القضية الكردية وجوهر النضال – غيفارا معو
غيفارا معو
إن القضية الكردية من أهم القضايا الدولية المعاصرة، فالشعب الكردي تعرض لسنوات طويلة لأشرس وأوسع الحملات ضد تطلعاته وكانوا دائما ضحية للتوافقات الدولية ومصالحهم، كانت طموح الكرد تصطدم دائما بمطامع السيطرة العثمانية والصفوية كما واصطدمت فيما بعد بشوفينية وعنصرية حكام العراق وسوريا وتركيا الديكتاتوريين .
الكرد لم يعرفوا عبر تاريخهم الطويل دولة مستقلة كبيرة تجمعهم، فقد انشأوا عدة حكومات مدن صغيرة حتى تمكنوا من إنشاء دولة كبيرة هي الدولة الميدية التي سقطت بفعل الاحتلال الفارسي بحدود 3000 سنة قبل الميلاد، وقاموا الكرد على مر التاريخ بحركات سياسية كثيرة في الدول التي يعيشون فيها
الحركة السياسية الكردية في تركيا
والذي بدء ملامح نضالها اكثر شراسة في مواجهة الحكومة التركية بداية الثمانينيات من خلال حزب العمال الكردستاني الذي بدء في صفوف الطلبة والشباب واستطاع من خلال نهجها السياسي الماركسي اليساري جذب فئات الشباب حتى من الامم الأخرى هذا النضال الذي استمر في الجامعات والارياف واماكن تواجد الكرد حتى شكلت قوة ضغط سياسية كبيرة وبدأت الملاحقات في صفوف الحركة مما أدى الكثير منهم الى الهرب الى القرى الجبلية او الى سوريا والعراق والدول الاوربية ولكن لم يتوقف نضال الطلبة لا في الداخل ولا في الخارج حتى بداية حرب العصابات التي اعلن عنها الحزب في قفزة 15 آب / أغسطس 1984 قام حزب العمال الكردستاني بقيادة محسوم كوركماز (المعروف باسم «عكيد ») وبعدها بدء الحزب بجذب الشباب الى النضال المسلح من الاجزاء الاخرى ايضا من كردستان والعالم وفتحت معسكرات في سوريا والبقاع اللبناني وأصبحت تستمد الدعم اللوجستي والعسكري من الاتحاد السوفياتي السابق عن طريق تجار السلاح وغيرهم بطرق غير معلنة حتى لا يقع في صدام مباشر مع تركيا من خلال هذا الدعم الغير معلن وكما قام نظام الأسد بدعم مسلحي “بي كا كا” لسنوات طويلة في مخيمات عسكرية، وهدف من وراء ذلك، إرسالهم إلى تركيا،وبعد عدة سنوات من إيواء حافظ الأسد لأوجلان هددت أنقرة بغزو الأراضي السورية بذريعة دعم الأسد الأب للتنظيم، وإيواء زعيمه عبد الله أوجلان.
وفي ذلك الوقت نفى حافظ الأسد أن يكون أوجلان في سورية، لكنه منذ أن غادر تركيا في عام 1980، لجأ إلى سورية.
غادر الزعيم الكردي أوجلان إلى روسيا، لكنه سرعان ما أعيد إلى أوروبا، فحل في إيطاليا ضيفا على الحكومة التي يتمتع فيها الشيوعيون بنفوذ قوي، ثم إلى اليونان التي كانت تحظى بعلاقات مميزة مع روسيا، قبل أن يغادر إلى إفريقيا نتيجة الضغط التركي والمطالبة بتسليمه. وبعد القبض على أوجلان فرضت تركيا اتفاقاً مذلاً على حافظ الأسد بوساطة مصرية وإيرانية، جاء تحت عنوان اتفاق أضنة . نص الاتفاق في الجزء السري منه على حق تركيا في ملاحقة “الإرهابيين” داخل الأراضي السورية وحتى مسافة 5 كيلومترات، كما نص أيضا على وقف المطالبة السورية بإقليم هاتاي الحدودي التركي الذي تسكنه غالبية ناطقة بالعربية، وكانت سورية تعده حتى ذلك الحين “أرضا محتلة”.
بعد هذا الاتفاق تم تصفية حزب العمال الكردستاني على الساحة السورية واعتقال العديد من كوادره الحزبية النشيطة وتسليمهم الى تركيا واعتقال آخرين في سجون النظام السوري على اساس التحقيق معهم وتم اطلاق سراح الكثير منهم فيما بعد
وبعد عدة سنوات بدء سنوات تأسس في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي وفي تركيا حزب السلام والديمقراطية سس في عام 2008. إلا أن عدم تجاوز الحاجز الانتخابي حال مرة أخرى دون أن يتمكن الحزب من دخول البرلمان.
ساهمت عملية السلام التي بدأتها الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني المحظور، و حزمة الإصلاحات الديموقراطية التي تتعلق بالحريات العامة وبالحياة السياسية والحزبية إلى تغيرات في الحركة السياسية الكردية. فتأسس حزب الشعوب الديمقراطي في عام 2012، ودخل الانتخابات المحلية والانتخابات الرئاسية الأولى في عام 2014.
ومع ظهور نتائج الانتخابات التي أجريت في الشهر الجاري، نجح حزب الشعوب الديموقراطي بدخول البرلمان مع تجاوزه الحاجز الانتخابي وحصوله على %13 من الأصوات و80 مقعدًا في البرلمان.بعد هذا الاتفاق تم تصفية حزب العمال الكردستاني على الساحة السورية واعتقال العديد من كوادره الحزبية النشيطة وتسليمهم الى تركيا واعتقال آخرين في سجون النظام السوري على اساس التحقيق معهم وتم اطلاق سراح الكثير منهم فيما بعد
وبعد عدة سنوات بدء سنوات تأسس في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي وفي تركيا حزب السلام والديمقراطية سس في عام 2008. إلا أن عدم تجاوز الحاجز الانتخابي حال مرة أخرى دون أن يتمكن الحزب من دخول البرلمان.
ساهمت عملية السلام التي بدأتها الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني المحظور، و حزمة الإصلاحات الديموقراطية التي تتعلق بالحريات العامة وبالحياة السياسية والحزبية إلى تغيرات في الحركة السياسية الكردية. فتأسس حزب الشعوب الديمقراطي في عام 2012، ودخل الانتخابات المحلية والانتخابات الرئاسية الأولى في عام 2014.
ومع ظهور نتائج الانتخابات التي أجريت في الشهر الجاري، نجح حزب الشعوب الديموقراطي بدخول البرلمان مع تجاوزه الحاجز الانتخابي وحصوله على %13 من الأصوات و80 مقعدا في البرلمان.
شهد الحزب الديمقراطي الشعبي محاولة الانقلاب التركية عام 2016 وأشار إلى القمع السابق الذي مارسته القوى العسكرية ضد القوى الديمقراطية، وعارض الانقلاب بشدة. عقب الانقلاب، تعرض الحزب الديمقراطي الشعبي للتجاهل واستبعد من الهدنة الوطنية خلال فترة استهداف أعضاء مزعومين في حركة غولن في إطار عمليات التطهير التركية. اعتبارا من سبتمبر 2016، شرع القضاء التركي في وضع المسؤولين المنتخبين في الحزب الديمقراطي الشعبي ضمن دائرة اتهامات مكافحة الإرهاب. في نوفمبر 2016، سجن العديد من برلمانيي الحزب الديمقراطي الشعبي، بما في ذلك رؤساء الحزب المشاركون صلاح الدين دميرتاش، وفيغين يوكسيكداغ، ما تسبب في عرقلة قدرة الحزب الديمقراطي الشعبي على التواصل والحد من نشاطه . ….يتبع …..[1]