$إقليم كوردستان (العراق) 6 شوكة في حلق المتطرفين$
#بير رستم#
بوقٌ قديمٌ (جديد) ينضم إلى جوقة المتعصبين والمتطرفين والحاقدين على كل ما هو كردي وكوردستاني ومعروفٌ بكيل الشتائم والافتراءات بخصوص المسألة الكردية حيث ينتظر أقل فرصةٍ (للنيل) من الكورد وقضيتهم، بل لقد قال عنه أحد الزملاء بأنه يشتم الكورد بمناسبة أو دون مناسبة. فلا هم وغم لهذا (الرجل) – علي تركي الربيعو – ولا يؤرقه شيءٌ في الحياة غير القضية الكردية وتطوراتها في أخذها أبعاداً إقليمية ودولية؛ والتي يمكن القول بأنها القضية الأولى في المنطقة والمطروحة للحل والتداول والتدويل. وها هو ينتهز (فرصة) تصريحات الأخ مسعود بارزاني والمتعلقة بخصوص العلاقات الكردية الخارجية وتحديداً مع إسرائيل ليفتري على لسان الزعيم الكردي؛ رئيس إقليم كوردستان (العراق).
حيث ينشر بتاريخ 20-09-2006 في موقع (كلنا شركاء) – بالاسم فقط ومن دون أن تكون هناك مجال للرأي الآخر في هذه النشرة البعثية (المعارضة) والتي ُيشرف عليها المهندس أيمن نور – مقالاً له؛ أي للمدعو الربيعو بعنوان: (زعيم قبيلة البارزاني والعلم العراقي). بل الأصح أن نقول العلم البعثي الصدامي؛ لأنه ومن خلال قراءة تاريخ العراق نتأكد بأن العلم العراقي قد تغير وأستبدل عدداً من المرات – كما هو حال أعلام العديد من دول العالم – وما هذا العلم الأخير إلا هو علم فترة البعث ومن ثم الجمهورية العربية المتحدة وأخيراً و(بامتياز) فهو علم صدام حسين لا أكثر ولا أقل وهو بكل الأحوال ليس بعلم العراق والعراقيين ولا يمثلهم بأي شكلٍ من الأشكال، وبالتالي فأي دفاعٍ عن هذا العلم هو دفاعٌ عن الزمرة الفاشية البعثية وبالتحديد عن الطاغية صدام حسين وجرائمه بحق كل العراقيين إن كانوا في الجنوب أو الوسط وعلى الأخص منهم في إقليم كوردستان.
و(الرجل) يحاول جاهداً (النيل) من الكورد وإن كان من خلال رسمٍ كاريكاتيري لشخصية القائد والزعيم الكردي مسعود بارزاني – وفي هذه يشارك (بول بريمر) – حيث يكتب في سياق مقاله – ومن دون مناسبة – أنه (أي الأخ مسعود) وب”رأسه الأصلع أشبه بقذيفة” وأيضاً على أنه “زعيم قبيلة ..” وليس زعيماً لكل الكورد وكأنه مكلفٌ من قبل الكورد أن يقول لهم من هو زعيمهم، وللعلم أن السيد مسعود بارزاني لم يطرح يوماً على أنه زعيم كل الكورد ولكنه يعمل على ضوء المصالح الإستراتيجية للأمة الكردية. أما إن كان يقصد من وراء ذلك على أنه ليس برئيس إقليم كوردستان (العراق) فإن القرار؛ قرار رئاسته للإقليم أتُخِذَ من قبل برلمان كوردستان وهذه تُعطيه كل الحق والشرعية لأن يمارس صلاحياته كرئيس إقليم وليس “زعيم قبيلة”، كما يتمناه الربيعو لكل القادة الكورد وليس فقط للأخ مسعود، ولكننا نعذر الربيعو هذا؛ كون مسألة الديمقراطية والانتخابات والحياة البرلمانية بعيدة عن (منهجه الفكري). بل إنه يتهمه؛ أي للسيد مسعود بارزاني على أنه قصير النظر ولا يفقه بالسياسة وإدارة شؤون البلاد (الإقليم) وذلك من خلال مقالٍ سابقٍ له تحت عنوان: (قنصلية “إسرائيلية” في إربيل) والمنشورة في صحيفة (دار الخليج) بتاريخ 19-05-2006 م.
بل إن ال”تركي” هذا يروج لفكرة بعض (المستشرقين) واللذين أبدوا بعض الآراء وفي مراحل معينة وبخصوص مسائل بحد ذاتها؛ على أن الكورد لا يدركون أحياناً الأخطار المحدقة بقضيتهم وذلك لقلة خبرتهم بالسياسة والمسائل الدبلوماسية، وقد كتب العديد بهذا الخصوص. ولكن ما هو ملاحظ في لهجة هذا (الرجل) أنه يريد أن يجعل من هذا الضعف في الدبلوماسية الكوردية والعائدة لجملة أسباب وظروف جلها تتعلق بواقع الاحتلال والاستبداد؛ احتلال التاريخ والجغرافيا، الأرض والبشر والاستبداد بهم، على أنه (أي ضعف الدبلوماسية الكوردية) عائدٌ للبنية العقلية الدماغية لهذا العرق البشري وهذه لب النظرية العنصرية والتي يمثلها الربيعو بامتياز؛ حيث يكتب في مقاله “قنصلية ..” ما يلي: “من وجهة نظر عديد من الخبراء السياسيين، أن الأكراد وعلى مسار تاريخي معاصر ظلوا يبدون ضعفاً في التحليل السياسي لما يجري حولهم، وهذا ما جعل من كردستان بلاد الألف ثورة وألف حسرة..”. ولكننا نبشر (السيد) تركي بأن ذاك كان زمناً آخر وليمعن النظر – يا من تتهم الآخر بقصر النظر – من هو الآن على رأس الدبلوماسية العراقية ولا نريد أن نعلق أكثر على هذه النقطة.
أما ما يتعلق بخصوص العلاقات الكوردستانية مع إسرائيل فلا نريد أن نخوض في هذا الموضوع مجدداً؛ كوننا قد علقنا عليها في مقالاتٍ سابقةٍ لنا، هذه من جهة. ومن الجهة الأخرى كون الموضوع أصبح سمجاً مائعاً وقد كُتِبَ العديد من المقالات بهذا الصدد، ولا نريد أن نعيد الأقوال والعبارات السابقة والتي أصبحت ممجوجة وبالية؛ وبأن العلم الإسرائيلي يرفرف في العديد من العواصم العربية ناهيك عن العلاقات العربية – الإسرائيلية من (تحت الطاولة) أو (خلف الستائر) ومن جل الأنظمة العربية إن لم نقل من (كلها) ومن دون استثناء. ولكن نريد أن نعلق على العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يكتب بصدد هذا الموضوع وفي المقال السالف الذكر نفسه ما يلي: “إن تصريحات البرزاني مهما كانت مديونية المعنى التي يدين بها ل”إسرائيل”، تأتي في غير وقتها، لتدل على ضعف خبرة الأكراد في السياسة الدولية. صحيح أنهم يتمسكون الآن بالعروة الوثقى الأمريكية، لكنهما يدركون أن العروة الأمريكية مخرومة ولا تزيد على كونها سرابا قد ينقشع بسرعة، وعندها تتضح الرؤية التي غابت عن الأكراد مطولاً لتجعل من كردستان بلد الألف ثورة وألف حسرة”.
بدايةً نقول: ما هذا التكرار والتأكيد من قبل (السيد) تركي علي الربيعو على أن “كردستان بلد الألف ثورة وألف حسرة” – مع العلم أنه لا يقول ولا يعترف بكوردستان إلا في هذه الحالة؛ حالة الموات والتدمير والآهات – ليس إلا رغبة كامنة في عقلية هذا (الرجل) على أن تبقى كوردستان كذلك وأن يبقى الكورد دائماً على تلك الحالة وذاك الواقع الكارثي المأساوي وهكذا فليس له (أي للربيعو هذا) القدرة والتحمل على رؤية الكورد وهم أصحاب شأن وسياسة ودولة (إقليم كوردستان). والنقطة الأخرى والتي نود أن نقف عندها؛ هي مسألة “ضعف خبرة الأكراد في السياسة الدولية” حيث هنا يؤكد مرة أخرى على (نظريته) العنصرية تجاه الكورد. ولكن ليست هنا المشكلة، بل في ازدواجيته وتناقضه مع نفسه والآراء التي يطرحها؛ فهو من جهة – وكما رأينا قبل قليل – يؤكد على عدم قدرة الكورد على التحليل السياسي الدقيق ولذلك فهم “يتمسكون الآن بالعروة الوثقى الأمريكية” ولكن لا تفصل هذه الجملة إلا (،) الفاصلة عن الجملة التالية والتي سنوردها الآن والتي تعبر وبكل وضوح عن التناقض مع السابقة لها، بل إنها تنفيها تماماً وذلك عندما يقول: “لكنهما يدركون أن العروة الأمريكية مخرومة ولا تزيد على كونها سرابا قد ينقشع بسرعة، وعندها تتضح الرؤية التي غابت عن الأكراد مطولاً لتجعل من كردستان بلد الألف ثورة وألف حسرة”.
فكيف يستقيم الأمر مع هذا (العبقري الفيلسوف)؛ فمن جهة – ومن وجهة نظره – الكورد (ونتيجة لضعف قدرتهم على التحليل والرؤية السياسية الدقيقة) “يتمسكون الآن بالعروة الوثقى الأمريكية” وبنفس الوقت هم؛ أي الكورد أنفسهم “يدركون أن العروة الأمريكية مخرومة ولا تزيد على كونها سرابا قد ينقشع بسرعة”. إننا نتساءل: كيف يمكن أن يستقيم هذا التناقض الصارخ؛ فإما أن الكورد ونتيجة (لضعف تحليلهم السياسي) لا يدركون مخاطر هذه العلاقة مع الأمريكان – مع أن (كل) دول العالم، وليس العالم العربي وحده، تتهافت على مثل هذه العلاقة – وبالتالي سوف تكون لتلك العلاقة نتائج كارثية على المسألة الكوردية برمتها. وإما أنهم “يدركون أن العروة الأمريكية مخرومة ولا تزيد على كونها سرابا قد ينقشع بسرعة” وهكذا فنحن الكورد نعمل بالضد من مصالحنا وهذا ما لم نجد له تفسيراً وربما يكمن حل هذه المعضلة في عقلية (السيد) تركي وغله وحقده على القضية الكوردية وبالتالي (حسده) من الكورد بأن لهم علاقات قوية مع مركز القرار العالمي.
أما مسائل ضربه على (الوتر الحساس) في المسألة الكوردية ومحاولة الضغط على الجرح الكردي القديم – الجديد لعلى وعسى أن ينفجر ذاك (الجرح) وهكذا يسيل لعاب (السيد) الربيعو لمرأى ذاك الدم الكوردي وهو ينزف على أيادي إخوته وبني جلدته، فإننا (نطمئن) هذا (الحريص) على القضية الكوردية بأننا سوف نحاول أن لا تعود تلك الأزمنة مع ما تحملها من ويلات وكوارث على شعبنا وقضيتنا إلى الواجهة. بل إن الواقع وما نعيشه على الأرض في هذه الأيام يوحي بالتفاؤل والخير في هذا الاتجاه وما تصريحات القيادة الكوردستانية في كل من إقليم كوردستان (العراق) ومن الكتلتين السياسيتين تحديداً؛ الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة كاك مسعود وكل رموزها الآخرين، من جهة ومن الجهة الأخرى من الأخوة في حزب العمال الكردستاني وقياداتها ورموزها في الإقليم الشمالي من كوردستان إلا دليلاً وشاهداً على ما نقول و(ليمت) “الأعداء” في غيهم وكيدهم.
بقي أن نعلق فقط على مسألة (كره) السيد مسعود بارزاني لبغداد – مع العلم إننا لم نسمع يوماً بهذه المقولة من الأخ مسعود بارزاني – بأنه “يكره بغداد” كما يورده تركي الربيعو ومستشهداً في ذلك ب(أستاذه) بول بريمر – وهنا يستوقفنا نقطة أخرى لم نفهمها من (السيد) تركي؛ فهو من جهة يرى في الأمريكان “قوة احتلال” ومن الجهة الأخرى يتخذ من آرائهم وتقييماتهم أساساً ومرتكزاً (لبناء هرمهم الفكري الأيدلوجي) في تقييم المسائل والأمور وحتى الشخصيات السياسية – حيث إنه (الربيعو) يكتب في سياق مقاله (زعيم قبيلة البارزاني والعلم العراقي) بأن “البارزاني.. يكره بغداد” وهذا افتراءٌ محض فكل ما قاله الأخ مسعود – إن لم تخنّ الذاكرة – وفي مناسبة بعينه بأنه يكره الذهاب إلى بغداد ونعتقد أن هذه مسألة شخصية وإن كانت لها أسباب وذيول سياسية ورغم هذه ولو أنه – وعلى سبيل الافتراض – كان (يكره بغداد) فما الذي دفع ب(السيد) تركي على أن يستنتج ويكتب في سياق المقال ذاته ما يلي: “يقول البارزاني إنه يكره بغداد، وبالتالي فهو يكره العروبة”. أليست هذه فقط محاولة منه لتشجيع الأخوة العرب على استعداء كل ما هو كوردي وكوردستاني. وهذا كل ما يصبو إليه تركي علي الربيعو في مقالاته والتي تتعلق بالمسألة الكوردية وإننا لنقول له في الأخير: أن خنجرك المسموم سوف يرد إلى نحرك و.. لن نزيد أكثر.
جندريسه-2006
[1]