=KTML_Bold=الدولة الفيدرالية هي الحل=KTML_End=
#بير رستم#
كتب الأخ والكاتب الآشوري؛ سليمان يوسف على صفحته الشخصية بوستاً بخصوص قضية “حارة طي” قائلاً: “العبرة من (معارك القامشلي) الأخيرة : كما كان متوقعاً للعارفين بطبيعة وخفايا النظام السوري ، تخلى النظام وبسرعة عن حلفائه من أبناء العشائر العربية المنخرطة في ما تعرف ب (قوات الدفاع الوطني) التي شكلها النظام نفسه ومدها بالمال والسلاح كقوة رديفة له . فرغم وقوع حارة طي (الخزان البشري لأبناء العشائر العربية الموالية للنظام ومعقل قوات الدفاع الوطني ) على تخوم الفوج العسكري( 154 فوج طرطب ) حيث يتمركز فيه آلاف المقاتلين من الجيش السوري والمدجج بمختلف أنواع السلاح ( الخفيف والمتوسط والثقيل ) ، هذا الفوج لم يشارك في المعارك التي جرت بين (قوات الدفاع الوطني العربية) و(القوات الكردية) والتي انتهت بسيطرة الأخيرة على كامل الحي . بدا المشهد كما لو أن ( صفقة) حصلت بين أكراد البيدا والنظام السوري برعاية وضمانة (الوصي الروسي)، اقتضت إخراج (قوات الدفاع الوطني) من الحي وتسليمه للقوات الكردية ، وهو المطلب القديم للأسايش الكردية !!!. بعد إخراج قوات الدفاع الوطني من الحي وتسليمه للقوات الكردية ، بدأ اعلام النظام يبيع، للعشائر العربية، شعارات ” المقاومة الشعبية” لتحرير المنطقة من “الاحتلال الأمريكي وحليفته قسد ” . نتمنى أن تكون معارك ( حي طي) وتخلي النظام عن أحد أهم أذرعه في القامشلي، عبرة لمن يراهن من (السريان الآشوريين والمسيحيين) على هذا النظام بالدفاع عنهم”.
كتابة الأخ يوسف دفعني لكتابة التعليق التالي له؛ “قوات قسد ليست قوات كردية، بل هي قوات مشتركة لكل مكونات الإدارة الذاتية وأعتقد من يقرأ ما بين سطورك، بل سطورك نفسها يدرك ما ترمي له من خلق نعرات قومية طائفية ضد الإدارة الذاتية”، لكن تفاجأت إلى حد ما برده الاتهامي لي ولعموم شعبنا وهو يقول: “تكررون ذات خطاب العروبيين . فكل من ينتقد نهجكم وسياساتكم من القوميات الأخرى فهو بنظركم عنصري مثير للفتنن ومسيء لكم .. النظام البعثي العروبي كان ومازال يطعم نظامه وبرلمانه وحكومته وأجهزته ببعض العناصر والشخصيات الموالية له من المكونات الأخرى الغير عربية ( كردية – سريانية آشورية – ارمنية – وتركمانية )فهل بهذا التطعيم والتجميل انتفت عنه صفة العروبة ؟؟؟ طبعاً لا .. حتى بنظر جميع الأحزاب والقوى الكردية كان نظاماً عروبياً شوفينياً دكتاتوريا … فلماذا اليوم أنتم تمتعضون من وصف ما تسمى بالادارة القائمة في الجزيرة بالادارة الكردية وبأن الأسايش وقوات حماية الشعب هي قوات كردية بامتياز .. أجزم بأنكم في قرارة أنفسكم تنظرون لها على أنها إدارة كردية و قوات كردية وانتم سعداء بهذا الوصف . كلامكم هذا وفي وسائل الاعلام هو فقط لتمرير مشروعكم القومي واجندكم الخاصة .. . ؟؟؟ كفى التخفي خلف أصبعكم … مودتي )”.
إجابة صديقنا دفعني للرد وكتابة هذا التعليق الجديد له؛ إنني لن أخفي شيئ ولا شيئ يدعوني للتخفي خلف إصبعي أو أي إصبع آخر وسآتيك من الأخير؛ المشاريع القومية لن تقدم حلول ناجعة لمشاكل المنطقة من إثنية وجغرافيات متنازعة عليها وكل منا يريد أن يقدم الوثائق بالملكية وبالتالي لا حلول أمام شعوبنا إلا خيار المشاركة والنظام الفيدرالي الديمقراطي حيث هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذ المنطقة طبعاً مع مراعاة خصوصية مجتمعاتنا والتداخلات الاثنية والمذهبية الدينية ومحاولة إيجاد صيغ توافقية من خلال نظام أقاليم ذات خصوصيات لكل كانتون، كأن يكون للآشوريين السريان مثلاً -قلت مثلاً- كانتوناً خاصاً بهم ولو في عدد من البلدات ذات الغالبية السريانية وكذلك لباقي المكونات وتعيم النموذج على سوريا عموماً، بل أزيدك من الشعر بيتاً؛ بأنني مع حق تقرير المصير وتشكيل دول مستقلة لقرية ذات خصوصية ثقافية لغوية أو دينية أو مذهبية إن أرادوا ذلك وقرروها.. وللعلم؛ النظم الأوربية -سويسرا مثلاً- تطبق ذلك ولو بدون إعلان “دولة البلدية”، كون البلدية الواحدة داخل مدينة كبيرة بعدد من البلديات، يمكن أن تعطيك الجنسية السويسرية مثالاً على حجم صلاحياتها.. والآن من منا يحمل خطاباً قوموياً صديقي.. مودتي أيضاً
فجاء الرد التالي منه وهو يقول: “ما تفضلت به هو مشروع لتفتيت سوريا … ليس من الواقعية والموضوعية المقارنة بين الشعب السويسري وأي شعب أوربي آخر مع الشعب السوري الذي مازال ولاءه للعرق والقبيلة والعشيرية والديانة والطائفة … الشعوب الأوربية قطعت شوطاً كبيراً في المدنية والحداثة والتطور وتحررت من الولاءات البدائية الماقبل الدولة ونحن غارقون في وحل الطوائف والعرق والملل والقبائل والعشائر والمذاهب والدين… النتائخ الكارثية للتجربة الفدرالية العراقية خير مثال على ما نقول … لكم الشكر”. فكان لا بد من الرد والتعليق حيث كتبت قائلاً؛ بل هي محاولة لخنق التجربة الكردية ونمو دورهم بالمنطقة حيث نعلم تماماً؛ بأن هذه الدول تقسم كردستان كجغرافيا نتيجة معاهدات واتفاقيات قديمة/حديثة ورغم ذلك فإن الحركة الكردية لم تطالب بالاستقلال -أو ما يسمونه بالانفصال- إلا حينما أدركت بأن العقلية السياسية بالعراق لم تتغير رغم تغير حكامها وإن حكام بغداد يريدون إعادة “أمجاد” صدام في القمع وإعادة الكرد “للحظيرة العراقية المركزية” وأعذرني على صراحتي التامة معك.. لك الشكر أيضاً
للأسف جاء الرد والتعليق الأخير منه كاشفاً عن فكر قوموي عنصري، بل فيه نوع من التشقي ولو أن فيها الكثير من الحقيقة بخصوص الصراعات الكردية الداخلية حيث كتب وبنوع من الغل والاستهزاء معاً؛ “أخي الكردي عن أية تجربة كردية تتحدث والاقليم مقسم بين جماعة البرزاني وبين جماعة الطالباني … وحالياً توجد مساعي لتحويل محافظة السليمانية الى اقليم فدرالي خاص يرتبط بالحكومة الاتحادية ببغداد وليس بحكومة البرزاني في اربيل”. إن الرد السابق جعلني أكتب له ما يلي: هذه مشكلتنا أخي الآشوري نحن نحلها فيما بيننا بعد أن نتخلص من “وصاية” الآخرين. طبعاً ما نأمله ونتأمله أن يتم حل الخلافات الكردية الداخلية وأن لا يتحول الإقليم لإقليمين وحتى إن حصل فلن تكون نهاية التاريخ والكرد حيث هناك تجربة الخليج والدول العربية وإماراتها ونحن الكرد لسنا بأكثر حنكة سياسية من الأخوة العرب الذين يسبقون سياسياً دولتياً بقرن كامل من التجربة والثورات العربية وبالتالي فقد ينشأ لدينا نظم وإمارات مشابهة؛ كأن نشهد “إمارة بارزان” وأخرى ل”سوران” أم مملكة البارزانيين وجملوكية الجلاليين.. أسفي على أمة هذه حال قادتها يهمهم الكرسي وليس قضاياها![1]