عنوان الكتاب: آفاق كونفدرالية (حوارات مع مراد قره يلان)، حوارات 2006
اسم الكاتب: #بولات جان# ، نسرین محمد
مكان الأصدار: قامشلو
مؤسسة النشر: AVA
تأريخ الأصدار: 2022
رقم الطبعة: الأولی
آفاق كونفدرالية: صفحات من نضال غربي كردستان/ حوارات مع مراد قره يلان.
طرح (الكونفدرالية الديمقراطية) كمفهوم معاصر يمتلك قدرة الاتساع ويدعو إلى التمحور حوله، مما يتطلب بالضرورة التوقف عند شطري المصطلح من أجل استيعاب دلالاته ومحدداته فالكونفدرالية تختلف هنا عن المعنى والدلالة اللذين أفرزهما المفهوم سابقا وأُشيعا في الانسكلوبيديا وأوراق السياسة والسوسيولوجيا، صحيح إنها تعني الاتحاد ،إلا أن الاختلاف الجوهري يتجلى في نوعية الاتحاد وأطرافه وعلاقاته، فهنا يمثل المعنى اتحاد منظومات مجتمعية بعيداً عن المزايا والخصائص الدولتية ويمثل تحديدا اتحاد تنظيمات الشرائح الاجتماعية مثل الشبيبة والمرأة والعمال والفلاحين والمثقفين، في شكل علاقات حرة طوعية فلا دين غالب على دين ولا أثنية على أُخرى وهكذا دوليك، لاريب أننا نعيش في فترة زمنية تشهد صراعا حادا بين القديم والجديد، وإنها تمثل الجسر الواصل بين الحضارة القديمة والحضارة الجديدة ،وتعتبر في بنيويتها مرحلة انتقالية لما تقتضيه الضرورات الفلسفية من قيام الوحدة المؤقتة للقطبين، القديم والجديد، وقد أطلق عليها المفكر عبد الله أوجلان تسمية عصر الحضارة الديمقراطية، إن إفلاس النماذج الدولتية في نهاية القرن العشرين ووصولها إلى انسدادات عميقة جعل الديمقراطية تمثل الحل التوافقي لتسيير دفة الأمور ناهيك عن انتصارات الثورة التقنية الكبرى التي برهنت على أن الديمقراطية هي أفضل نظام يمكن أن يحقق التطور، ذلك التطور الذي قدم إمكانية إزالة الكثير من الظواهر الاجتماعية، التي خلقتها الثورة التقنية السابقة كالدولة الوطنية والحدود والمجتمع الطبقي، حيث قدمت التقنية شروط النفي للمظاهر الاجتماعية السابقة سيما المجتمع الطبقي حيث التقنية ترغم على التحول إلى المجتمع المهني كطرح اجتماعي جديد، فلذلك فإن طرح مفهوم الكونفدرالية المجتمعية هو الأساس الذي يواكب نتائج الثورة التقنية العالمية وتعزيزاً لمقومات المرحلة الانتقالية – مرحلة الحضارة الديمقراطية.
هذا الكتاب يعتمد أساسا على الجهد المنطوي على توضيح فكرة المفهوم وآفاق التطبيق الممكن والواقعي له، ولذلك نرى كثافة الطرح الموجه إلى أقليم غربي كردستان من أجل تنقية المناخات مما علق بها من رواسب التجربة الماضية، وصولا إلى مد جسور العلاقات المتينة في إرساء اتحاد المنظومات الكردستانية كنواة أولى ينطلق من خلالها إلى نشوء اتحاد منظومات الشرق الأوسط عموماً..
[1]