=KTML_Bold=الكرد خط أحمر أمريكياً!=KTML_End=
#بير رستم#
العرب السنة في سوريا وقعوا بنفس الخطأ الاستراتيجي للعرب السنة بالعراق حيث الإثنان اعتقدا بأن الوجود الأمريكي في المنطقة -البلدين- طارئ وبأن الكرد سيصبحون بعد خروج أمريكا منهما سيصبحون لقمة سائغة وسوف تسقط إداراتهم وإقليمهم وتنتهي الفورة أو الثورة الكردية. وهكذا وانطلاقاً من القراء السياسية السابقة والساذجة، فإنهم رفضوا التنسيق مع الكرد وفي الحالة السورية وبالإضافة ان سبق، فقد لعبت تركيا والإخوان دوراً إضافياً لمنع أي توافق بين الكرد، ونقصد الإدارة الذاتية ومن يملك القرار على الأرض وليس بعض الأحزاب الكردية التي لا حول ولا قوة لها وباعت نفسها لتركيا والإخوان، وبالتالي فقد أصبحوا -أي العرب السنة- وفي كلا البلدين خارج المعادلات السياسية أو بالكاد، وللأسف ليس هناك من أحزاب وتيارات عربية سنية قادرة على رسم سياسات واضحة لهذا المكون بحيث يجدوا مصالح مكونهم بعيداً عن الفكر السلفي المتشدد.
بقي أن نقول للجميع؛ بأن الكرد في المنطقة باتوا لاعبين أساسيين وتم تدويل قضيتهم وأي تفكير من النظام أو المعارضة بإعادة الكرد للمربع الأول تعد حماقة سياسية حيث من مصلحة الغرب والأمريكان جعل الكرد أحد اللاعبين الأساسيين وما فعلتها بريطانيا مع العرب في القرن الماضي؛ بأن جعلتهم أحد اللاعبين الجدد وساعدتهم على أن يتحرروا من الاستعباد التركي العثماني، ها هي أمريكا تقوم بالدور نفسه لتحرير الكرد من استعباد جيرانهم وجعلهم شركاء في سياسات المنطقة ونأمل أن يتفهم ذلك هؤلاء الجيران ليكون المخاض والولادة أقل عسراً ودماً لنا جميعاً حيث الأمريكان لن يتخلوا عن الكرد ليس حباً بنا، بل لأننا الأفضل لمصالحهم ونحن مجبرين على ذلك لأجل مصالحنا وذلك بعد أن خذلنا جيراننا!
بالمناسبة سيكون لنا بعض الخسارات الجزئية مثل عفرين وسري كانية، كما خسر العرب فلسطين، لكن بالمجمل حققوا دولهم وكياناتهم السياسية وهكذا نحن فربما نخسر هنا وهناك بعض المناطق، لكن بالأخير والمجمل فإن الكرد هم أكثر الرابحين لم كان بالسابق حيث لم نكن نملك شيئاً، بل كنا عبيداً لدى الآخرين.[1]