=KTML_Bold=نعم هي ليست سويسرا، لكنها روژآڤا!=KTML_End=
#بير رستم#
إننا نسمع الكثير من الكلام بخصوص تأييدنا للإدارة الذاتية وهم يحاولون أن يقنعوا أنفسهم والآخرين بمقولة؛ إنها ليست سويسرا! وها نحن نؤكد على المقولة كما جاء في العنوان ونقول معهم؛ نعم هي ليست سويسرا، لكنها روژآڤا حتى وإن أصبحت شمال شرق أو جنوب غرب هلالستان.. هناك الكثير يأتي ليقول؛ بأنني أدافع عن تجربة الإدارة الذاتية وكأنني مصدق بأنها “سويسرا سوريا”، كما كانوا يسمون لبنان ب”سويسرا الشرق”! وها إنني أجيب عليهم لأقول؛ لا يا سيد، فأنا أدرك بأن البون شاسع بين التجربتين ومن كل المناحي وليس فقط من حيث الحكم والديموقراطية، بل حتى حضارياً مجتمعياً وسنحتاج ربما لعقود لا لكي نقارن أنفسنا بها، بل لنخطط لتجربة مماثلة حيث لهم تجربة تاريخية طويلة مع الحكم الرشيد والديموقراطية والقبول بالتعددية والرأي الآخر بحيث يلجؤوا لصناديق الانتخاب والاقتراع، بينما لو احتكمنا نحن لها سيأتي أشد المستبدين الديكتاتوريين للسلطة وفي أحسن الأحوال أشد السلفيين المتشددين.
وبالتالي فإن تأييدي للإدارة الذاتية ليس من منطلق فكري عقائدي أو ارتزاقي، كما يحاول البعض التلميح لهذه أو تلك، بل من منطلق واقعي براغماتي أحتكم فيه لأكثر من سبب؛ أولاً هو من منطلق بأنها مقارنةً مع التجارب الأخرى الموجودة على الأرض، إن كان النظام أو موالي تركيا بشقيه “الوطني والجولاني” فهي الأفضل لنا كرديا وسورياً معاً! وتالياً؛ لعدم توفر البديل الأفضل مرحلياً. وأخيراً لقناعتي بأن مجتمعاتنا غير قادرة حالياً على انتاج نظم ليبرالية ديمقراطية حقيقية وهي في أفضل حالاتها قد تنتج نظم سياسية ملتحمة بقوة الميليشيات الطائفية المذهبية القومية ووصاية خارجية، بمعنى أوضح نقول: بأن هذه المجتمعات الشرقية ما زالت أقل وعياً وتطوراً حضارياً لتنتج نظام سياسية ديمقراطية وإننا سنحتاج ربما لعقود أخرى لنحتكم لصناديق الانتخابات وبالتالي مرحلياً سيتم تجميع هذه القوى ذات النفوذ على الأرض وبضغط إقليمي دولي لتشكيل حكومة ائتلافية اتحادية تحقق الحد المقبول لمصالح كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
وهكذا وانطلاقاً من قناعاتنا السابقة، فإننا نؤيد الإدارة الذاتية وذلك بالرغم من معرفتنا؛ بأنها ليست سويسرا الشرق، بل وأنها أقرب للنظم المستبدة منها للنظم الديمقراطية رغم كل مسمياتها الديمقراطية، أساساً النسق الفكري الشرقي وبحكم المنطلقات الفكرية والعقائدية والموروث الثقافي والبنية المجتمعية هو غير قادر على انتاج فكر ديمقراطي ليبرالي حر وبالتالي فإن الأحزاب وكجزء من هذا المنتج القمعي المستبد ستكون نسخة عن المنظومات القمعية الراديكالية، لكن بنفس الوقت ندرك بأنها -أي الإدارة الذاتية- هي أكثر الإدارات والسلطات تحقيقاً لمصالح شعبنا وقضايانا الوطنية وخاصةً في ظل قمع الآخرين وسلطاتهم وإداراتهم والتي تحرم شعبنا حتى من هويته الكردية.. ولذلك فأعتقد بأن من البديهي عند التوافق السوري على حل سياسي شامل يجمع كل الأطراف، فإن الكردي سيجد بأن الإدارة الذاتية هي أكثر طرف تمثل مصالحه وإرادته وحقوقه الوطنية وبالتالي محكوماً بالوقوف إلى جانبها دعماً وتأييداً.. نعم هي ليست سويسرا، لكنها روژآڤا![1]