=KTML_Bold=من وثائق الصراع على الجزيرة عام 1937-24- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
بسبب السياسات العنصرية و الطائفية التي كانت تتبعها سلطات حكومة الكتلة الوطنية في المناطق الكردية، و بعد تعبئة بعض زعماء العشائر العربية، و ازدياد نشاطات ميليشيات القمصان الحديدية، أصاب الرعب صفوف المسيحيين و ازداد التذمر في صفوف الأكراد. و قامت تحضيرات للانتفاضة في منطقة جبل الأكراد، بينما ناشدت الطوائف المسيحية سلطاتها الدينية العليا للتدخل من أجل التعبير عن قلقها و العمل على الحد من المظالم التي ترتكبها سلطات الكتلة الوطنية في الجزيرة.
سنستمر في نشر بعض الوثائق المتعلقة بالأحداث الدامية التي وقعت في الجزيرة في شهر آب عام 1937، نترجم في هذه الحلقة وثيقتين فرنسيتين، مرسلتين في 25 آب عام 1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
****
الأمن العام
بيروت في 25-08-1937
معلومة رقم 4341
أمن حلب : 23-08-37.-
آ/س- عن الكاردينال تبوني و الأقليات المسيحية:
تأكد من مصادر موثوقة بأن لجنة الدفاع عن الجزيرة قد أرسلت، منذ حوالي سبعة أيام تقريباً، إلى الكاردينال تبوني، عريضة على عدة نسخ، تعرض فيها حوادث عاموده فضلاً عن مطالب مسيحيي الجزيرة.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 25-08-1937
معلومة رقم 4342
أمن حلب : 23-08-37.-
آ/س- الوضع في كرد داغ:
من مصادر جدّية، و حسب المعلومات الواردة إلى الكتلة الوطنية، تتجهز في كرد داغ (جبل الكرد) حركة مماثلة للتي اندلعت مؤخراً في الجزيرة.
عبّر فائق آغا، ابن نعمان آغا، عن النية في الانتفاض ضد السلطات الوطنية (1).
و يريد الآغوات الآخرون السير وراء الحركة، لكنهم لا زالوا يترددون، خشية من انتقام الحكومة المحلية.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
– ملاحظات المترجم:
– تصويب:
– في المادة التي نشرناها بعنوان ” تأسيس كردستان السوفيتية”، حصل خطأ مطبعي عن تاريخ نشر الخبر في جريدة ” أورور دو لوغيان” الصادرة في تفليس، فالتاريخ الصحيح هو: في الثلاثين من شهر تشرين الثاني عام 1928، و ليس عام 1925.
– في الحلقة 23 من هذه السلسلة، حاء في الملاحظة رقم (2) بأن “محافظ حلب آنذاك كان سعد الله الجابري..” و الصحيح هو السيد مصطفى الشهابي. بينما كان السيد سعد الله الجابري آنئذ وزيراً للداخلية و الخارجية. و من الجدير بالذكر بأن هذا الأخير كان، برفقة لطفي الحفار و محسن البرازي، قد عاش منفياً في “قرية” الحسجة في آب عام 1926، و كانوا قد أقاموا منذئذ علاقات مع وجهاء البدو و عشائر دير الزور.
– رداً على رسالة أحد القراء:
بالحقيقة لم تكن حكومة الكتلة الوطنية التي ترأسها السيد جميل مردم بك عنصرية و طائفية تجاه الكرد و المسيحيين من السوريين فقط، بل كانت ممارساتها تدل على طائفيتها تجاه الدروز و العلويين أيضاً، فكانت هذه الحكومة مشكلة من أربعة وزارات موزعة مناصفة بين المسلمين السنة العروبيين من مدينتي حلب و دمشق حصراً، و دون إشراك أي من السياسيين من القوميات أو من الأديان أو من الطوائف أو من المناطق الأخرى، بينما كان السيد هاشم الأتاسي (حمصي) قد استلم رئاسة الجمهورية بعد استقالة السيد محمد على العابد، عقب التوقيع على المعاهدة السورية – الفرنسية لعام 1936. كانت هذه التشكيلة السياسية قد استلمت الحكم في سورية في الحادي و العشرين من شهر كانون الأول عام 1936. وسنحاول لاحقاً نشر المزيد من المعلومات عن الممارسات السياسية لهذه الحكومة، بالاعتماد على الوثائق التي اطلعنا عليها، فضلاً عن مذكرات أصحاب العلاقة و معاصريهم التي درسنا أغلبها إن لم نقل كلها. وكل ذلك فقط لتبيان الحقائق التاريخية، ولفهم الواقع السياسي الحالي في دولتنا. و من لديه من السياسيين و المؤرخين من معلومات تخالف ذلك، يرجى نشرها لتصحيح معلوماتنا و لتنوير القرّاء، و سنكون من أول الشاكرين.
(1)- السلطات التابعة لحكومة الكتلة الوطنية.
****
يتبع[1]