=KTML_Bold=ما هو الحل لإنهاء المقتلة السورية؟=KTML_End=
#بير رستم#
ربما يبدو السؤال كبيراً، وهو كذلك حقاً، حيث منذ سنوات والحرب الأهلية السورية دائرة رحاها في البلاد وقد أودت بحياة مئات الآلاف وأحرقت الأخضر واليابس ودمرت البلاد والعباد وشردت نصف سكانها بين الداخل والمهجر ودول الجوار، ناهيكم عن تدمير البنية التحتية بحيث باتت البلاد تحتاج لإعادة بناء شبه كامل وبمليارات الدولارات والتي قد تستغرق عقود من الزمن، نعم السؤال كبير وشائك بكبر الجرح السوري وكبر المأساة والكارثة بحيث صعبت على القوى الدولية والإقليمية من إيجاد مخرج وحل لهذه الحرب المدمرة وبالتالي أي طرح وفق الصياغة السابقة يعتبر نوع من السذاجة واستسهال للموضوع والقضية، لكن وبنفس الوقت ورغم كل تعقيدات الأزمة الحالية، نعتقد بأن الإجابة عليها سهلة وبسيطة لو أردنا حقاً أن نصل إلى الحل والتي تكمن بقناعتي في قضية واحدة تتلخص بفكرة الانتماء!
وللتوضيح أكثر نقول؛ نعم يمكننا أن نصل للحل النهائي والفوري لو إننا حددنا انتماءنا لسوريتنا وعند ذاك يمكن ايجاد الحلول لكل ما تبقى من خلافاتنا، أما أن يتمترس كل منا خلف انتماءاته المنغلقة الجزئية الأقلاوية -وهنا نقصد بالجزئية الأقلاوية بالمعنى العددي والجغرافي وليس بالمعنى الأخلاقي والقيمي- فبالتأكيد ستبقى صراعاتنا لأبد الآبدين، كون القومي العربي يريد سوريا عربية جزء من الوطن العربي الكبير والشعب السوري جزء من الأمة العربية، بينما الكردي يريد أن يشكل دويلة أو إقليماً كردياً خاصاً به ليقول؛ إنه حرر جزء من كردستان وربما يوماً ما ينضم لكردستان الكبرى، بينما الآشوري يريد إحياء أمجاد إمبراطورية غابرة، ناهيكم عن الإسلامي بمختلف تياراته وايديولوجياته يريدنا أن نعود بزمن الوحي والرسالة.. والخ حيث كل فريق يريد سوريا على مقاسه الأيديولوجي العقائدي.
طبعاً الدعوة للسورية لا تعني التخلي عن تلك الانتماءات الأصيلة في شخصية المكونات السورية بحيث تصبح سوريا لا لون ولا طعم ولا رائحة لها، بالرغم أن تلك الصفات هي صفات الماء والتي هي أحد أهم عناصر الحياة والطبيعة ودونها لا حياة في الوجود أساساً، لكن ورغم ذلك نقول؛ بأن الدعوة للإنتماء إلى سوريتنا لا نقصد منه التخلي والتنكر لتلك الانتماءات الثقافية اللغوية والدينية العقائدية، بل جعلها تشكل وتكون سورية بطيف متنوع ثقافياً لغوياً دينياً عقائدياً بحيث تكون سوري بثقافة عربية أو كردية، لا كردياً أو عربياً سورياً، بمعنى أن تكون سوريا للعربي والسرياني الآشوري والكردي والعلوي والدرزي والسني والأيزيدي والبعثي والإخواني والبارتي.. لا أن تكون سوريا عربية أو إسلامية سنية أو علوية أو كذا وكذا.. وحينذاك لن نتمترس كمكونات سوريا خلف هوياتنا الجزئية لنقتل الآخر، بل سنجد إننا جزء أساسي ومهم في تشكيل الهوية الوطنية السورية، كما أعضاء الجسد والكيان الواحد بحيث أذا “اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى”.. وعند ذاك ستكون كل الحلول سهلة لأي معضلة سورية، بل لن تبقى لدينا المعضلات أساساً[1]