=KTML_Bold=جمال مرعي : المثقف الكوردي=KTML_End=
يقول غرامشي في المثقف :
ليس ذلك الشخص الحامل لثقافة معينة أو حمولة معرفية في مجال ما، بقدر ما هو ذلك الشخص المتشبع بفكر التنوير والقيم الإنسانية، ويمتلك الوعي الجماهيري و بأكثر القضايا حساسية ومصيرية
المثقف هو صوت الشعب وعينه التي ترى ما يحدث على الصعيد المحلي و الإقليمي و الدولي، سواء أكانت أحداثا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهو الذي يمتلك أفكاراً واضحة يسخرها في خدمة المجتمع، ملماً بكافة العلوم النظرية والعلمية ومتعمقاً في بطون الكتب بأنواعها، ويوضح الحقائق ويحللها من أجل الوصول إلى الحقيقة، كما أن للمثقف دور فعال، ويتسم بروح المسؤولية وحب وطنه وارضه وشعبه، ويحمل أفكارا متجددة نحو الأفضل من أجل إظهار الحقيقة والمعرفة والتأثير في المجتمع من أجل التغيير والإصلاح وتوعية المجتمع وحمل همومه وفهم إشكالياته المتعددة، خصوصاً في عصر الاتصالات والمعلومات، والدور الهام للإعلام، مختصراً دوره التنويري، وأن يكون ابن بيئته متواضعا محتكا بظروف المجتمع وسلوكياته ، والحرص الدائم على إبداع الطرق والوسائل التي يمكن اتباعها في سبيل خدمة المجتمع رافضا الاستبداد والاضطهاد، وكشف ما هو مزيف وباطل، و الابتعاد عن روح المنافسة أو زرع الحقد بين الفئة المثقفة نفسهم، ليكون همه مقاومة الظلم والفساد وعدم المساومة على القيم والمبادىء، وإخماد النار لاتأججها، لإن المثقف هو ضمير المجتمع وهو المبدع المبتكر وصاحب الأفكار الجديدة، وأن يتصدى لدعوات الانقسام والتشرذم، لأننا نعيش في ظل ظروف حساسة متغيرة،و أعداء الكورد كثيرون و متربصون بنا، فيتوجب على المثقف عدم الانجرار أو الاستدراج نحو الانقسام والتفكك الذي يحاول عدو الكرد ترسيخه، فأعداؤنا يستخدمون شتى الوسائل من أجل تحقيق أمنياتهم، بتمزيقنا وتحطيمنا وتفريقنا، ونكتشف في النهاية أن الخاسر الوحيد هو نحن الكورد، وبرغم الصعوبات التي مر بها المثقف الكردي وخاصة في ظل ثقافة القهر والانصهار وثقافة إنكار الهوية الكوردية انكاراً كلياً، وفي ظل الاستبداد والقمع والسجون من أجل الكلمة الحرة أو إحلال ثقافة الرأي الآخر. ومهما كان من أمر أوظرف وواقع مر، يجب أن لايبقى المثقف بعيداً عما يجري، والاهتمام بالأحداث كافة وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة من التطورات والأحداث الساخنة محلياً واقليمياً ودولياً وأن يلعب دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر، وينبغي أن تكون للمثقف رؤية واضحة من أجل توحيد الصف الكردي وخطابه السياسي والفكري، و يبادر دوماً بفتح صفحات بيضاء بشكل ايجابي من أجل تغيير الواقع، لأن الشعوب لاتنهض إلا عن طريق أصحاب الفكر والإبداع والثقافة التنويرية التي لها أكبر الأثر في تغيير المجتمع، والوقوف على ثوابت حقيقية والخروج بالمجتمع من الأزمات، لا تفاقمها، واستخدام لغة العقل ونبذ لغة العنف والاتجاه نحو وحدة شعبنا وزرع ثقافة الحوار والأخوة بين الجميع.
ساحة المثقف واسعة وكبيرة ومتنوعة، لذلك عليه أن يناضل من أجل الجغرافية والتاريخ واللغة والاقتصاد والثقافة والهوية والتراث، لذلك نقول بصراحة ووضوح إنه صراع بين الكردي والآخر الذي يريد طمس هويته وتشويه تاريخه0[1]