=KTML_Bold=الخلافات الكردية.. أسباب حقيقية أم مصطنعة في دوائر الحرب الخاصة؟!=KTML_End=
#بير رستم#
فعلاً من المعيب جداً أن تكون خلافات أحزابنا على تلك القضايا المتعلقة بالتعليم ودخول بيشمركة روج أو مسألة الارتباط بأحد الأطراف الكردستانية وبالأخص شرط المجلس الوطني الكردي فيما يردده ب”فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني”، طبعاً نقول من المعيب أن تكون هذه القضايا هي ما يتحجج بها البعض كنقاط خلافية يجعلها حجة لتأخير التوافق السياسي وتشكيل مرجعية كردية رغم أن الوقت والظرف ضاغط بالإسراع في الإعلان عنها وأن يجعلنا نعيب عليهم هو أن قضايا التعليم بالأساس يجب أن لا يشكل نقطة خلاف حيث يمكن التوافق على أن تكون المناهج غير مؤدلجة وتكون اللغة الكردية هو الأساس في المناطق الكردية حيث يبدأ بها منذ السنة الأولى، بينما العربية والإنكليزية تبدآن في السنة الثالثة في حين تكون العربية هي بدل الكردية في المناطق العربية وكذلك بخصوص الأخوة الآشوريين .. أما بخصوص دخول البيشمركة فنأمل أن تتشكل قيادة مشتركة بينهم وبين وحدات الحماية تحت مظلة قسد وتكون غير خاضعة للأطراف السياسية، بل أكاديمية تدربها قوات التحالف الدولي.
وأخيراً وبخصوص موضوع الارتباط مع العمال الكردستاني -وبالمناسبة هي دعاية استخباراتية تركية لضرب مشروع الإدارة الذاتية- ومن يرددها من الكرد فهو يردد مقولات تركيا ضد شعبنا وخاصةً من طرف محسوب تماماً على أطراف ليست فقط كردستانية، بل إقليمية معادية للكرد وقضاياهم وفعلاً ما يدعونا للإستغراب هو أن يطالب الأخوة بالمجلس الوطني بفك الارتباط في حين هم لا يأخذون أي قرار من دون مشورة الحزب الديمقراطي الكردستاني، فلما تحرمون على الآخرين ما تحللونه لأنفسكم ومن يتحجج بقضية الإرهاب فهو الآخر يعيد ما تروجه دوائر الحرب الخاصة في تركيا حيث نعلم بأن وضع حزب العمال الكردستاني من قبل بعض الدول -وليس كلها- جاء نتيجة مصالحها مع تركيا وليس كنتيجة لواقع على الأرض حيث نعلم بأن الكردستاني أبعد من هكذا تهمة ومن يتحجج بأن ذاك مطلب أمريكي فهو يخادع نفسه ومن دون أن يقدر على خداعنا؛ كون الأمريكان على علاقة طيبة مع الإدارة وهم يعلمون أكثر من الجميع بعلاقة هذه الأخيرة والعمال الكردستاني وبأن أغلب كوادرها -إن لم نقل كلهم- خريجوا تلك المدرسة السياسية فلا تتحججوا بمقولات لا تقنع أحداً
وبالأخير نقول؛ نأمل من كل الأطراف التفكير بشكل جاد في تجاوز هذه العتبات “الخلافية” والتي أغلبها مصطنعة أو على الأقل مبالغ بها!
كلمة أخيرة لا بد منها؛ هكذا وبعد أن وقفنا على نشأة الترجمة وأهميتها ودورها في تلاقح الحضارات وتطورها وتطور لغاتها وثقافاتها.. فإننا نحن الكرد كشعب وثقافة ولغة وحضارة وإن أردنا بحق تجاوز مرحلة العطالة -ليست فقط العطالة السياسية- بل كذلك الثقافية الحضارية، فلا بد من حركة ترجمة نشطة ومدعومة من قبل المؤسسات الكردية وبالأخص في الإقليمين الشبه محررين -ونقصد بهما كل من إقليم كردستان (العراق) وروجآفاي كردستان (سوريا)- وإلا فإننا سوف نعيد “اجترار” الماضي مع تقديرنا لكل الجهود الفكرية والثقافية الحالية والقديمة التي تحاول المساهمة في إنتاج حالة ثقافية معرفية، كون وكما رأينا؛ بأن نهوض أي حضارة ما يقف على أهم ركيزتين: “إحياء التراث والترجمة عن الثقافات الأخرى” حيث الاهتمام بالتراث فقط يعني إنتاج القديم وتدويره ولا يعني ذاك تطويره، كون الأخير يحتاج إلى تلاقح الثقافات لإعطاء صنف ونوع جديد أكثر قدرةً على الحياة والبقاء.. فهل نشهد من تلك المراكز الكردية اهتماماً جاداً بهذا الحقل الثقافي المعرفي الأهم وبمن يعمل بها وبفتح مراكز تدريبية للترجمة والاهتمام بها وبمن يعمل بهذا الحقل الثقافي المؤسس لحالة حضارية أكثر رقياً وتطوراً .. نأمل أن نلقى الإجابات الوافية أو على الأقل نكون ساهمنا بطرح القضية ليأتي من يعطي الاهتمام لها حيث دونها سيعاني مجتمعنا الكردي من حالة عطالة شبه مستدامة وللأسف.
فقرة من بحث بعنوان؛ “الترجمة.. حاجة إنسانية وضرورة معرفية حضارية” سوف ينشر قريباً في مجلة “شرمولا” ونأمل أن نساهم في دفع الجهات الكردية للاهتمام أكثر بهذا الجانب الحيوي في حضارة أي شعب.
شعب يتعرض للإبادة الحقيقية وليس فقط الترحيل والتغيير الديموغرافي وهي جرائم حرب كاملة المواصفاة وبعد كل ذلك يأتي من يجب أن يكون ناطقاً باسم حقوق الإنسان ليقول: “قد يرقى إلى جريمة حرب” .. يلعن أبو المصالح الدولية على أبو ترامب على أبو شركات السلب والنهب -ليس فقط لموارد الطاقة- بل للأخلاق والمبادئ أيضاً!
نقول مبروك للشعبين العربي واليهودي -أبناء العمومة- على توقيع اتفاقيات السلام بينهم وعلى أمل تغيير الأنظمة الغاصبة لكردستان -عقليتهم السياسية- وبالأخص النظامين التركي والإيراني لنقوم بتوقيع اتفاقيات السلام نحن الكرد أيضاً مع أبناء عمومتنا الإيرانيين والآخرين وحينها فقط يمكن أن تعم منطقة الشرق الأوسط بالسلام وتكون البداية الحقيقية لتآخي الشعوب وانطلاق سكة التطور والتنمية في مناطقنا حيث الحروب لم تجلب السلام والأمان يوماً وتكفي شعوبنا ما عاناه سابقاً من كوارث ومآسي وقد حان الوقت لنمد أيدينا للسلام الأخوي بين الأمم والشعوب على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، فهل تكون اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية بداية حقبة تاريخية جديدة بالمنطقة .. نأمل ذلك بحيث تصبح قاعدة سياسية وأخلاقية لكل القوى والدول والحركات ونشهد شرق أوسط جديد قائم على مبادئ التعايش والتكافؤ والحقوق المتساوية لكل مكوناتها وإلا فدونها المزيد من الدماء والدموع والمآسي ونأمل أن يصبح الصراع العربي الإسرائيلي والذي يمتد لأكثر من قرن درساً لنا جميعاً؛ بأن الحروب لا تجلب لنا سوى الدمار، بينما السلام سيحقق الإزدهار للطرفين .. فصباح السلام والمحبة لكل محبي السلام بين الناس.
[1]