=KTML_Bold=خالد عمر: لا للاقتتال الكردي-الكردي=KTML_End=
” لا للاقتتال الكردي-الكردي ” عبارة نكاد نسمعها من أغلبية أبناء الشعب الكردي في كل أماكن تواجدهم في الوطن والمهجر, ومن مختلف الانتماءات والتوجهات السياسية الكردية ويأتي هذا الموقف من موروث ثقافي هو أن إحدى المسائل التي تميز الشعب الكردي هي “وحدة الألم” أي أن هذا الشعب تعرض على مر التاريخ للتصفية الجسدية والثقافية على يد القوى الغاصبة لكردستان التي تم تقسيمها بإرادة دولية بين سلطات تلك القوى, أي أن المجازر والإبادات التي تعرض لها الكرد وعمليات الإقصاء والمعاملة الاستثنائية السلبية التي عانى منها الكرد يجب أن تتحول إلى عامل توحيد يؤدي إلى مجموعة ثوابت أحدها وأهمها هو أنه لايجوز للكردي قتل الكردي مهما كان السبب, ورغم أنه شعور صادق جداً وأمنية للجميع إلا أنها بقيت في إطار التمنيات الغير متحققة بدءاً من عمليات القتل الفردية إلى عمليات القتل الجماعية؛ ماذا نسمي قتل شخص كردي لآخر كردي بدافع من دوافع القتل؟ كالقتل من أجل السرقة أو القتل انتقاماً أو القتل غسلاً للعار كما هو دارج في المجتمعات الشرقية عامةً, أليست اقتتال وقتل كردي-كردي, فهناك الآلاف ممن اقتتلوا وقتلوا بعضهم على مستوى الأفراد والعشائر ولم نرَ أحد ينظر إليها على أنها قتل كردي-كردي أو قام يندب وينوح ويقول يا أسفي على ما يحصل كيف لكردي ان يقتل كردياً؛ ثمّ لماذا نكون مثاليين بهذا الشكل المطلق, فببساطة لو أن أي فرد – حتى وإن كان مذنباً – تهجم عليه شخص آخر يريد قتله فإنه سوف يدافع عن نفسه وسيسعى لكي يقتُل قبل أن يُقتَل حتى لو كان المهاجم هو أخوه, وهذا أمر غريزي في كل البشر بل وحتى في الكثير من الحيوانات, ثم أن الدفاع عن النفس مسألة معروفة في كل البلدان وأقرت بها كل الشرائع السماوية والوضعية سواءاً كان هذا الدفاع على مستوى الأفراد أو على مستوى المجموعات مهما كبرت أو صغرت تلك المجموعات.
فيما يتعلق بالحادثتين التين حصلتا مؤخراً في شنكال وحتى نكون عادلين في تقييمنا وكذلك حتى نكون منطقيين في ذلك, فإن الكثيرين ممن عَلَت أصواتُهم بحرمة دم الكردي على الكردي كان هدفهم في الأساس هو التغطية على العملية الجبانة التي قامت بها مجموعات من (مرتزقة لدى المرتزقة) والتي كانت نتيجة الأولى منها سبعة شهداء ممن كان ولا يزال وسيبقى رفاقهم مستعدين لأن يضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن شنكال وهولير والسليمانية وقامشلو وكوباني وآمد ونصيبين ومهاباد, وكان منهم من حاولوا بصدور عارية أن يحولوا دون حدوث ذلك وكل العالم شاهد على ذلك, والثانية كانت هجوم هؤلاء المرتزقة على متظاهرين سلميين مدنيين من أبناء المنطقة لتكون النتيجة أن تستشهد إعلاميةٌ ويُجرح الكثيرون, ما الفرق في الحادثة الأولى بين داعش وبين هؤلاء المرتزقة, وما الفرق في الحادثة الثانية بين النظام الاستبدادي الدكتاتوري وبين هؤلاء المرتزقة.
لقد وصلت حالة انعدام الأخلاق لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مستوى ملحوظ جداً من الانحطاط ولا أسف عليه فقد اختار طريقه بنفسه, ولكن الأسف على البعض من الشعب ممن وضعوا وجدانهم وضميرهم وكرديتهم جانباً, ألا يتحرك فيهم القليل من الإحساس إزاء تحالفات هذا الحزب مع الدولة التركية من أجل قتال وقتل الشعب الكردي والوقوف أمام سعيه لنيل حقوقه, وهذا غيض من فيض أمام سلبيات هذا الحزب خلال مسيرته التاريخية منذ تأسسه وإلى يومنا هذا.
يبقى أن نقول بأنه إذا استمر هذا الحزب في نهجه في محاربة القوات الكردية في جميع مناطق وجودها فلا يعتبر أحد هذا اقتتالاً كردياً-كردياً بل اقتتالاً بين الكرد وأعدائهم.
[1]