=KTML_Bold=كوردستان ..هو الحلم.=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4966 – 2015-10-25
المحور: القضية الكردية
لكن وللأسف كل الأحلام لا تتجسد في الواقع.
ربما أن حلم الدولة القومية؛ كوردستان الحرة المستقلة يراود أحلام أغلبية أبناء شعبنا الكوردي _إن لم نقل جميعهم_ وإنني على قناعة تامة بأن ليس من كوردي ممن لا يود ويرغب في تحقيق ذاك الحلم القومي في كيان سياسي مستقل وذلك على الرغم من إختلافاتنا السياسية ومشاربنا الفكرية والأيديولوجية وكذلك على الرغم من إختلاف الأطر والمشاريع الحزبوية العشائرية والتي تتراوح بين الدولة القومية والأمة الديمقراطية ومروراً بمفاهيم الإشتراكية والليبرالية ودولة المواطنة.. ولكن علينا نحن أبناء هذه الأمة المبتلية بالإقتسام والتجزئة بين عدد من دول المنطقة، أن ندرك بأن لكل جزء من كوردستان خصوصيته وواقعه السياسي والذي تشكّل وتكوّن عبر القرن الأخير من تاريخ المنطقة والشرق الأوسط والذي بدأ مع إتفاقيات سايكس بيكو وملحقاتها في المنطقة وما أفرزتها من حروب وصراعات وثورات بكل جزء من كوردستان بحيث بات ما هو صالح كمخرج وحل سياسي لجزء من كوردستان، ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للجزء الآخر من جغرافية الوطن وبالتالي علينا نحن الكورد أن نتعامل مع الواقع وليس الحلم.. وهكذا ربما يكون مشروع الدولة القومية في الإقليم الجنوبي (إقليم كوردستان العراق) أقرب إلى الواقع الذي بدأ يأخذ ملامحه السياسية والجغرافية بينما يكون _مرحلياً_ الحل الديمقراطي في إطار مشروع الدولة المدنية الديمقراطية أقرب إلى الواقع في الجزء الشمالي من كوردستان (تركيا).
ولذلك وإنطلاقاً من إدراكنا لهذه المعطيات والواقع على الأرض وبعيداً عن مفاهيم التحزب والتخوين والإنغلاق الأيديولوجي فإنه يمكن للقوى الكوردستانية أن تتوافق على مشروع _ربما الأصح أن نقول؛ مشاريع سياسية_ خاص بكل جزء من أجزاء كوردستان والعمل معاً كفريق سياسي متكامل لإنجاح تلك المشاريع الوطنية في نيل شعبنا حقوقه القومية المشروعة وفي كل أجزاء كوردستان وذلك بحسب واقع كل جزء وبلد من بلدان الإحتلال والإغتصاب حيث السياسة الناجحة ما تستطيع تحقيقه على الأرض وليس ما تطمح له في مشاريعك وأحلامك السياسية .. وأما مقولة؛ إما كوردستان حرة موحدة ديمقراطية أو لا لكوردستان على جزء من الجغرافيا الوطنية وبحجة إنها لا تخدم القضية بل “تخدم عائلة”، فأعتقد إنها مقولة حاقدة خاطئة وطوباوية لا تقل مثالية وطوباوية عن مشروع “الأمة الديمقراطية” في واقع سياسي مجتمعي متخلف منقسم طائفياً وعرقياً ويعاني من الكثير من الأزمات والحروب الداخلية، بل حلم طوباوي أقرب ما يكون للحلم العربي في وطن واحد من المحيط إلى الخليج.
وربما يفهم من المقولة السابقة وكأننا نرفض المشاريع الوطنية والليبرالية أو مشروع “الأمة الديمقراطية” في دولة المواطنة والحريات العامة والعدالة الإجتماعية .. بالتأكيد إن الغاية والأمر على العكس من ذلك تماماً، بل إن الوصول إلى تحقيق تلك المجتمعات المدنية الديمقراطية يجب أن تكون الغاية والهدف لكل إنسان يحمل من المبادئ والقيم الأخلاقية الإنسانية النبيلة ولكن ولإدراكنا للواقع الإجتماعي والسياسي والجذور الثقافية والفكرية لمجتمعاتنا والقائمة على الإكراه والعنصرية وإلغاء الآخر والتي تجعل من معادلة العلاقات البينية قائمة على (مبدأ السيد والعبد) _وللأسف_ وذلك إن كانت تلك العلاقة بين الأفراد أو الجماعات البشرية .. هي التي تدفعنا أن نطالب بكيان سياسي مستقل؛ اي كوردستان الحرة المستقلة كهوية وطنية لشعبنا وذلك أسوةً بكل شعوب المنطقة والعالم وكمرحلة أولية ومن ثم الإنطلاق نحو تشييد البنى والمجتمعات الديمقراطية في علاقة تكافؤية قائمة على الشراكة الحقيقية وليس شراكة “العبد والسيد” والقائمة على الإلحاقية والذيلية كما هي اليوم في مختلف أجزاء كوردستان بما فيها الجزء الجنوبي أي إقليم كوردستان (العراق) حيث هي ملحقة بالمركز بغداد (العراق) وذلك على الرغم من تمتعها بما يشبه الإستقلال.
وهكذا فإن أي شراكة كوردية/كوردستانية مع دول الإحتلال وذلك قبل الإستقلال ليس إلا تكريس للإحتلال والإغتصاب وإن كانت تحت صيغ ومسميات جديدة ولو كانت براقة بلون ومسميات الليبرالية والديمقراطية. وبالتالي ورغم كل الواقعية السياسية والقبول بالمشاريع المرحلية لحل المسألة الكوردية والخاصة بكل جزء من أجزاء كوردستان وبحسب الظروف والمناخات السياسية الدولية والإقليمية، إلا أن مشروع الدولة الوطنية المستقلة؛ كوردستان يبقى هو المشروع السياسي الأهم لشعبنا ليكون شريكاً حقيقياً مع شعوب المنطقة في رسم الإستراتيجيات الأساسية وإلا فإن طور العبودية الكوردية سوف يستمر لأزمنة قادمة ربما تكون أكثر نعومةً وديبلوماسية عما كانت عليها في الأطوار والمراحل الإستعمارية السابقة ولكن وبكل تأكيد سيبقى أحد أشكال الإستعباد والإغتصاب لكوردستان.[1]