أكد المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن جرائم داعش (يونيتاد)، كريستيان ريتشر، أنه لا توجد أرقام محددة لعدد المقابر الجماعية للإيزديين، مضيفاً انها ربما تكون بالمئات، وهم مستمرون في التحقيق بالجرائم المرتكبة على يد تنظيم داعش ضد العراقيين.
وقال ريتشر، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية إن الفريق لديه وحدات تحقيق ميداني تتعامل مع جميع المجتمعات المتضررة من داعش في العراق. وهي تحقق مع المجتمع الشيعي، والمجتمع المسيحي، وكذلك في الجماعات الدينية الصغيرة مثل الشبك والكاكئية والشيعة التركمان، والمجتمع السني العراق أيضاً بخصوص الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضدهم.
وذكر رئيس الفريق ان اليونيتاد يعمل الآن في فرق مشتركة مع الهيئة التشريعية العراقية على قانون محلي خاص بالجرائم الدولية في العراق، لافتاً الى انه لديهم تواصل جيد مع الحكومة العراقية بخصوص قانون الناجين الإيزديين، لكن ليس من صلاحيات يونيتاد العمل على تعويض المتضررين.
بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي الصادر في العام 2017، تم إنشاء مكتب جديد للأمم المتحدة في العراق خاص بالتحقيق في جرائم داعش بشكل قانوني وفقاً للقانون الدولي بهدف محاكمة التنظيم على العديد من الجرائم التي ارتكبها بحق الإنسانية في العراق.
فيما يلي نص مقابلة رووداو مع رئيس فريق اليونيتاد كريستيان ريتشر:
رووداو: السيد ريتشر، أشكرك جداً على هذه الفرصة. أقدر ذلك. أشكركم على هذا الحوار. لماذا لا تزال عملية العثور على الكورد الإيزديين بطيئة حتى بعد مرور تسع سنوات على الإبادة الجماعية؟
كريستيان ريتشر: شكراً. شكراً لك على هذا السؤال المهم والمحق جداً. العثور على المفقودين وفتح القبور الجماعية هما من أولويات يونيتاد. نحن نعمل باستمرار على تحسين أعمال فتح المقابر الجماعية والمقابر الجماعية المكتشفة حديثاً. إن العدد الكبير للمقابر الجماعية واحد من المشاكل التي نواجهها في فتحها، خاصة مقابر الإيزديين. شاركنا حتى الآن مع السلطات العراقية المعنية ومديرية المقابر الجماعية ومديرية الطب الشرعي في 37 مقبرة جماعية للإيزديين، ولكن هناك الكثير من هذه المقابر الجماعية. عليكم أن تضعوا أمام أنظاركم أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وليس مجرد الفتح، فالتعرف على الرفات يستغرق الكثير من الوقت. يجب التعرف على الرفات من خلال تحليل الحمض النووي. يجب أن نتحدث إلى الشهود عن مدافن أحبائهم، وأين رأوهم آخر مرة، وما إلى ذلك. يستغرق ذلك وقتاً طويلاً. هناك عمل كثير يجب القيام به. يجب أيضاً العمل عليه أيضاً على المستوى العالمي، لأن ما نريد أن نراه في النهاية هو محاكمة أمام المحكمة المختصة بالجرائم الدولية. هناك ستحتاج إلى أدلة من أعمال فتح المقابر الجماعية التي يمكن استخدامها كأدلة للعثور على الجناة في أي مكان كانوا من العالم.
لذلك يجب علينا العمل وفقاً للمعايير الدولية، وهذا يستغرق وقتاً. لذلك، ورغم أننا نعمل باستمرار على هذه المقابر الجماعية، إلا أن استخراج جميع الرفات عملية تستغرق وقتاً طويلاً. أنا أفهم تماماً أن المجتمع ينتظر حملة أخرى لفتح المقابر، وسننجزها، لكن يجب أن نلتزم ببعض الصبر. إن الجرائم الكثيرة التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمع الإيزدي تعني وجود عدد كبير من المقابر الجماعية التي يجب فتحها.
وفي الأخير، قد يكون أحد الأسباب ذات الصلة هو أن عدداً كبيراً من الإيزديين يعيشون في الخارج، وعلينا الاتصال بهم لأخذ عينات من الحمض النووي للعثور على التشابهات مع الرفات التي تم استخراجها. كل هذا سوف يستغرق وقتاً ولهذا السبب لم نصل إلى النهاية بعد.
رووداو: متى ستعلن الأمم المتحدة عن الحملة القادمة لفتح المقابر؟
كريستيان ريتشر: كما ذكرت، نتواصل باستمرار ونتبادل الأفكار مع الجهات ذات العلاقة.
رووداو: كم هو عدد المقابر الجماعية للكورد الإيزديين حالياً؟ وحسب التخمينات، كم عدد الكورد الإيزديين الذين يمكن العثور عليهم في هذه المقابر الجماعية؟
كريستيان ريتشر: لا توجد أرقام محددة لعدد المقابر الجماعية. ربما تكون بالمئات، لكن لا يمكنني إعطائك رقماً دقيقاً. خلال عملنا البحثي، حددنا مواقع جديدة وسنواصل هذه الحملات لفتح المقابر الجماعية. نحن نتواصل مع المجتمع من خلال المقابلات، ونحصل على معلومات جديدة حول المقابر الجماعية الجديدة التي لم يتم اكتشافها بعد. هذا سياق عمل مستمر نؤديه إلى جانب حملات فتح المقابر.
رووداو: ما هي كمية الأدلة التي جمعتها يونيتاد حتى الآن حول #الإبادة الجماعية# للكورد الإيزديين على يد داعش؟
كريستيان ريتشر: لا يوجد نقص في الأدلة على الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق. دعمنا حتى الآن، ومن خلال مشروع الرقمنة عندنا، القضاء العراقي في عملية رقمنة أكثر من تسعة ملايين صحيفة من الوثائق. وثائق فقط. إلى جانب ذلك، وكما ذكرت، لدينا نتائج التنقيب عن المقابر الجماعية وتشخيص محتوياتها، وهو جزء من الأدلة. كذلك توجد عندنا المقابلات. نجري الآن مقابلات بصورة شبه يومية مع ضحايا داعش. لذلك لا يوجد رقم يمكنني القول إنه هذا الرقم. لكن هناك الكثير من الأدلة تؤدي بنا إلى الجزم بإمكانية محاسبة مجرمي داعش أمام القانون. يمكن محاكمتهم في محاكمة تستند إلى أدلة تثبت أن هؤلاء المجرمين ارتكبوا جرائم بشعة ضد جميع المجتمعات المتضررة في العراق، بما في ذلك المجتمع الإيزدي.
رووداو: إلى جانب الكورد الإيزديين، ما هي المنطقة أو المجموعة العرقية في العراق التي جمعتم أكبر عدد من الأدلة على ارتكاب داعش جرائم ضدها؟
كريستيان ريتشر: لدينا عدد من وحدات التحقيق الميداني تتعامل مع جميع المجتمعات المتضررة في العراق. وهي تحقق في المجتمعات الضعيفة في العراق، مثل المجتمع الشيعي، خاصة مجزرة أكاديمية تكريت للطيران، المعروفة باسم مجزرة سبايكر، والهجوم على سجن بادوش بالقرب من الموصل. نحقق في الجرائم ضد المجتمع المسيحي، وخاصة في أطراف الموصل. نحقق في الجماعات الدينية الصغيرة مثل الشبك والكاكئية والشيعة التركمان، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل داعش. لدينا بالتأكيد وحدات تحقيق ميداني تحقق بصورة خاصة في الجرائم التي ارتكبها مجرمو داعش ضد السنة العراقيين. نركز الآن على وجه التحديد على تدمير التراث الثقافي الذي أثر على جميع المجتمعات العراقية لأن داعش حاول تدمير التراث الثقافي العراقي والهوية الثقافية العراقية. هذا ما نعمل عليه الآن في عملنا البحثي ونبذل الكثير من الجهد فيه، لأننا نحاول الحصول على نتائج ملموسة قريباً، مثل التقارير التي أعددناها في الماضي حول المذابح الجماعية للإيزديين في سنجار ومجمع سبايكر وسجن بادوش وشبكة تمويل داعش. هذه أمثلة على العمل الذي ننجزه الآن وأنجزناه في الماضي والذي حقق نتائج.
رووداو: هل هناك سقف زمني لإنهاء أعمالكم في العراق؟ مثلاً، إلى متى ستستمرون فيها في البحث عن أدلة في هذه المنطقة؟
كريستيان ريتشر: شكراً على هذا السؤال المهم. من الصعب الإجابة عن هذا السؤال لأنه يعتمد إلى حد كبير على مجموعة عوامل متنوعة. يعتمد على مدى تعمقك في موضوع الجريمة. هل تريد فقط الوصول إلى الجزء الظاهري منه، وهو سريع جداً، أم تريد التعمق أكثر فأكثر، عندها سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لمقابلة كل هؤلاء الشهود. فمثلاً، إن أردت مقابلة شاهد وضحية لداعش، سيستغرق الأمر ثلاثة أو أربعة أيام. هناك عشرات الآلاف من الضحايا. لذا تخيل المدة التي ستستغرقها إذا كنت تريد إظهار الصورة الحقيقية بعمق. لكن إن أردت تقديم نظرة عامة واسعة، فلن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً.
مؤخراً عرضت رؤية يونيتاد للعام 2025 وهي نظرة عامة جيدة للخطوات التالية التي نريد اتخاذها. لكن بالتأكيد لن يجري بشكل صحيح في العامين أو الثلاثة المقبلة، وهذا لن ينجح، خاصة إذا أخذنا بعدد كوادر يونيتاد، فنحن لسنا كثيرين. نحن فريق صغير جداً، فريق من الخبراء، ليس لدينا مئات المحققين يذهبون لإجراء المقابلات. نحن نعمل بدقة كبيرة في المقابلات، وهذا هو السبب في أن الأمر يستغرق وقتاً. لذلك لا يمكنني إعطاء جدول زمني، لكن بالتأكيد لن ينتهي في العام أو العامين المقبلين. غير ممكن إذا توخيت الدقة.
رووداو: أشرتم إلى أنه أنه لا يوجد نقص في الأدلة على جرائم داعش ضد الإنسانية في العراق، فكيف تخططون لاستخدام تلك الأدلة كأساس للقوانين وللقرارات لمعاقبة المنتمين إلى داعش أو تعويض الكورد الإيزديين في العراق؟
كريستيان ريتشر: مسؤولية يونيتاد هي أن تجري مساءلة الجناة على جرائمهم العالمية. وهذا يعني أننا نريد محاكمة عادلة أمام محكمة مختصة، محكمة مختصة في العراق، تعتمد الأدلة. أما إن كان الجناة في الخارج، فإن المحكمة ستكون في الخارج. لذلك وقبل كل شيء آخر، فإننا ندعم العراق، وهذا هو المبدأ الأساس لما ينتج عن عمل يونيتاد، كما قمنا بدعم القضاء العراقي الذي هو مساعدنا الرئيس في هذا الصدد.
نعمل الآن معاً في فرق مشتركة مع الهيئة التشريعية على قانون محلي خاص بالجرائم الدولية في العراق. وتحقق تقدم جيد للغاية في هذا المجال، حيث تعمل الجهات المعنية العراقية على صياغة مشروع قانون للجرائم الدولية. لذلك، نأمل بشدة أن نرى قانوناً محلياً للجرائم الدولية في العراق يجعل إجراء هذا النوع من المحاكمات في العراق أمام المحكمة المختصة ممكناً. كما ندعم إلى جانب ذلك الدول الثالثة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمحاكمة مجرمي داعش الذين يعيشون أو يقيمون فيها حالياً. لهذا لن يجد هؤلاء ملاذاً آمناً خارج العراق وسيحاسبون على الجرائم الشنيعة التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي، حتى لو افترضنا أنهم متواجدون الآن في أوروبا أو الولايات المتحدة أو أفريقيا أو أي دولة أخرى.
هذا ما نفعله الآن ونعمله بشكل ثابت. إلى جانب ذلك، مازلنا نعمل على إجراء التحقيقات والتقارير النهائية حول الجرائم التي أثرت على المجتمع العراقي.
رووداو: هل لدى الأمم المتحدة، كطرف إنساني دولي، أي خطط لتعويض الكورد الإيزديين من ضحايا داعش؟
كريستيان ريتشر: لدينا تواصل جيد مع الحكومة العراقية بخصوص قانون الناجين الإيزديين، لكن ليس من صلاحيات يونيتاد العمل على التعويضات. ليس من مهامنا ولا يجوز لنا أن نفعل ذلك لأن تفويضنا محدد ولا نتصرف خارج هذا التفويض. ومع ذلك، أينما دعت الحاجة لمشاركتنا في التعويض، فإننا سنفعل ذلك ضمن نطاق صلاحياتنا، ولكن كما ذكرت، التعويض ليس جزءاً من تفويض يونيتاد.
رووداو: أحوال الكورد الإيزديين، الذين يعيش معظمهم في المخيمات وفي سنجار، سيئة للغاية. ماذا يمكن أن تقدموا لتحسين أحوالهم المعيشية؟
كريستيان ريتشر: أنا على اطلاع جيد على أحوال الإيزديين في المخيمات. لكن صلاحيات يونايتد لا تمتد إلى هذا المجال. بالتأكيد نتبادل وجهات النظر مع الجهات المعنية الحكومية وذوي العلاقة في الأمم المتحدة، ولكن إمكانياتنا محدودة للغاية في مجال العمل على هذا الجانب. في بعض الأحيان نذهب إلى المخيمات لإجراء مقابلات مع الناس، لكننا لا نستطيع تغيير الوضع الذي ليس مرضياً بالتأكيد.
رووداو: ما هي أهمية الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق الكورد الإيزديين كجرائم إبادة جماعية من قبل الدول لمجال عملكم، العمل الذي تنجزونه من أجل الكورد الإيزديين؟
كريستيان ريتشر: شكراً. صلاحية يونيتاد تنحصر في التحقيق في الجرائم الدولية ضد المجتمعات العراقية. والجرائم الدولية هي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية كما ذكرت الآن. فائدة ذلك هي أنك مع هذه الاتهامات يمكنك السماح للضحايا والشهود بالمشاركة بنشاط في التحقيقات القانونية والمحاكمات، من خلال الإدلاء بشهاداتهم وإخبار المحكمة بما حدث بالفعل. بذلك تصل في النهاية إلى قناعة وقرار يوضح أن الجاني ارتكب الجريمة بالفعل ومتى ارتكب الجريمة ضد شخص بعينه. مثلاً، لا يعد الانتماء إلى منظمة إرهابية جريمة دولية؛ بل مجرد جريمة بحتة ليس فيها ضحايا. العضوية وحدها هي التي يُعاقب عليها. هنا في الجرائم الدولية يتم التركيز على المجتمعات المتضررة مع خصوصية مهمة للغاية وهي أنه يمكنك تقديم شكوى بشأنها وقتما تشاء وليس هناك حد زمني. بينما قوانين مكافحة الإرهاب مؤطرة بإطار زمني. فبعد مرور 10 أو 15 عاماً، لن يعود بإمكانك اتهام شخص ما لأنه كان عضواً في منظمة إرهابية، لكن لا يزال من الممكن اتهام شخص ما بجريمة دولية كالإبادة الجماعية ضد الشعب الإيزدي. هذا مهم جداً، لأنه تخيل أن العديد من الأشخاص كانوا شباباً عندما ارتكبوا هذه الجرائم، ومن المحتمل أن نرى محاكمة الجناة بعد مرور عقود عليها، بعد 30-40 سنة أخرى. أهمية القوانين المتعلقة بالجرائم الدولية هذه واضحة للغاية، لأنه حتى في ذلك الحين سنجد الجناة في المحكمة يواجهون العدالة ويعترفون أخيراً بأن هؤلاء الضحايا قد تعرضوا للأذى والقمع من قبل هؤلاء الجناة.
رووداو: لماذا لم تصدر الأمم المتحدة حتى الآن قراراً يلزم جميع الدول الأعضاء بالاعتراف بأن الجرائم المرتكبة ضد الكورد الإيزديين هي جرائم إبادة جماعية؟
كريستيان ريتشر: هذا الجانب سياسي. على حد علمي يزداد عدد الدول التي تعترف بالإبادة الجماعية للإيزديين. من وجهة نظري كمدع عام محترف، من المهم جداً أن تكون هناك محاكمات تثبت أنها كانت إبادة جماعية، وأن ما ارتكب ضد الإيزديين كان عملاً يعد إبادة جماعية من الناحية القانونية. أن يثبت ذلك من خلال شهادة الشهود والوثائق وجميع الأدلة المتاحة، وحتى من خلال تحليل الرفات المنتشلة من المقابر. لذا أرى أن هذا مهم جداً، لأنه في الأخير ومع هذه القرارات، لا يمكن لأحد أن ينكر أن ما حدث ضد الإيزديين كان إبادة جماعية.
ليس هذا مسألة سياسية، إنه شيء يمكن البناء عليه، فلديك حكم يمكنك قراءته ومراجعته إن شئت. هذا لا علاقة له بالمعتقدات ولا بالقضايا السياسية. هذه حقائق، حقائق مثبتة. بوجود هذه الأمور، يصبح الاعتراف بالإبادة الجماعية ذا أهمية كبيرة جداً.
رووداو: يوجد أيضاً مجرمون خطيرون بين أسرى داعش في روجآفا أو شمال شرق سوريا. هل تفعلون شيئاً بشأن أسرى داعش في مخيم الهول الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)؟
كريستيان ريتشر: لا تمتد سلطة يونيتاد إلى سوريا. نحن نعمل في العراق فقط. نحن الآن على اتصال وثيق مع السلطات العراقية المعنية بشأن الأشخاص العائدين من مخيم الهول إلى العراق، لكننا غير قادرين على الوصول إلى مخيم الهول أو أي جزء من سوريا.
رووداو: حسناً. لكن هناك تقارير عن بعض الكورديات الإيزديات اللائي كن صغيرات جداً عندما اختطفهن داعش وهن الآن متواجدات في مخيم الهول بدون أي معلومات عن خلفياتهن الحقيقية، ولا يعرفن ما إن كنّ إيزديات أو بنات لعناصر داعش. هل سمعت عنهن من قبل؟ هل أنتم على علم بهذه الحالات؟
كريستيان ريتشر: نعم، أعلم بهذا. بالتأكيد نراقب الوضع لأن هناك دائماً ما يؤثر على عملنا هنا في العراق، ولهذا أشرت إلى وجود اتصالات وثيقة لنا مع الأطراف العراقية فيما يتعلق بعودة الأشخاص، ولهذا أيضاً نقيم اتصالات وثيقة مع منظمات الأمم المتحدة المعنية والتي تتعامل مع مشاكل هذه المخيمات في سوريا. لكن كما ذكرت، ليس لدينا أي تأثير على ما يجري في مخيم الهول أو أي مخيم آخر في سوريا. لكننا مطلعون جيداً على ما يجري هناك.
رووداو: هل لديكم أي تنسيق مع مكتب إنقاذ المختطفين من قبل داعش التابع لمكتب رئيس إقليم كوردستان، والذي أنقذ 86% من الإيزديين الذين تم إنقاذهم؟
كريستيان ريتشر: لدينا بعض المعلومات عنه، لكن هذا يجري على المستوى التجريبي مع وحدات البحث الميداني خاصتنا. فهم يهتمون بجميع المعلومات التي تجمعها المكاتب والوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة. لدينا أيضاً اتصالات وثيقة مباشرة داخل المجتمع الإيزدي ومن خلال المنظمات غير الحكومية، لذلك نعم نحن نتابع الوضع.
رووداو: هل لديكم أي معلومات عن عدد مقاتلي داعش الأسرى الموجودين حالياً في ألمانيا؟ وكيف يتم التعامل مع ملفاتهم في المحاكم؟
كريستيان ريتشر: لدينا علاقات جيدة مع السلطات القضائية في الخارج، وخاصة في البلدان التي يحاكم فيها مجرمو داعش، وهذا ينطبق على ألمانيا أيضاً. أما من حيث الأرقام، فأطلب منكم الاتصال بالسلطات الألمانية فسوف يزودونكم بهذه الأرقام إن أردتم. لست مخولاً بالحديث عن السلطات القضائية في الخارج، لكننا مرتاحون للغاية لما يحدث هناك، خاصة المحاكمات التي تجرى أو الحكم الأخير الذي صدر في كوبلاند ضد (نادين كاي) بتهمة المساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية وغيرها من العقوبات التي تصدر بحق مجرمي داعش الذين ارتكبوا جرائم دولية.
رووداو: هل تتوفر لدى يونيتاد في العراق أي أرقام تخبرنا بعدد مقاتلي داعش الذين تم اعتقالهم في العالم وخاصة في أوروبا والذين يحاكمون الآن على جرائم ارتكبوها ضد الإيزديين وضد الإنسانية بشكل عام؟ أو هل لديكم أي أرقام عامة عن عدد الأشخاص الذين جرت محاكمتهم بالفعل؟
كريستيان ريتشر: يتزايد عدد المجرمين الذين يجري التحقيق معهم ويحاكمون الآن في المحاكم. ليس لدي أي أرقام كاملة. هناك محاكمات تجري حالياً في دول أوروبية، مثل السويد وهولندا، لكن ليس لدي العدد الدقيق لهذه المحاكمات، ولا توجد أشياء من قبيل التقارير أو الأرقام الخاصة بهذه الأمور.
رووداو: ما هي الرسالة التي توجهها للكورد الإيزديين الذين ينتظرون معاقبة مرتكبي الإبادة الجماعية ضد الإيزديين؟
كريستيان ريتشر: رسالتي إلى الإيزديين هي أننا ممتنون جداً لتعاونهم مع المجتمع وممتنون للغاية لاستعدادهم للإدلاء بشهادتهم وتقديم الأدلة ورواية القصة بالكامل، رغم أننا نعرف القصة بالتأكيد، ورغم أن رواية القصة كاملة كانت مؤلمة للغاية. مؤلم. هذه رسالتي الأولى. أما الرسالة الثانية هي أننا نطلب الصبر. العدالة تكون بطيئة للغاية في بعض الأحيان، وخاصة فيما يتعلق بجرائم القتل الجماعي، كالتي ارتكبها مجرمو داعش.
لكن كما ذكرت، ليس للجرائم الدولية وقت محدد للملاحقة والمحاكمة. ما يعني أن الملاحقة القضائية للجرائم الدولية التي ارتكبها داعش ستستمر لحين العثور على آخر مجرم أو قتله. لذا، قد يستغرق الأمر عقوداً من الزمن، وعقوداً من العمل لتقديم كل هؤلاء المجرمين إلى العدالة. لكننا نعمل بجد وبإخلاص على هذه التحقيقات وندعم كل جهد تبذله السلطات القضائية في جميع أنحاء العالم لتقديم هؤلاء الجناة إلى العدالة، لنساعد هؤلاء الضحايا على تحقيق اليوم الذي يشهدون فيه ضد الجناة في المحكمة ويقفون ضدهم في المحاكمات.
رووداو: هل من الممكن أن تكون هناك محاكمات يحاكم فيها مجرمو داعش مستقبلاً في إقليم كوردستان؟
كريستيان ريتشر: كما أسلفت، يعمل المشرعون في العراق حالياً على إعداد مسودة مشروع قانون خاص بالجرائم الدولية. وسيسعدنا أن نلمس التقدم في هذا المجال. فمع وجود مثل هذا القانون، يمكنني أن أتخيل أن المحاكمات ستجرى بالتأكيد في كوردستان كما في أي مكان آخر من العراق.
رووداو: السيد كريستيان ريتشر، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن جرائم داعش، شكراً جزيلاً على هذه الفرصة. شكراً جزيلاً لأنك كنت معنا.
كريستيان ريتشر: أسعدني ذلك كثيراً، شكراً جزيلاً.
رووداو: شكراً لمتابعتكم إيانا.[1]