=KTML_Bold=استقلال كوردستان=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4944 – 2015-10-03
المحور: القضية الكردية
بين الإعلان والإقرار على الأرض!!
يزداد _مؤخراً_ الجدل واللغط بين الأوساط السياسية والثقافية الكوردية حول قضية إعلان إقليم كوردستان (العراق) للاستقلال والانفصال عن المركز بغداد وذلك عبر استفتاء شعبي عليه ومن بعد موافقة وإقرار البرلمان الكوردستاني والذي يعبر عن مختلف القوى والكتل السياسية الكوردستانية وليس فقط الكوردية؛ كون هناك كل القوى التي تمثل مكونات الإقليم القومية والدينية والسياسية المختلفة وبالتالي فإن موافقة البرلمان تعني موافقة القوى السياسية المختلفة في الإقليم.. لكن بقناعتي الشخصية، أن قضية الاستفتاء وعرضها على البرلمان وكذلك من خلال الترويج الإعلامي له يهدف من وراءه لشيئين؛ إما قبول بغداد للمشاركة والتعددية السياسية وبالتالي تنحي حكومة نوري المالكي الطائفية والقبول بالواقع الجيوسياسي الجديد وخاصة مسألة المناطق الكوردستانية المستقطعة والتي أعيدت أخيراً للإقليم بدخول قوات البيشمه ركة إلى كركوك وغيرها أو التهديد بإعلان استقلال كوردستان. وهكذا فإن المسألة برمتها _برأي الشخصي_ تدخل في باب الضغط والمساومات السياسية بين أربيل وبغداد أكثر ما هي دعوة فعلية للانفصال والاستقلال، مع العلم أن مسألة الاستقلال حق طبيعي بل بات ضرورياً لأن يكون للكورد دولتهم القومية وكأي شعب وأمة في العالم وليكون لنا شخصيتنا الاعتبارية بين شعوب العالم.
لكن ورغم كل هذا وذاك.. فإني من المؤمنين بأن عراق فيدرالي ديمقراطي مدني أفضل من دولة كوردية ديكتاتورية مستبدة وربما هذا يزعج بعض الإخوة لكن تلك هي قناعتي الشخصية.. وبالأخير فإن القرار يبقى لكورد الإقليم الكوردستاني في الجنوب قيادةً وقواعد وإنني على قناعة تامة بأن الإقليم لن يقدم على خطوة بهذا الحجم ويحدد مصير الكورد عموماً _وليس فقط كورد إقليم كوردستان (العراق)_ وذلك من دون دراسة وقراءة واقعية موضوعية لمجمل الظروف الداخلية والخارجية وانعكاساتها على القضية الكوردية واقعاً حاضراً ومستقبلاً أيضاً.. وهكذا فإننا نأمل ونعمل على بزوغ فجر حقيقي للحرية في بلداننا وتحقيق حياة أكثر هدوءً واستقراراً وذلك من خلال التأسيس لقيم الديمقراطية والحياة المدنية الحقيقية بين مختلف المكونات الاجتماعية المتعايشة معاً على رقعة هذه الجغرافيات وعبر تاريخ من العلاقات الاجتماعية الحضارية ولكن _وبنفس الوقت_ مدركين بأن الواقع الشرقي هو واقع مأزوم فكرياً وأخلاقياً ويحتاج إلى عدد من العقود والسنوات لتحقيق هذا الحلم الإنساني.
[1]