=KTML_Bold=من وثائق الصراع على الجزيرة عام 1937-28- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
أمام استمرار الكتلة الوطنية في رفض مطالب سكان الجزيرة، و استمرارها في تعيين الموظفين المحليين الموالين لها من خارج المنطقة، كان أنصار الحكم الذاتي في الجزيرة يتابعون في حملة الاعتراضات و الاحتجاجات، و كان قداسة البطريرك السرياني الأرثوذوكسي يرى ضرورة إخضاع الجزيرة للإدارة الفرنسية المباشرة. بينما كانت الكتلة الوطنية تكثف من اتصالاتها مع أنصارها من العشائر البدوية.
سنستمر في نشر بعض الوثائق المتعلقة بالأحداث الدامية التي وقعت في الجزيرة في شهر آب عام 1937، نترجم في هذه الحلقة وثيقتين فرنسيتين ، مرسلتين في الثالث من شهر أيلول عام 1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
****
(الوثيقة الأولى)
الأمن العام
بيروت في 03-09-1937
معلومة رقم 4555
أمن حمص : 1-9-37.-
آ/س- بطريرك اليعاقبة و أحداث(1) الجزيرة :
البطريرك السرياني الأرثوذوكسي افرام الأول، الذي يراسل حاجو آغا بشكل منتظم، ممتعضاً جداً من الأخبار الواردة من الجزيرة. فحسب هذه الأخبار، حذرت السلطات العسكرية سكان عاموده بضرورة العودة إلى قراهم تحت طائلة حجز أموالهم لصالح الأكراد. فضلاً عن إجبار كل رب أسرة بتسليم بندقية و طلقات، أو دفع المقابل الذي هو عشرة ليرات تركية ذهبية.
أعلمَ حاجو البطريرك أيضاً بأن الحكومة السورية، رغماً عن وعد ممثل دير الزور (ممثل المفوض السامي –المترجم)، تقوم بتعيينات الموظفين المسلمين.
يؤكد افرام الأول، بأن وفداً من وجهاء المسيحيين و الأكراد سيجمع الأموال لكي يتمكن من الذهاب إلى باريس لعرض مطالبهم أمام الوزارة الفرنسية مباشرة.
البطريرك الذي كان ينوي الذهاب بنفسه إلى باريس، تخلى عن مشروعه. انه يقترح إرسال تقرير مفصل حول أحداث الجزيرة إلى كل من رئيس الجمهورية (الفرنسية – المترجم) و إلى السيد.م. ديبلوس و إلى دوتيسان، ليثبت بأن الجزيرة لا يمكنها العيش إلا تحت رعاية فرنسا. انه سيضيف إلى تقريره عريضة يعرض فيها وجهاء هذه البقاع الأسباب الموجبة للمطالبة بالإدارة الفرنسية المباشرة.
الاتصال مع البطريرك قائم بغية معرفة فيما إذا سيحقق مشروعه.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 03-09-1937
معلومة رقم 4558
أمن حلب: في01-09-1937
آ/س- عجيل عبد العزيز ياور، رئيس شمر العراق:
الشيخ عجيل ياور، رئيس كبير ل(شمر)، تناول العشاء في مساء التاسع و العشرين من شهر آب عام 1937، مع سعد الله جابري، و الأمير مجحم بن مهيد، و زعماء الوطنيين (الكتلة الوطنية – المترجم) ، و ذلك في منزل الحاج محمد البيك.
في الثلاثين من شهر آب، تناول وجبة الغداء مع وزير الداخلية، و ذلك في منزل فخري البارودي. في المساء تناول العشاء في فندق بارون تلبية لدعوة محافظ حلب.
في اليوم الواحد و الثلاثين من شهر آب عام 1937، دعا الشيخ عجيل ياور الأمير مجحم بن مهيد لتناول العشاء في فندق بارون.
غادر الشيخ حلب، مع حاشيته، بقطار الشرق السريع المتوجه إلى العراق في الواحد و الثلاثين من شهر آب.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
ملاحظة من المترجم:
(1)- ورد في النص الفرنسي خطأ مطبعي، يغير من مفهوم الكلمة بما لا يتناسب مع سياق الموضوع، فتوجب التصحيح في الترجمة.
يتبع[1]