=KTML_Bold=جواد ملا: لماذا كل هذا الظلم والعدوان المحلي والاقليمي والعالمي على شعب كوردستان؟=KTML_End=
جواد ملا
مع كل ما اعانيه من آلام تدهور حالتي الصحية إلا ان الآلام التي اصابتني من احداث جنوب كوردستان كانت اكبر واعظم… وكم كنت اتمنى الآن ان اكون في جنوب كوردستان لأقوم بواجبي الوطني الذي لم اتردد في ادائه حتى في اصعب المراحل التي مرت على كوردستاننا الحبيبة ولكن صحتي لا تساعدني للسفر بأي وسيلة كانت حتى لم أعد اقوى على الكتابة ايضا ولكني اجبرت نفسي لأكتب حول ما يجري اليوم في جنوب كوردستان في هذه السطور:
اني ضد النازية الهتلرية لأنها ادعت ان الشعب الالماني هو الافضل والاحسن والمميز عن باقي امم العالم…
وكذلك اني ضد النازية الهتلرية لأنها أزهقت ارواح ما يزيد عن 55 مليون من البشر وفي منتهى الوحشية…
واني ضد النازية الهتلرية ايضا لأنها احتلت معظم بلدان العالم بدون وجه حق ودمرت مدنها وحضاراتها…
ولكن النازية الهتلرية مع كل مبادئها المقززة للنفس البشرية وافعالها البعيدة كل البعد عن الانسانية إلا انها وجدت دولا عظمى تدعمها مثل ايطاليا واليابان وغيرهم…
ولقد رفض الشعب الكوردي احتلال كوردستان بثورات وانتفاضات متلاحقة كانت ابرزها مملكة الشيخ محمود الحفيد في جنوب كوردستان 1919-1924 ودولة كوردستان في جبال أرارات 1927-1930 وجمهورية كوردستان في مهاباد 1946 ولم يكن اعلان رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني لاجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر 2017 من اجل استقلال كوردستان اقل شأنا… لأن هذا الاستفتاء ان كتب له التنفيذ أو لو لم يحالفه التنفيذ ايضا لأنه يعتبر وثيقة تاريخية لا تقل شأنا عن معاهدة سيفر التي اعترفت بإستقلال كوردستان في العام 1920 ونقطة تحول بارزة في تاريخ القضية الكردية الحديث وسوف تضع مسألة استقلال كوردستان على الطاولة بعد ان كانت مشبعة بالغبار على الرفوف وبالتالي فإن مسألة الاستفتاء ستضع بصماتها على مستقبل المنطقة كلها… كما وضعت الشعب الكوردي كله وفي كافة اجزاء كوردستان على بداية طريق استقلال كوردستان وسيفرض ظلها على سياسات دول إقليمية وعالمية تؤدي في النهاية الى اعلان الدولة الكوردية عاجلا أم آجلا…
ولمجرد ان قال الشعب الكوردي كلمته في استفتاء 25 سبتمبر 2017 من اجل استقلال كوردستان اعلنت دول الكرة الارضية كلها حربا عالمية قذرة على كوردستان مع ان الاستفتاء هو عملية ديمقراطية وحضارية واسلوب سلمي من حق كافة الشعوب ان تمارسه… كما ان دستور الامم المتحدة والقوانين الدولية تمنح حق الاستفتاء ايضا… بالرغم من ان الشعب الكوردي لم يقترف اية جريمة نازية هتلرية بل بالعكس ان الدول الاقليمية التي احتلت كوردستان منذ نهاية الحرب العالمية الاولى بموجب اتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان الاستعمارية إلا انه وقع في فخ ألاعيب السياسة… اذ انهم بالاضافة الى احتلالهم كوردستان بغير وجه حق وبدون اخذ رأي الشعب الكوردي قامت هذه الدول المحتلة بأبشع المجازر والابادة الجماعية على مرأى ومسمع دول العالم ومنظماته التي لم تحرك ساكنا او تعترض عليها -كما اعترضت على الاستفتاء- كضرب مدينة حلبجه بالاسلحة الكيميائية المحرمة دوليا في 16 آذار 1988 ولكن حينما ضرب العراق مصالح الدول الكبرى في احتلاله الكويت في العام 1990 بدأت الدول الكبرى والامم المتحدة تتحدث عن جرائم العراق في الكويت وبالجملة تتطرقوا الى ذكر ضرب مدينة حلبجه بالاسلحة الكيميائية وتم ذلك بفضل احتلال الكويت وبعد مرور عدة اعوام عليها… وهناك من الجرائم التي اقترفتها الدول التي تحتل كوردستان ولكن دول العالم ومنظماته لم تأت على ذكرها حتى بعد احتلال الكويت ايضا كضرب منطقة درسيم بالاسلحة الكيميائية وحرق سكان جميع قرى وادي زيلان في شمال كوردستان بالمواد الحارقة التي ألقتها عليهم طائرات النظام التركي… وحتى خمسينات القرن الماضي كان النظام التركي يمنع الصحفيين او السياح من زيارة وادي زيلان لأن آثار الحروق كانت لا تزال واضحة على الحجر والشجر… كما ان حرق النظام السوري لأكثر من 380 طفل كوردي في سينما عامودا في العام 1960 ومسلسل الاعدامات والاغتيالات لشعبنا الكوردي وقياداته في شرق كوردستان لم يتوقف نهائيا غيرها من المجازر التي لا تختلف كثيرا عن المحارق وافران الغاز النازية في شئ… ولم يسعى الشعب الكوردي للرد على هذه الجرائم وعن فعل هذه الموبقات في عواصم الدول التي تحتل كوردستان لأن للشعب الكوردي حضارة وثوابت بعيدة كل البعد عن فلسفة الاحتلال وغزو بلاد الآخرين وينأى بنفسه حتى بمعاقبة المجرمين والقتلة الذين كانوا ولا يزالون يعيثون في ارض كوردستان فسادا ويقتلون اطفال الكورد ويدمرون قراهم… وقد كنت في زيارة المرحوم الجنرال مصطفى البارزاني في مقر قيادته في ديلمان في نيسان 1972 اي بعد محاولة صدام حسين لإغتيال البارزاني وإلتقيت بمجموعة من الكورد الفدائيين الذي ابدوا استعدادهم للقيام بإغتيال صدام حسين ولكن البارزاني رفض وقال لهم ان قبلت فلن يكون هناك فرقا بيني وبين المجرم صدام حسين…
وان الدول الكبرى والمنظات الدولية التي اوكلت وفوضت الدول الاقليمية بعد الحرب العالمية الاولى على احتلال كوردستان ولا تزال هي نفسها تدافع عن صنيعتهم الدول التي تحتل كوردستان الى يومنا هذا فالعراق دولة صنعتها بريطانيا ولم تكن كوردستان ضمن العراق في اية حقبة تاريخية ولكن بريطانيا فبركت دولة العراق ومن ضمنها كوردستان كما فبركت العديد من الدول على حساب حرية واستقلال شعوبها الاصلية فالباكستان مثلا التي لم تكن موجودة لا في التاريخ القديم ولا الحديث وفي الاصل لا يوجد شعب اسمه الشعب الباكستاني ففي الباكستان عدة شعوب اصلية وتاريخها يعود الى آلاف السنين مثل الشعب البلوشي والسندي والسيخ البشتون وغيرهم من الشعوب التي تم مسحهم عن الخارطة السياسية كالشعب الكوردي والآرامي والقبطي والامازيغي والنوبي وغيرهم ولكن لا بد من ان يأتي يوم الحرية والخلاص من هذه الدول المصطنعة التي بنت سيادتها وحدودها على حساب حرية واستقلال الشعوب الاصلية الممنوع عليهم اعلان استقلالهم بأنفسهم من طرف واحد.
بالرغم من ان العديد من الشعوب قد حصلت على استقلالها من طرف واحد وبدون موافقة الطرف الآخر المحتل لبلادهم مثل استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبيلاروسيا ومولدافيا واوكرانيا وجورجيا وارمينيا واذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان واوزبكستان وسلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك ومونتينيغرو وكوسوفو ومقدونيا وغيرهم إلا ان الشعب الكوردي وغيره من الشعوب التي تم مسحهم عن الخارطة السياسية غير مسموح لهم الاعلان عن استقلالهم من طرف واحد ويجب عليهم الحصول على موافقة الدول التي تحتل بلادهم وهذا لا يمكن تحقيقه لأن الدول التي تحتل بلادهم وبالاخص التي تحتل كوردستان ليست رافضة لاستقلال كوردستان من اجل اطماعها في خيرات كوردستان فحسب بل لأن الدول التي تحتل كوردستان دولا وحشية وعنصرية عدوانية قوميا ومذهبيا…
وعلى اساس ما سبق من السياسة الاقليمية والعالمية الرعناء تجاه وطني كوردستان وغيره من الشعوب اعلن اني لم اعد أؤمن بالعالم الحر وبديمقراطيته المزيفة وانسانيته اللا انسانية كما ان قوانين الدول المتحدة وليست الامم المتحدة التي لم تعد صالحة لهذا الزمان لأنها قد تم كتابتها في زمن الحرب الباردة فيما بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي… ومن هذا المنطلق أنها ضد استقلال كوردستان وتدعم بشكل سافر ووقح استعباد شعب كوردستان وغيره من الشعوب التي ظلمها التاريخ وتدعو الى حرمانهم من ابسط الحقوق الديمقراطية والانسانية والمدنية في استعمال الفيتو… فإستقلال جنوب وشمال كوردستان يواجه الفيتو الامريكي واستقلال غرب وشرق كوردستان يواجه الفيتو الروسي… واني ادعو الشعب الكوردي وكذلك باقي الشعوب التي تناضل من اجل حريتها توحيد قواها وتغيير سياستها وفي مقدمتها عدم الوثوق بكل من يبتسم لهم او ان يقول لهم مرحبا وان تكون ممارساتهم من اليوم فصاعدا كممارسات النازيين والعنصريين فلربما نجد حلفاء كحلفاء النازية الهتلرية ليس من اجل تفضيل شعبنا على غيره من الشعوب ولا من اجل قتل ملايين البشر او احتلال وغزو بلاد الآخرين بل من اجل ان نجد حلفاء ليعيش شعبنا الكوردي وبقية الشعوب التي ظلمها التاريخ احرارا بسلام وأمان على ارض اوطاننا المنهوبة والمحتلة من قبل حثالة البشر….
وليس غريبا لان الصراع بين الاخيار والاشرار مستمر منذ بداية الخليقة على وجه الارض ولكن في النهاية سينتصر الاخيار ويسود الامن والامان والسلام في كل مكان ومن ضمنهم كوردستان.
ان الله يمهل ولا يهمل ولا بد من اعلان استقلال كوردستان مهما كره الكارهون المستعمرون وعملائهم.
عاشت دولة كوردستان حرة مستقلة.
[1]