=KTML_Bold=المجلس الوطني الكردي .. يحتاج إلى رافعات سياسية أخرى=KTML_End=
#بير رستم#
إن السياسة تبنى على الواقعية والقراءات الموضوعية وليس على الأماني والأحلام وإن كانت تلك تشكل النواة الجنينية لأي مشروع وقضية سياسية وطنية، أما أن تكتفي بالأحلام والأماني فغن خطابك لن يختلف عن خطاب شاعر رومانسي وليس سياسي براغماتيكي .. وهكذا يمكننا القول بأن مطالبة المجلس الوطني الكردي التخلي عن سياسة البيانات والندوات والاستجداء من الآخرين، ومن وراء الحدود، والعودة للساحة والقيام بدوره الوطني والكوردستاني؛ ليكون شريكاً حقيقياً مع حركة المجتمع الديمقراطي (TEV_DEM) في ساحة روج آفاي كوردستان، هي مطالب محقة وضرورية ولكنها لا تخرج عن إطار الأماني والمشاريع المستقبلية، بل ربما هي مقدمات ضرورية للنهوض بدور ومكانة وفاعلية المجلس في السياسة الكوردية، لكن ذلك يتطلب أيضاً برامج سياسية واضحة وكذلك تغيير في بعض موازين القوى الإقليمية والدولية لصالح رؤية المجلس وذلك لكي يكون قادراً على لعب دور مطلوب والقيام بمسؤولياته في الساحة الوطنية.
أما في هكذا ظروف حالية راهنة، فبقناعتي لن تخرج تلك المطالب بدورها من إطار الأماني .. وهكذا فلن يقدر المجلس الوطني الكردي القيام بأي دور فاعل على ساحة وجغرافية روج آفاي كوردستان في ظل الشروط الحالية وهناك من يمسك بالأرض والإدارة ولا يقبل العمل المشترك إلا وفق شروطه السياسية وهو _وبنفس الوقت_ يعلم بأن ليس من مصلحة أحد الضغط عليه للقبول بشريك سياسي.. إذاً لا مكانة للمجلس الكردي، إلا إذا تغيرت اللعبة الدولية وفعلاً وجدنا مشروعين وإستراتيجيتين متباينتين على الساحة السورية، بحيث يجبر كل طرف دولي الإعتماد على طرف كوردي _أربيل أو قنديل_ وحينها سنشهد صراعاً، ربما (دامياً)، بين الكورد أنفسهم وذلك بهدف النفوذ والسيطرة على الأرض.
لكن ما هو ملاحظ بأن السياسة الدولية تتجه نحو التوافق السياسي وإيجاد المخارج المشتركة _وخاصةً على المستوى الوطني السوري_ ولذلك أعتقد بأن أمام المجلس الكردي أحد الحلين التاليين؛ إما القبول بشراكة ضعيفة وأقل تمثيلاً من حركة المجتمع الديمقراطي في الإدارة الذاتية _تشبه إلى حد ما شراكة الإتحاد الوطني مع الديمقراطي الكوردستاني في الإقليم_ وبالتالي تكون الكتلة الثانية في الإدارة الذاتية .. أو تعمل كقوى معارضة للإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي التي تقود تلك الإدارة ولكن ذاك يتطلب “تواجدها الشرعي” على الأرض كقوة سياسية مناهضة لمشروع الإدارة الذاتية وبالتالي طرح مشروعها وبرنامجها السياسي المطالب بإقليم كوردستان في سوريا ديمقراطية فيدرالية.
[1]