=KTML_Bold=تركيا .. والمنطقة العازلة!!=KTML_End=
#بير رستم#
إن حجة تركيا في تأمين منطقة عازلة على الحدود السورية التركية لإيواء اللاجئين السوريين وتأمين الحماية الدولية هي “كلمة حق يراد بها باطل” _كما يقال_ حيث إن كانت تريد حقيقةً منطقة آمنة لللاجئين السوريين فإن الحدود السورية التركية تقارب الألف كيلومتر فلما تريدها في المنطقة المحصورة بين كوباني وعفرين إن لم تكن بغاية عزل المناطق الكوردية عن بعضها وهي التي قد سمت المشروع في البداية بالمنطقة العازلة وعبرت بذلك عن اللاوعي السياسي التركي ولكن وعندما رأت وقع المصطلح سلبياً بدلته بالمنطقة الآمنة. وهكذا فإن كانت تركيا ترغب حقيقةً في منطقة آمنه فهناك محافظة إدلب وهي “محررة” وبيد أحد حلفاءها _وهي “جبهة النصرة“_ فإذاً ليقوما بالتنسيق معاً في إقامة تلك المنطقة الآمنة، إن كانت صادقة في مطلبها السياسي حيث لن يكون هناك الحساسية الكوردية .. لكن تركيا تريدها في المنطقة المشار لها سابقاً _أي بين عفرين وكوباني_ وذلك لكي تضرب عدد من “العصافير بحجر واحد“.
أولاً_ عزل المناطق الكوردية وبالتالي محاولة إفشال المشروع الكوردي المحتمل من قيام إقليم كوردستاني على غرار إقليم كوردستان (العراق) على حدودها الجنوبية.
ثانياً_ حماية التركمان _بعض القرى التركمانية الواقعة_ ضمن تلك المنطقة الجغرافية وجعلهم قاعدة لتركيا في محاربة الكورد ومشاريعهم السياسية.
ثالثاً_ المساهمة في التغيير الديموغرافي لتلك المناطق وحتى داخل المناطق الكوردية المجاورة _عفرين وكوباني، إن أمكن_ وبالتالي ضرب أي طموح كوردي ومحاولة نسف كوردية هذه الجغرافية السياسية وقد رأينا كيف أن بعض محلليهم السياسيين بدؤوا يروجون ل“عدم كوردستانية” مناطق التواجد الكوردي في سوريا مع بعض الأبواق القومجية العربية.
رابعاً_ خلق صراع إثني قومي بين الكورد والعرب في زرع اللاجئين السوريين في تلك “المنطقة العازلة” والتي هم _أي اللاجئين_ جلهم وإن لم نقل كلهم من الإخوة العرب حيث الكورد وحتى المهجرين منهم فإن عادوا _أو أعيدوا_ سوف يعودون لمناطقهم وليس لتلك المنطقة.
خامساً_ الحيلولة مستقبلاً عدم ربط هولير (أربيل) مع البحر المتوسط وبالتالي إبقاء إقليم وخط نفط إقليم كوردستان (العراق) تحت الضغط والتهديد التركي وبقاء نفط الإقليم يتدفق عبر الأراضي التركية وصولاً إلى الموانئ العالمية.
وبالتالي ولكون المطلب هو “منطقة آمنة” للمهجرين السوريين _بحسب الإدعاء التركي_ وبما إن الذين سوف يستوطنون فيها هم من الإخوة العرب، فإنه من الأفضل إسكانهم في منطقة عربية وذلك لكي لا تسبب في خلق أي حساسية قومية للآخرين وتكون حقيقةً تتمتع بالأمن والأمان لها ولغيرها من المناطق، لا أن تزيد من الحساسيات والخلافات العرقية القومية .. ولذلك فإننا نقول بأن الدعوة التركية لإقامة “منطقة آمنة” دعوة حق تريد به باطلاً وهي ستكون مستوطنة تركمانية/ تركية في المنطقة ولتكون “منطقة عزل” في الجغرافية الكوردية.[1]