=KTML_Bold=تركيا و”شيطنة” الإدارة الذاتية=KTML_End=
#بير رستم#
هناك من يحاول إلقاء تبعية فشل الثورة السورية في جزء منها على عاتق العمال الكردستاني وعلاقاته مع النظام السوري وبأنه “عمل من خلال استلام المناطق الكردية على تفتيت المعارضة وطعنها من الخلف” ولهؤلاء المأخوذين ببعض المقولات المفبركة والتي هي من مخرجات دوائر الاستخبارات التركية ل”شيطنة” الإدارة الذاتية، نقول: بأن لولا تركيا وذيلية المعارضة السورية لها، لربما كانت الإدارة جزء من المعارضة، لكن وللأسف ذيلية الإخوان لتركيا ولمشروعها السياسي بالمنطقة والمعروف ب”العثمنة الجديدة”، من جهة، ومن الجهة الأخرى؛ عداء تركيا للكرد ومحاولاتها في إقصائهم ومنعهم من أن يصبحوا قوة إقليمية جديدة بالشرق الأوسط، جعل من انضمام الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي لقوى المعارضة من شبه المستحيل، أما الإدعاء بأن تلك الإدارة هي من ساعدت النظام بإفشال الثورة السورية فهو نوع من الهراء والسخف السياسي حيث وبالرغم من أن العلاقة بين الطرفين؛ “النظام السوري والإدارة الذاتية” اتسمت بنوع من المهادنة وربما التنسيق حتى في مرحلة ما وبالأخص في بدايات الحراك السوري.
لكن جميعنا يدرك ويعلم جيداً؛ بأن تلك العلاقة تعرضت لهزات كثيرة أدت إلى تغيير في سلوكيات كل طرف تجاه الآخر وصولاً للقطيعة وأحياناً للمواجهات السياسية والعسكرية وبالتالي ليس صحيحاً بأن العمال الكردستاني ساهم في إفشال الثورة السورية من خلال “ذراعه السوري؛ حزب الاتحاد الديمقراطي”، كما يدعي أصحاب تلك المقولات والتي أساساً فبركتها الميت التركي، كما قلنا، وروّجلها عبر أذرعها الإخوانية من أجل خلق شرخ بين الإدارة الذاتية والكيانات السياسية التي جسدت المعارضة، إن كان “المجلس الوطني السوري” -سابقاً- وحالياً “الإئتلاف الوطني” ولذلك أي ترديد لمثل هذه المقولات ليس إلا المزيد من الاستغباء السياسي للشارع السوري وأعتقد قد حان الوقت لتبادر القوى الديمقراطية السورية إلى تشكيل جسد سياسي ثالث تعمل على قيادة المرحلة القادمة وإنقاذ البلد من خلال دعوة كل من النظام والمعارضة التقليدية المتمثلة حالياً بالائتلاف إلى الجلوس معاً والتوافق على مشروع وطني ديمقراطي علماني تحت رعاية دولية وبذلك فقط يمكن وقف الكارثة السورية.[1]