=KTML_Bold=الكانتونات ..بين الديمقراطية والمشروع القومي=KTML_End=
#بير رستم#
إننا ومن خلال قراءة المشهد السياسي في سوريا والمناطق الكوردية نلاحظ بأن الإخوة في الإتحاد الديمقراطي وإدارة الكانتونات “واقعين” بين سندان المجتمع الكوردي ومطرقة النظام؛ فمن جهة فإن “المشروع الديمقراطي” غير مقبول كوردياً _على الأقل من قبل فئات واسعة من المجتمع الكوردي، يمثلهم سياسياً المجلس الوطني الكوردي_ وذلك بدعوى أن مشروع “الأمة الديمقراطية” سابق لأوانه والمرحلة، وهم في ذلك محقون بعض الشيء وأتفق معهم إلى حد ما وإن كنت أرى بأن المشروع نفسه، يحمل في جزء منه قضية حل المسائل القومية ومنها المسألة الكوردية .. ومن الجهة الأخرى فإن مشروع الكانتونات مرفوض من النظام السوري ويتهم أصحابها؛ أي منظومة المجتمع الديمقراطي بالإنفصاليين وأن لهم مشروعهم الكوردي، حيث وقبل يومين وبمناسبة “عيد الجلاء” فقد أقام النظام السوري “مسيرة شعبية في مدينة الحسكة .. ورفعت أعلام النظام وعلم حزب البعث العربي الاشتراكي“. وكذلك “رُفِعَت في المسيرة شعارات مؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، داعيين إلى إسقاط المؤامرات الهادفة إلى تقسيم البلد. وقد ردد المشاركون في المسيرة شعارات تؤيد عمليات قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني وطلبوا بإيقاف المشروع الكوردي” (نقلاً عن ولاتي نت).
وهكذا فإن الإخوة في الإدارة الذاتية والكانتونات يُواجهون بالرفض من الطرفين وعلى مبدأ “إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك” أو على “مبدأ جحا وإبنه ودابته في الركوب والحمل” .. نأمل للمشروع الكوردي الديمقراطي أن يتحقق ولكن بعقلية المشاركة مع الآخر والقبول بالمختلف والمعارضة كجزء من الواقع المجتمعي والسياسي وبعيداً عن عقلية الإستفراد بالقرار السياسي الكوردي كما هو معمول به في واقع الكانتونات الكوردية _وللأسف_ وذلك على الرغم من تشكيل المرجعية الكوردية وبرعاية كريمة من قيادة إقليم كوردستان (العراق) وشخصية الرئيس بارزاني .. أما بالنسبة للنظام ومسيراته وشعاراته والتي تتهم الكورد ب“الإنفصاليين” وأنهم يسعون لتقسيم البلاد، فإنني أقول لهم: تباً لكم .. لقد دمرتم البلد وتأتون اليوم لتقولوا “لا لتقسم البلد” وهل بقي شيء من البلد لكي يقسم، بئس سياستكم وطغيانكم وإستبدادكم وهمجيتكم والتي أوصلت البلاد إلى الكارثة والمأساة الحقيقية وذلك بتدمير نصف البلاد وتهجير نصف سكانها وإعادة سوريا إلى زمن الوحشية والبدائية الداعشية.[1]