=KTML_Bold=الكرد والقوميات الأخرى في ظل الخلافة والحكومات القومية العنصرية=KTML_End=
#بير رستم#
انقلاب البعث والذي سموها ب”ثورة الثامن من آذار” في أدبيات البعث والنظام السوري فيما بعد، جاء بالبعثيين لسدة الحكم في سوريا، طبعاً بالبداية كان يشاركهم الناصريين إلا أن انقلب البعثيين عليهم ليستفردوا بحكم البلاد وكانت تقودهم المجموعة العسكرية ك”حكومة الظل” إلى أن تخلصوا فيما بعد من القيادة القومية لتكون لهم؛ أي المجموعة العسكرية والقيادة القطرية السلطة المطلقة على البلاد، لكن ما يستغرب في هذه الأحداث بتاريخ سوريا؛ أن البعثيين عندما استلموا السلطة إثر انقلابهم المذكور في الثامن من آذار قاموا بحظر كل الأحزاب السياسية في سوريا، ما عدا جماعة الإخوان المسلمين -هذا ما يذكره الإعلامي أحمد منصور في برنامجه شهادة على العصر مع المراقب العام للاخوان في الحلقة الثانية- وهكذا نفهم بأن العلاقة بين الطرفين لم تتأزم إلا مع أحداث حماة الأولى في إبريل عام 1964م وذلك عندما قام البعث برفع شعارات تستفز مشاعر الجماعات الإسلامية الراديكالية في المدينة وهي المعروفة بأصوليتها وتشددها الديني مثل حلب حيث يقول سعد الدين في شهادته على العصر وفي الحلقة الثالثة منها ما يلي؛ “آمنت بالبعث لا شريك له، وبالعروبة ديناً ما له ثان، الله يلعن حطين يلي جابت صلاح الدين ..وما إلى ذلك”.
لاحظوا العقيدة البعثية والتي تحولت من مشروع سياسي لمشروع عقائدي ديني أو ع الأقل أن يحل البعث محل الاسلام، مما جعل الصراع يحتدم بين الجانبين؛ البعث والإخوان، وبالتالي وفي ظل هكذا مناخ أيديولوجي عقائدي مشبع بالتطرف والعنصرية والعروبة بالتأكيد سيكون مصير كل من يخالفهم العقيدة هو الحظر والقمع ولكن سيكون مصير الكرد أسوأ، كون العقيدة الجديدة هي العروبة وهكذا فكل الأثنيات الأخرى هم الكفار الملعونين، كما كانت الأديان الأخرى بالنسبة للإسلام، وبالتالي يجب تذويبهم في العروبة، كما أذابت الاسلام الأديان الأخرى في بوتقتها ولذلك كانت هذه الحكومات القومية؛ العروبية والفارسية والطورانية، أشد وطأة وكارثةً على شعبنا من الخلافات الإسلامية المتعاقبة حيث في ظل الاسلام تمتعت الشعوب والمكونات -ما عدا أصحاب الأديان المخالفة- بالكثير من الامتيازات، بيننا في ظل هذه الحكومات القومية العنصرية كانت سياسة الصهر والذوبان هي السياسة الوحيدة المتبعة بحق الشعوب الأخرى ومنهم الكرد والأرمن والآشوريين[1]