=KTML_Bold=رؤية “مظلوم عبدي” بخصوص العلاقات الكردية=KTML_End=
#بير رستم#
أجرت “قناة روناهي” حواراً عبر الصحفية “كلستان خالد” مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية؛ مظلوم عبدي وقد وقف الأخير بشفافية وجرأة على ما تم طرحها من خلال أسئلة القناة وأعطى رؤية وطنية تتميز بالكثير من الموضوعية وروح الإخاء وصوابية الرؤية السياسية بقناعتي ولكي لا نبقى في التنظير السياسي، فإننا سوف نقدم ملخص ما جاء على لسان عبدي مع إبداء رؤيتنا وبإيجاز بخصوص ما تم طرحه من خلال ذاك الحوار .. وإليكم أهم ما جاء فيه:
“داعش لا يزال خطراً كبيراً على المنطقة. يبحث عن الظروف الملائمة للظهور بحجم خطره السابق”. وبالتالي فعلى القوى الدولية عدم الاستهانة و”ارتكاب الأخطاء” في محاربته وإلا سيعود يشكل خطراً حقيقياً ليس فقط على المنطقة وإنما العالم.
وبخصوص المحادثات الكردية قال: “المحادثات لا تزال مستمرّة، لكن منحنا فاصلاً لتلك المحادثات. وفد المجلس الوطني الكردي ذهب إلى الخارج منذ مدة، ممثل الولايات المتحدة الامريكية الذي كان يحضر المحادثات لم يكن حاضراً، لذا منحنا فاصلاً لتلك المحادثات، نحن على أمل أن تتواصل تلك المحادثات عندما تحضر تلك الأطراف” وأضاف؛ “عتقد أنّ بعض الأعمال الجيدة قد أنجزت. كانت هناك مشاكل بخصوص وحدة الكرد في روج آفا، تم تجاوز القليل منها. ما استنتجناه من تلك المحادثات أنّ الكرد لديهم القدرة على حل مشاكلهم وتحقيق وحدتهم في حال أرادوا ذلك بالفعل. كانت هناك بعض المشاكل، وبعض الموضوعات السياسية الخلافية، تم تجاوز تلك الخلافات. بخصوص مقاربتنا للنظام السوري، ومقاربتنا لبعض القوى خارج مناطق سيطرة النظام، توصلنا إلى رؤية مشتركة” وأضاف أيضاً؛ “من وجهة نظري، القضايا العالقة ليست أساسية، يمكن حلها عبر الحوار. عندما يحضر الطرفان ستتواصل المحادثات”. هنا نجد اختلافاً كبيراً مع رؤية عدد من السياسيين والقيادات الكردية التي خرجت مؤخراً -ومن الطرفين- لتزيد حالة اليأس والقنوط في الشارع الكردي ولتقول أو ما يستنتج من تصريحاتهم بخصوص موضوع الحوار الكردي؛ بأن قد “وصل للطريق المسدود”، بينما عبدي يعطي، بل يؤكد بأن الحوار سوف يستمر وصولاً لتفاهمات ورؤية مشتركة وهذا يشكل نقاط خلاف جوهرية بين من يكون ولائه وإنتمائه لحزبه وأيديولوجيته السياسية وبين من يريد أن يكون الولاء للوطن والقضية.
أما بخصوص إدارة مناطق الإدارة الذاتية فقال؛ “بخصوص إدارة روج آفا، توصّلنا إلى اتفاق. بالرغم من أنّ الاتفاق لم يطبّق فيما يتعلّق بكيفية اندماج المجلس الوطني الكردي ضمن الإدارة الذاتية، إلّا أنّنا توصّلنا إلى رؤية مشتركة”. وأضاف؛ “لا بد من التوصّل إلى اتفاق في روج آفا. هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها محادثات على أرض روج آفا. هذا تطوّر في إطار محادثات قامشلو. برأيي، الجميع مطالب ببذل المزيد من الجهود من أجل إنجاح هذه المرحلة”.نلاحظ هنا الحرص الكبير من عبدي على إنجاح الحوار وهذا ما يؤكد مجدداً رؤيتنا بخصوص مواقف الرجل وإمتلاك صفات قيادية حقيقية، بعكس الكثير من السياسيين والقيادات الحزبية داخل أطر الحركة الكردية التي تدفع بالأمور إلى المزيد من الأزمات والتعقيدات والشرخ داخل صفوف القوى الوطنية والمجتمعية الكردية.
وبصدد الخلافات الكردية ورغم أن المذيعة أخذت موقفاً منحازاً لجهة سياسية بحسب إنتماء القناة وأرادت من خلال أسئلتها أن تضع طرفاً كردستانياً تحت المسؤولية، إلا أن عبدي أكد مرة أخرى على روح الإخاء والقراءة العقلانية حيث قال: “شاركت في الاجتماع الذي عقده المؤتمر الوطني الكردي مع اتحاد البرلمانيين الكردستانيين. كردستان لم تعد تلك التي كانت قبل 20 عاماً. فقبل العام 2000 الحروب كانت تندلع بين القوى الكردية، وقوى باشور كانت تتحارب فيما بينها، كانت تندلع مواجهات بين حزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، لكن تلك المرحلة أصبحت من الماضي. القوى تغيّرت، تشكل رأي عام كردي، صار لدينا أصدقاء. لذا، لن تجد أية قوة تريد الحرب”. وأضاف؛ “خلال هذه المدّة الوجيزة التي شهدت ظهور الأزمة، لم يبد أي فرد أو تنظيم كردي تأييده للحرب. على العكس تماماً الكلّ رفض هذا الشيء. القوى والأحزاب عارضت ذلك. العراق والكثير من الأصدقاء الدوليين والإقليميين أبدوا قلقهم حيال ذلك. لم يعد هناك من يدعم حرباً من هذا النوع”. وقال أيضاً؛ “وضع من هذا القبيل سيلحق الضرر بمكتسبات الكرد. لن يتسامح الكرد مع أية قوة تدخل حرباً من هذا النوع. نحن نناضل لمنع حدوث هكذا حرب. كقوى روج آفا محاولاتنا ومواقفنا تصب في هذا الاتجاه. دعواتنا هي لحل القضايا الخلافية عبر الحوار. فمثلما تمكّن حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني من حل خلافتهما عبر الحوار على مدى 20 عاماً عليهم اتباع ذات السبيل من الآن فصاعداً. لأنّ الوضع لم يتغير. لكن إذا حاولت أية قوة بدء الحرب، كقوى روج آفا سنقف في وجهها. لن نقبل بذلك على الإطلاق. موقفنا واضح للغاية في هذا الإطار” وأستزاد في القول؛ “لن نقبل أن يفرض أي طرف أمراً واقعاً. لأنّ ذلك سيضرّ بثورة روج آفا. سيؤثّر على المكتسبات التي تحققت بدماء 11 ألف شهيد. على سبيل المثال ذكرتم المباحثات بين الكرد، هذه المباحثات ستتأثر أيضاً. من غير الممكن حصول محادثات في مكان يشهد حرباً”. وأعتقد بأن الموقف لا يحتاج إلى تعليق وتوضيح أكثر مما هو واضح حيث أخذ موقفاً كردستانياً ودون إنحياز لأي طرف حيث يجب حل كل الخلافات عبر الحوار الكردي وليس من خلال اللجوء إلى حروب داخلية وذاك ما أكد عليه أيضاً الرئيس مسعود بارزاني في أكثر من مرة.
أما بخصوص العلاقة مع حزب العمال الكردستاني فقد كان واضحاً وشفافاً حينما أجاب على سؤال المذيعة بخصوص ذلك حيث قال؛ “وج آفا بحاجة إلى جميع القوى الكردية. لدينا علاقات مع الكثير من القوى الدولية. لدينا اتفاقات معهم ونضال مشترك. لكن قوّتنا الأساسية هي قوة الكرد. قبل قدوم القوى الدولية، كانت القوى الكردية بجانبنا. قبل كوباني وأثناء معركة كوباني وبعدها، الوضع كذلك”. وأضاف؛ “في عام 2014 تم توقيع اتفاق في دهوك. كان هناك موضوع هام. وقعت حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي على اتفاقية بخصوص الوحدة الكردية. الطرفان وجّها نداء لحزب العمال الكردستاني وباشور لتقديم العون. هذا كان قراراً صائباً، وكان موقفاً طبيعياً أيضاً. لأنّ تلك القوى ليست حليفتنا فقط، هم أخوتنا، هذا شأن داخلي، نحن متحدون. القوى الكردية ساندتنا في معركة كوباني، أكثر القوى التي شاركت في معركة كوباني كان حزب العمال الكردستاني. الآلاف من مقاتلي الكريلا استشهدوا هناك”. وقال أيضاً؛ “حاربوا بجانبنا لسنوات. استشهد منهم 4 آلاف مقاتل وكانوا بجانبنا حتى النهاية. قبل ظهور داعش حاربوا جبهة النصرة والقاعدة وحموا شعب روج آفا. نحن كشعب روج آفا وكقواتها لا يمكننا إلّا أن نثني على الجهود التي قدمها حزب العمال الكردستاني. هذا الوضع يظهر حقيقة الشعب الكردي. إذا اندلعت حرب في المستقبل وتعرّضنا لهجوم من قبل أية قوة، سنطلب المساندة من القوى الكردية. وهذا أمر طبيعي للغاية”، لكن ورغم كل هذا والموقف الأخوي تجاه تضحيات العمال الكردستاني، فإن عبدي وضع حداً بين العلاقات الأخوية في التضامن والدفاع المشترك وبين قضية الإدارة والتدخلات في الشؤون الداخلية للطرف الآخر حيث قال؛ “ولكن إدارة روج آفا موضوع آخر. البعض يخلط بين الموضوعين. نحن كقوى روج آفا نسعى لتطوير العلاقات مع القوى الكردية الأخرى. لأنّنا كرد وجميعاً بحاجة لبعضنا البعض. ولكن إدارة روج آفا موضوع آخر تماماً”. وأضاف “هذا الموضوع يخصّ شعب روج آفا وإدارتها. ساحتنا مترامية الأطراف، تعادل مساحة لبنان خمسة أضعاف. يعيش ملايين الناس هنا. هناك سبع إدارات ذاتية. نصفها يتشكّل من العرب والمكونات الأخرى. لدينا إدارات وقوات الدفاع”. وأستزاد؛ “من المؤكّد أنّ شعب روج آفا سيدير نفسه. هناك الكثير من المكونات في المنطقة. ستتّخذ قرارها بنفسها. تلقي الدعم والمساندة أمر مختلف، ولكن الإدارة الذاتية أمر مغاير. نحن الآن نبحث في كيفية تطوير الإدارة. نحاول كإدارة أن نكون أصحاب قرارات كبرى. لذا، علينا عدم الخلط بين الموضوعين الذين تحدّثنا عنهما. نتلقى الدعم من القوى الكردية، ولكن إدارة روج آفا أمر آخر”. إننا لا نريد الاستزادة فيما جاء على لسان السيد مظلوم عبدي حيث جاء الموقف واضحاً، لكن فقط لنا تساءل لمن يخون العمال الكردستاني؛ ألن يخجلوا من أنفسهم وهم يسمعون بأن عبدي يقول؛ “لعمال الكردستاني قدّم 4 آلاف شهيد في روج آفا”؟!
كما أن الحوار تطرق لموضوع شائك آخر في الخلافات الكردية؛ ألا وهو موضوع شنكال حيث قال: “الحقيقة أنّ هناك علاقة خاصة بين شنكال وروج آفا. بيننا علاقات تاريخية. في عام 2014 عندما ذهنبا لمساعدة الشعب الإيزيدي قدّمنا هناك قرابة 300 شهيد. لقد أنشأنا ممّراً إنسانياً وتمكّنّا من إيصال الشعب الإيزيدي إلى المناطق الآمنة. وعليه فإنّ مستقبل الشعب الإيزيدي يعنينا أيضاً، وقد عبرنا عن رأينا حيال الموضوع للأطراف المعنية. لقد شرحنا وجهة نظرنا وموقفنا بشأن الموضوع للحكومة العراقية وكذلك للتحالف الدولي. وسوف نلتزم بهذا الموقف. لقد قلنا للجميع إنّ الشعب الإيزيدي ليس لوحده وأكّدنا ذلك للجميع. نعم شنكال هي جزء من العراق، ولكنّها تعنينا أيضاً. فقبل كل شيء من حق أهالي شنكال إدارة شؤونهم بأنفسهم. لقد تعرض شعب شنكال للجديد من المجازر، لذلك فقد فقدوا الثقة بالقوى الخارجية، وعليه فإن الصواب هو أنّ أخذ إرادة أهالي شنكال بعين الاعتبار في أي اتفاقية تخص عملية الحل في شنكال. بهذا الشكل فقط يمكن أن تحل المسألة، الأمر الذي اعترضنا عليه وعبرنا عن موقفنا بشأنه هو تهميش إرادة أهالي شنكال في هذه الاتفاقية”. هنا أبدي ملاحظة على استخدام مصطلح “الشعب الإيزيدي” حيث لم أستمع للمقابلة وأعتقد الخطأ في الترجمة وكان يجب استخدام مصطلح المكون بدل الشعب.. أما بخصوص الموقف فقد سبق وقلت كما جاء على لسان عبدي؛ بأن يجب أن يكون القرار لأخوتنا الإيزيديين في طريقة وكيفية إدارة شنكال وعموم المناطق الإيزيدية وطرحت أن يكون لهم إقليم أو إدارة خاصة بهم وكجزء من إقليم كردستان حيث يمكن أن يكون للإقليم عدد من الإدارات أو المحافظات وذلك وفق الصيغة التي يتوافقون عليها مع باقي إخوتهم في إقليم كردستان. وأضاف عبدي بخصوص شنكال؛ “من المؤكّد أن الحل ممكن عبر التوافق، لكن يجب أخذ إرادة شعب شنكال بعين الاعتبار”. وكذلك وبخصوص القوات الدفاعية الخاصة بشنكال قال: “لديهم قوات حماية، ولديهم قوى سياسية، هذه القوات تدافع عن شنكال منذ سنوات. قاتلوا ضد داعش وقدموا الشهداء، لذلك يجب الاعتراف بهم بشكل رسمي. يجب أن يكونوا جزءاً من هذه الاتفاقية. يجب أن يواصلوا الدفاع عن شعبهم. وأهالي شنكال بحاجة إلى ذلك. إذا تمّ تشكيل إدارة فيجب أن يكون أولئك الذين دافعوا عن شعب شنكال حتى الآن وساهموا في تنظيمه، شركاء في تلك الإدارة. وحتى في موضوع تعيين قائمقام لشنكال يجب أخذ إرادة أهالي شنكال بعين الاعتبار. في هذا الموضوع سنكون إلى جانب أهالي شنكال حتى النهاية. كما سنكون على الدوام إلى جانب وحدات مقاومة شنكال وإلى جانب باقي قوات الحماية”. وبقناعتي ذلك هو أفضل الحلول والمخارج للجميع واولهم لإخوتنا الإيزيديين.
نقلت الحوار من صفحة الأستاذ رياض ضرار[1]