=KTML_Bold=مع أخوتنا الكرد الفيليين – شفان شيخ علو=KTML_End=
القرار الصادر مؤخراً عن مجلس الوزراء العراقي ووجوب تنفيذه من قبل وزارة الداخلية عبر
لّجنة مختصة بإزالة الاثار السيئة عن الكرد الفيليين، وذلك بتسهيل تسهيل انجاز معاملات الكرد الفيليين في مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة وفقا لأحكام المادة 12 من قانون البطاقة الوطنية، أي إعادة منح الجنسية وغيرها لهم، والتأكيد على تنفيذ احكامها بالتنسيق مع الوزارة ودوائرها والمحاكم والسلطات الصحية والجهات المختصة بالاحصاء السكاني والممثليات العراقية العاملة في دول العالم. أي كل ما يتعلق بحقوقهم المستلبة منهم منذ أكثر منذ نصف قرن، حتى قبل نظام حكم صدام البائد، قرار، وإن تأخر، هو محل تقدير، ولا بد أن أخوتنا الكرد الفيليين الذن تعرضوا لأنواع العذاب وألوان الكراهية على أيدي ممثلي نظام البعث العنصري وأعوانه، وقد دفعوا الكثير من دمائهم، وعانوا كثيراً، يشعرون الآن ببعض من الراحة، لأن هناك من قدَّر معاناتهم، واعترف بنوعية المظالم البغيضة التي ارتكبت بحقهم، رغم أن جراحهم لن تشفى أبداً. لكن القرار الصادر مؤخراً، قد يفتح بداية جديدة، لعلاقات جديدة، لأن الظلم لا يمكن أن يبني مجتمعاً، والعلاقات الاجتماعية لا يمكنها أن تستقر في مناخ الاستبداد والاعتقال التعسفي والقتل والإهانة على خلفية من اتهامات جاهزة، وهي اعتبار المعتقَل أو المتَّهم ينتمي إلى قومية أخرى، حال الكرد، والكرد الفيليين حصراً هنا.
وسجل العراق جهة المظالم أسود، في التعامل مختلف مكوناته، في ظل نظام البعث الشوفيني، بصورة خاصة، والذي نأمله هو أن يكون هذا القرار، قراراً نافذاً بحذافيره، ويكون اعترافاً بأخطاء الماضي، لأن ليس من جهة تستفيد منه، حتى أولئك الذين شاركوا في ارتكاب الجرائم السابقة، لا تبعث جرائمهم على الفخر.
نعم، فرحُنا كبير مع أخوتنا الكرد الفيليين، لأننا عشنا آلامهم وأوجاعهم، كما عشنا معاناتهم التي استمرت طويلاً، وليس هناك أي عراقي، إذا كان لديه ذرة وجدان، إلا ويعرف صور الإرهاب التي تعرضوا لها، وليس هناك من لم يقرأ أو يسمع بآلاف الشهادات التي لا زال أصحابها أحياء وكلهم جراح وآلام، وهي تؤرخ للعهد البائد، إنها شهادت حيّة، وصعب جداً حصرها، بسبب هول المعاناة ونوعيتها.
الحكومة العراقية الآن أمام التحدي، أي إذا كانت قادرة أن تلتزم بصلب هذا القرار، وأن تخفف من أوجاع أحفاد متبقيين لضحايا أخوتنا الكرد الفيليين، ولو قليلاً، وتثبت أن المهم هو كيفية الانتقال إلى المستقبل، والدخول في حياة جديدة، وهذه عملية ليست سهلة، ولن تكون سهلة، لأنه لا بد أن تكون هناك عراقيل، وربما هناك من يحاول منع تنفيذ القرار بحذافيره، بعد كل هذه السنين، وهو ما يجب أن يُحسَب له حساب .
ومن المؤكد أننا سنعيش مترقبين مع أخوتنا الكرد الفيليين، تلك الإجراءات المتعلقة بالقرار، وذلك على أرض الواقع، حيث تستعاد الممتلكات، والأموال، وتكون هناك تعويضات وبالأرقام.
إن هذه اللحظة، لحظة تنفيذ القرار، ستكون تاريخية حاسمة، وهي ، إذا نفّذت، ستكون منعطفاً نوعياً في تاريخ العراق الحديث، وباعثة على الأمل، بأن القادم سيكون أفضل وأكثر أماناً من قبل، لأن النتيجة ستكون إيجابية، وتأثيرها هذا سوف ينعكس على الجميع دون استثناء .[1]