكذلك ومن الجهة الأخرى؛ لربما نتعلم من دروس التاريخ تلك، لنعرف كيف نستفيد منها في تجاربنا السياسية الحالية[1]