=KTML_Bold=نحن الكرد ماذا كسبنا وما هي خسائرنا!=KTML_End=
#بير رستم#
هناك الكثير من ابناء شعبنا تجدونهم يشكون ويتباكون على خساراتنا، إن كانت الميدانية من مناطق جغرافية مثل عفرين وسري كانية أو الخسائر البشرية بالأرواح حيث تقدر عدد الذين ضحوا بأرواحهم بحدود اثني عشر مقاتلًا ومقاتلة من شبابنا، عدا الجرى ومصابي الحروب والتي أجبر شعبنا وابنائنا على خوضها وذلك دفاعاً عن النفس حيث الكرد لم يذهبوا لمناطق الآخرين لقتلهم واحتلالهم، بل جاءت تلك القوى والميليشيات الراديكالية وبعدها احتلالات تركيا، طبعاً تباكي أولئك الأخوة والأصدقاء يعلو صداه أكثر حينما يجدون مقابل كل تلك التضحيات بأن ليس هناك من اعتراف دولي سياسي بقضايا الكرد -نقصد هنا روژآڤا- ورداً على تساؤلات أولئك الأخوة الكرام نقول؛ أولاً وبخصوص الخسائر والتضحيات فهي وللأسف خارجة عن إرادة الكرد، بل فرضت علينا بسبب ظروف سوريا والحرب الدائرة فيها منذ عقد وأعتقد كل الشعب السوري وبمختلف مكوناته قد قدم التضحيات والقرابين حيث يقدر عدد الذين تم التضحية بهم من جانب النظام وبالأخص من العلويين بأكثر من مائة ألف؛ يعني عشرة أضعاف تضحيات الكرد، بينما المعارضة والجماعات السنية تقدر عدد ضحاياها بالمليون، أي بمعنى الكارثة لا تقتصر على الكرد، بل هي الحرب التي شملت الجميع.
ثم نضيف هنا ونقول بخصوص الأرض والجغرافيا؛ هل كنا بالأساس نملك تلك المناطق لنقول “خسرناه”؟! ألم تكن تحت هيمنة نظام أمني لتصبح تحت هيمنة نفوذ نظام وجماعات صحيح لا يقلون سوءً عن النظام الأمني ذاك، لكن لم تكن لنا أساسًا لنقول؛ بأننا خسرناها مع قديرنا لتضحيات شعبنا في المنطقتين وهي وكما قلنا بأنها زمن الحرب والكارثة والآخرين خسروا أكثر، لكن نحن بالمقابل كسبنا الكثير بقناعتي وأهمها وعلى رأي تلك المكاسب هو الاعتراف بوجود قضية شعب في سوريا حيث كان النظام وخلال كل الحقب الماضية يتعاطى مع القضية الكردية أمنياً؛ أي قضيتنا كانت عبارة عن ملف أمني بأحد دروج شي ضابط أمني مخابراتي، بينما ها هي اليوم تدرج في جدول أعمال دول وقادة ومؤتمرات دولية تعقد بشأن سوريا ويتم استقبال قيادات أحزابنا من قادة وزعماء أقوى الدول، بينما كان سقف طموح أحزابنا قديماً أن يستقبلهم مدير مكتب شي وزير، بل ربما أقل من ذلك بكثير.. وأخيراً وبخصوص الاعتراف الدولي بالإدارة الذاتية نود أن نقول: بأن كثير من الشعوب والدول مروا بنفس مراحلنا؛ فالشعوب العربية احتاجوا لأكثر من عقدين ليكون الاعتراف الرسمي بهم حيث أنتهى الاحتلال العثماني لسوريا عام 1921 مع دخول الجيوش الفرنسية، بينما الاعتراف والاستقلال كان عام 1946، طبعاً لا نقول سيكون الأمر مشابهًا تمامًا ومنجزاً استقلالياً تاماً عن سوريا، لكن بالتأكيد سيكون منجزاً سياسيًا للكرد يضمن حقوقهم في دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية.[1]