=KTML_Bold=الدولة الكوردية.. إعتراف الآخرين هو تحصيل حاصل=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 5022 – 2015-12-23 – 22:49
المحور: القضية الكردية
بعض الإخوة والزملاء ومن باب الإجتهاد السياسي _ولا أريد أن أقول؛ الحقد الحزبي_ فقد رفضوا مقولة؛ أن تعترف كل من تركيا والسعودية بالدولة الكوردية القادمة وذلك لما للدولتين من تاريخ سيء في مشاركتهما في الكثير من أحداث المنطقة، كمشاركة السعودية في المعارك الجارية في اليمن وكذلك دعم تركيا للمجموعات المسلحة في سوريا وقلقها الشديد من إنتقال موجة التحرر الكوردي ومشروعهم السياسي في الإستقلال إلى داخل تركيا _وهو موجود أصلاً_ حيث الصراع ومنذ سنوات بين العمال الكوردستاني والحكومات التركية .. وأضافوا؛ بأن السعودية لم تعترف يوماً بالكورد وأن العقل والمنطق يقول: “إنها لن تعترف” بهم يوماً وأكدوا على أن كل هذه الضجة الإعلامية ليس إلا ترويجاً وفبركة وذلك من أجل “التغطية على جرائم البلدين السعودية وتركيا ضد شعوب المنطقة” والسكوت عن التنديد بها من قبل حلفائهم في المحور السني وذلك في إشارة واضحة إلى إقليم كوردستان (العراق).
بل هناك من صرح بها وقال؛ بان المحور السني يريد أن يورط البارزاني بمعارك طائفية مذهبية في المنطقة .. إنني أقول لكل هؤلاء الإخوة والأصدقاء؛ بأن تركيا والسعودية سوف تعترفان بالدولة الكوردية بحكم مصالحهم الإستراتيجية، وإفشالاً للمشروع الإيراني الجيوسياسي في منطقة الشرق أوسط ولحجم الصراع التناحري بين المحورين الطائفيين حيث إن دققنا في قراءة التاريخ الإسلامي وحجم الصراع بين المذهبين الشيعي والسني سوف نجد بأن كل محور سيعمل على إفشال مشاريع الآخر ولو بتقديم بعض التنازلات والتضحيات. وبالتالي فإن كل من السعودية وتركيا لن تترددا على إفشال أي مشروع إقتصادي وأمني لإيران في المنطقة، إن كانتا لهم المقدرة على تنفيذ ذلك .. وأما بخصوص معاداة السعودية للعمال الكوردستاني فهي جاءت لتشكيل محور سني مع تركيا؛ بمعنى إرضاءً لتركيا وليس لعداء مع الكورد أو حتى العمال الكوردستاني حيث خطاب السعودية من العمال الكوردستاني تغير بعد التحالف الجديد مع الحكومة التركية وذلك بعد أن كان خطاباً معادياً في أعقاب الصراع على النفوذ في مصر بين مشروع تركيا الإخواني والذي نافسهم السعوديين في دعمهم للعسكر وحكومة السيسي الإنقلابية.
وأما بخصوص السكوت عن الجرائم والتنديد بها؛ غن كانت جرائم السعودية في اليمن وداخل السعودية نفسها بحق النشطاء من الفعاليات المدنية أو تلك الجرائم البشعة للدولة التركية بحق شعبنا الكوردي وخاصةً الأخيرة في مدن الإقليم الشمالي من كوردستان، فأعتقد بأنها وللأسف سياسة متبعة من الجميع؛ دولاً وأحزاب وذلك بحسب مقتضيات مصالحهم ومصالح أحزابهم وأجنداتهم السياسية، بل يمكن للبارزانيين أن يردوا الحجة ويقولوا؛ بأن العمال الكوردستاني أشعل هذه الحرب وذلك للتشويش على إعلان الدولة الكوردية أساساً والتي باتت _وبقتاعتي؛ أي ولادة الدولة الكوردية_ مطلباً وحاجة دولية وليس فقط مشروعاً كوردياً أو إقليمياً .. وأخيراً؛ أرجو أن لا ننسى بأن الكل يعمل وفق مصالحها وأن إيران لن تكون راعية للمشاريع الديمقراطية في المنطقة ورغم ذلك علينا أن لا نُحمّل الآخرين إتهامات بالتآمر على مشاريعنا السياسية حيث كل طرف يعمل وفق مصالحه وأجنداته السياسية .. مع التمنيات للمشروعين الكورديين بالتوفيق والنجاح.
وآخر الكلام؛ لنعمل على مشروعنا السياسي بإخلاص وجدية حيث عندها سوف نجد بأن الآخرين يوافقوننا عليها .. وأعتقد أن هذه هي السياسة العملية/ البراغماتية هي المطلوبة لنجاح أي مشروع حيث يكون إعتراف الآخرين أو رفضهم هو تحصيل حاصل لمشاريعنا .. ومن يستغرب إعتراف السعودية _أو حتى تركيا_ بالدولة الكوردية القادمة، فليراجع التاريخ قليلاً فإنه سيجد إعتراف المملكة العربية السعودية بحق اليهود في إقامة دولتهم المستقلة حيث تقول لنا الوثائق التاريخية، وتحديداً وثيقة الإتفاقية المعروفة بأسم “اتفاقية فيصل وايزمان 1919” تقول في فقرتها الثالثة ما يلي: “عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917” وحيث نعلم جميعاً بأن وعد بلفور؛ هو قيام دولة إسرائيل على أرضهم التاريخية .. وبالتالي: فمن يعترف بحق اليهود في إنشاء دولتهم التاريخية، لن يرفض الإعتراف بقيام دولة كوردستان وذلك إن أقتضت المصالح وإرادة الدول الكبرى.
[1]