=KTML_Bold=ثورة الشيخ سعيد في الوثائق الفرنسية-2- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
نعرض لكم بعض المعلومات حول الثورة الكردية في شمال كردستان عام 1925. وذلك بترجمة المعلومات الواردة إلى إدارة المخابرات الفرنسية، والمدونة في النشرة الأسبوعية للمعلومات رقم 594. نرفق لكم صورة عن الصفحتين المتعلقتين بالموضوع. وفي الحلقة اللاحقة سنكمل ترجمة وعرض بقية التقرير الخاص بالموضوع في النشرة المذكورة.
****
المفوضية العليا للجمهورية الفرنسية في سورية ولبنان
-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:
إدارة المخابرات
الإدارة المركزية
-0-0-0-0-0-0-
بيروت في 11-03-1925
(وارد) هيئة الأركان العامة- قسم الدراسات
رقم 1153 .تاريخ 28-03-1925.
سري تام
النشرة الأسبوعية للمعلومات رقم 594
أسبوع 01/07-03-1925
(خاص بضباط المخابرات)
خاتم هيئة الأركان العامة
يُجلب الانتباه بشكل خاص في هذا الأسبوع إلى انتفاضة كردستان.
حسب المعلومات المحصول عليها، قد يكون سبب الانتفاضة هو توقيف قائدين قوميين كورديين، هما يوسف ضياء بك و حج موسى.
يبدو أن الانتفاضة تخص حالياً منطقة تجاباقشور، و خربوط، و كينج، و موش، و آرغانا، ودياربكر، وبيتليس. وتقع بؤرة الانتفاضة بشكل أساسي في آرغانا ، و تجاباقشور وموش.
الزعيم المنتفض الوحيد المعروف حالياً هو المدعو شيخ سعيد الذي لا يمكن معرفة هويته بشكل جيد. فباسم شيخ سعيد، توجد في كردستان ثلاثة شخصيات دينية معروفة بأفكارها الاستقلالية. شيخ سعيد مدهي(ربما مهدي-المترجم) الخليفة، من سلالة احد الخلفاء، وهو معاد بعمق للأتراك وموال للانكليز. و شيخ سعيد من وان، و شيخ سعيد توها (كلمة توها مكتوبة على الهامش- المترجم)، ابن عم هذا الأخير، من سليمانيه، هذان الأخيران هما على علاقة بالانكليز.
وحسب عدة معلومات، على ما يبدو، المقصود هو (شيخ سعيد- المترجم) الذي هو من وان، القادر على أن يصّف وراءه ثلاثة أو أربعة بندقية. وتبقى له (للشيخ سعيد- المترجم) في الكواليس العائلات الكبيرة في كردستان مثل بدرخان وجميل باشا، جاهزة للتدخل فيما إذا بقت الانتفاضة سيدة الموقف.
مهما يكن في الأمر، فما دامت الجيوش لم تصل بعد إلى المنطقة، فرغم عدة قصفات بالطيران، يتمتع المنتفضون بالحرية، وعلى ما يبدو فان كل الريف معهم، وأنهم لا يلاقون مقاومة إلا عندما يهجمون على سكان المدن ذي الغالبية التركية. وهكذا تم إخراجهم من خربوط و من بالو المحتلة لعدة ساعات.
إنهم احتلوا للتو أرغانا، ووصلوا إلى عدة كيلومترات من دياربكر حيث نقل موظفو الحكومة فيها الأرشيف إلى مالاطيا.
خلال هذا الوقت اتخذت الحكومة عدة إجراءات من أجل قمع التمرد بأسرع وقت، فرغم الهدوء الظاهر للحكومة يتسم التمرد مع ذلك بأهمية أكيدة.
قبل كل شيء، داخل حزب الشعب نفسه، تقرر استبدال وزارة فتحي بي، المعتبر معتدلاً كثيرا، بوزارة عصمت باشا الأكثر حيوية.
عرضت الوزارة الجديدة قانون الأمن على المجلس الذي تحقق فيه مؤقتاً اتحاد الأحزاب بسبب الخطر الداخلي، وتقرر تأسيس محاكم الاستقلال التي تعمل بدون استئناف في الولايات الشرقية، وكان قد سبق وأن تم إعلان حالة الطوارئ في الولايات الشرقية.
وحسب أخبار الصحافة، قد طالت الإجراءات الجديدة ثلاثة جرائد رجعية في قسطنطينوبل، وثلاثة مجلات منها اثنتين بلشفيتين تم تعليقها.
فضلاً عن أن الشخصيات الدينية المعروفة بمشاعرها الرجعية قد تم وضعها تحت الرقابة الخاصة، حتى أن بعضها تلقت الأمر بمنع تعليم الدين.
بالفعل، اتخذت الحكومة كل الإجراءات الضرورية ليس فقط لقمع الانتفاضة الكردية، بل ولسحق الرجعية الدينية التي كانت قد بدأت تضايقها جدياً.
كإجراءات عسكرية، تقرر العمل للتعبئة الجزئية لرجال الفئات 1311 وحتى 1515 المنتمين إلى الولايات القريبة لبؤرة الانتفاضة. وبالنسبة للأخصائيين، وخاصة المختصين بالمدفعية، قد يكون قد تم تجنيد من ينتمون إلى فئات أقدم (حتى 1300).
كما كان متوقعاً، تتم التعبئة ، على الأقل في كيليكية، في أقصى حالات الفوضى. حالات الفرار عديدة، وكان قد لوحظ بأن حوالي 200 فاراً كانوا قد وصلوا إلى اسكندرون. وآخرون قادمون من أورفة قد يكونوا قد وصلوا إلى الرقة. سيتم جمع كل هؤلاء الرجال، ولتأمين معيشتهم دون أن تتحمل الدولة السورية نفقات إضافية، سيتم استخدامهم في أعمال الطرق، على طرق المواصلات الكبيرة حلب-اسكندرون، وحلب-اللاذقية.
(… ستعرض البقة في الحلقة القادمة- المترجم)[1]