=KTML_Bold=الخطاب السياسي الكوردي=KTML_End=
#بير رستم#
..والمفاهيم والمصطلحات الخاطئة؛ الوطن والوطنية مثالاً.؟!!
بدايةً لنتعرف على المصطلح حيث أن “تعريف الوطن في اللغة” وكما “قال ابن منظور في لسان العرب” هو “المنزل الذي تقيم فيه وهو موطن الإنسان ومحله يقال أوطن فلان ارض كذا وكذا اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيه. وقال الزبيدي: الوطن منزل الإقامة من الإنسان ومحله وجمعها أوطان” أما “تعريف الوطن اصطلاحا: 1 عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله (الوطن الأصلي هو مولد الرجل , والبلد الذي هو فيه). 2_ عند الرجوع إلى كتب المعاجم والموسوعات , وخاصة السياسية منها نجد أنها لا تختلف عن المعنى اللغوي: أ_ ففي المعجم الفلسفي يقول (الوطن بالمعنى العام منزل الإقامة , والوطن الأصلي: هو المكان الذي ولد فيه الإنسان , أو نشأ فيه). ب_ في معجم المصطلحات السياسية الدولية: الوطن هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها , وانتهائه إليها“. (المعهد العلمي _ جدة)
أما بالنسبة للوطنية _وحسب المصدر السابق_ ومدلولات “المفهوم العام للوطنية” فقد “اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ويعادي , ومنهم من جعلها تعبيرا عاطفيا وجدانيا يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها. ومن ضمن هذه التعاريف: 1_ العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده. 2_ انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها , ويدين بالولاء لها. 3_ تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه. 4_ الوطنية تعبير قومي يعنى حب الشخص , وإخلاصه لوطنه. 5_ قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام“. وهكذا فإننا نجد في التعبيرات والتعريفات السابقة جميعاً بأن الوطن والوطنية تتمحور حول علاقة الإنسان بمكان الولادة والانتماء إلى جغرافية محددة تشعره بالأمان والارتباط بها وبالتالي فهي علاقة عاطفية وجدانية بين المرء ومكان إقامته (دولته)، لكن الدولة نفسها مصطلحاً سياسياً جديداً ومتغيراً معنى وحدوداً؛ حيث الدولة القومية في عصرنا تختلف عن الإمبراطوريات التاريخية السابقة كالعثمانية والرومانية وكذلك فهي غير الاتحاد الأوربي أو دول الخليج العربي والتي في طريقها إلى شكل جديد من أنماط الدولة القادمة وربما تكون فيدرالية أو كونفيدرالية.
ذاك من جهة ومن الجهة الأخرى فإن الدولة _أو الجغرافية السياسية_ وفي عصرنا الحالي شهدت أكثر من تحول ومعنى؛ من دولة مستعمَرة محتلة _بالفتحة_ إلى دولة مستقلة متحررة إلى دولة مستعمِرة محتلة _بالكسرة_ لدولة أو _جغرافيا سياسية أخرى_ وذلك مثل كل من سوريا والعراق في علاقتهما بالاستعمار والاحتلال العثماني ومن ثم مرحلة الاستقلال والتحرر وأخيراً احتلالهما لجزأين من الجغرافية الكوردستانية. أما في كل من تركيا وإيران فإن الاحتلال لكوردستان ما زال مستمر وإن اختلف نمط الدولة السياسية فيهما من الحالة الإمبراطورية (الفارسية والعثمانية) إلى الدولة الحديثة (الدينية في إيران والعلمانية في تركيا). وهكذا فإننا نجد بأن كوردستان كوطن وجغرافيا سياسية هي في حالة مستعمَرة أو مستعبَدة دولية _بأدق تعبير_ وبالتالي فإن مدلولات الوطنية لا يمكن أن تسري على الكورد في علاقتهم مع هذه الدول (الاستعمارية) للجغرافية الكوردستانية، بل وحسب التوصيف الدولي فهي تعتبر دولة استعمارية “عدوة” للشعب الكوردي؛ إن كنا نعتبر القضية الكوردية قضية أرض وشعب.. أما في حال اعتبار الكورد مهاجرين لهذه الدول _كما وضع الجاليات الكوردية في أوربا_ فعند ذاك تختلف العلاقة بيننا وبين الدول التي “احتضنتنا” _مشكوراً_ ولكن حقيقة الوجود الكوردي تنفي الحالة الأخيرة وبالتالي فإن الدول الأربعة (تركيا، إيران، العراق وسوريا) تعتبر دول استعمارية _وليست وطنية_ بالنسبة للكورد.
وبالتالي فإننا نستنتج بأن هناك خطأ في بعض المفاهيم والمصطلحات السياسية لدى أطراف الحركة الوطنية الكوردية وفي عموم كوردستان؛ حيث في عرف كل الأحزاب والقوى والحركات السياسية العالمية، تعتبر الدولة التي تحتل أراضي شعب ما، دولة محتلة ومستعمِرة _بالكسرة_ وخاصةً من قبل الأحزاب والحركات السياسية لذاك الشعب المستعمَرة أراضيه وجغرافيته وبالتالي فإن العلاقة بين مواطني المستعمرات _بالفتحة_ والاستعمار تتصف بالعداء وليس الولاء، كما رأينا مؤخراً في تعريف التواجد الأمريكي في العراق حيث عرف بالاحتلال وذلك حسب القانون والتوصيف الدولي وقوانينها المنظمة للعلاقة.. إلا لدى الحركة الوطنية الكوردية؛ فإن هذه العلاقة تأخذاً شكلاً مغايراً، بل معاكساً للمعنى والعرف والتعريف الدولي والقانوني لها، حيث الدولة المستعمِرة والمحتلة لكوردستان هي “دولة وطنية” وأن من يعمل بالضد من مصالحها فهو إنسان غير وطني.. وبنفس الوقت يقولون: إن قضيتنا هي قضية أرض وشعب ويطالبون “الدولة الوطنية” والمحتلة للأرض والقضية بحل القضية.. حقاً “حركة وطنية وفكر سياسي بامتياز” وقل، بل عدم نظيره بين حركات التحرر في العالم.. وبعد كل هذا وذاك؛ فهل لنا أن نستغرب لما كوردستان مستعمرة _بل مستعبدة_ دولية.
[1]