=KTML_Underline=كوردستان محتلة=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4940 – 2015-09-29
المحور: القضية الكردية
الموت واحد ..وإن تعددت الأسباب وكذلك الإحتلال واحد وإن تعددت المسميات!!.
إن العلاقة المنظمة بين سوريا (كدولة) والجغرافية الكوردستانية الملحقة بها هي علاقة احتلال وإن اختلفت الأساليب والأشكال وأنماطها؛ وقد جاء هذا البوست رداً على من يقول بأن العلاقة هي ليست علاقة احتلال كون سوريا لم تقم بالغزو والاحتلال العسكري المباشر للجغرافية الكوردستانية، بل ألحقت بها وفق اتفاقيات دولية؛ سايكس بيكو 1916 م وغيرها من المعاهدات والاتفاقيات التي قسمت جغرافية الشرق الأوسط وفق مطامع الدول الاستعمارية آنذاك.. ورداً على هذا الإدعاء فإننا سوف نعرف الاحتلال وفق القانون الدولي: ((تنص المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 على ما يلي “تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي يمكن أن تمارس فيها هذه السلطة بعد قيامها”. وتنص المادة الثانية المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 على أن هذه الاتفاقيات تسري على أي أرض يتم احتلالها أثناء عمليات عدائية دولية. كما تسري أيضًا في الحالات التي لا يواجه فيها احتلال أرض دولة ما أي مقاومة مسلحة.. ولا فرق في هذا المجال، إن حظي الاحتلال بموافقة مجلس الأمن وما هو هدفه أو هل سمي في الواقع “اجتياحاً” أو “تحريراً”، أو “إدارة” أو “احتلالا”. ولما كان قانون الاحتلال مدفوعًا في الأساس باعتبارات إنسانية، فإن الحقائق على الأرض وحدها هي التي تحدد طريقة تطبيقه)). (مركز المعلومات ICRC).
وهكذا وكما يقول المثل؛ “الموت واحد وإن تعددت الأسباب” وبالتالي فإن الاحتلال واحد وإن تعددت الأسباب والأشكال والأنماط والمدلولات _حتى إن كانت تحت مسمى “الإدارة” كما في حالة الجغرافية الكوردستانية عموماً والجزء الملحق بسوريا ضمناً_ ولزيادة التوضيح فإننا نذكر أولئك الإخوة الذين ينفون صفة الاحتلال السوري لجزء من كوردستان، بأن الخلافة العثمانية عرفت في الأدبيات السياسية العربية وعلى الأخص لدى التيار القومي العربي بالاحتلال العثماني، رغم عدم تعرض “الجغرافيا العربية” للاحتلال المباشر من قبل العثمانيين، بل جاءت نتيجة تطور الأوضاع داخل الخلافة واستيلاء المماليك والعثمانيين على مقاليد الدولة الاسلامية ومع ذلك سميت بالاحتلال العثماني “للوطن العربي”. وبالتالي فإن الدولة السورية تعتبر دولة محتلة لكوردستان وفق القانون الدولي وإن كانت جزء من كوردستان ألحق بها وفق اتفاقيات استعمارية وليس من خلال الاحتلال العسكري المباشر .. لكن استمرار علاقة الدولة السورية مع الجزء الكوردستاني الملحق بها تعتبر بموجب العلاقة المنظمة بين الطرفين هي علاقة احتلال وكان من المفروض والبديهي أن توصف العلاقة هكذا في الأدبيات السياسية لدى أطراف “الحركة الوطنية الكوردية” _بالمناسبة هي وصفت كذلك من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ببداية التأسيس عام 1957 م حيث كان شعار الحزب: “تحرير وتوحيد كوردستان” والتحرير لا يكون إلا بوجود الاحتلال_ ولكن جاء استبدال الشعار بعد ضغط أمني وتحديداً من المكتب الثاني.
وللتأكيد أكثر على مفهوم الاحتلال فإننا نذكر أولئك الإخوة والأصدقاء _الذين ينفونها_ بالحالة الفلسطينية حيث (الضفة وقطاع غزة) فهما مثل كوردستان لم تتعرضا للاحتلال المباشر من قبل دولة اسرائيل، بل جاء نتيجة اتفاقية دولية؛ وعد بلفور 1917 م وبموجبه تم انشاء دولة اسرائيل _كما سوريا_ وألحقت بها كلٍ من الضفة وقطاع غزة _مثل الجغرافية الكوردستانية الملحقة بسوريا وكذلك وضع الأقاليم الكوردستانية الأخرى_ وبالتالي فإن العلاقة المنظمة هي علاقة احتلال وفي الحالتين .. وإنه لمن المستغرب أن تسمي أطراف الحركة الكوردية؛ علاقة اسرائيل مع الأراضي الفلسطينية بعلاقة احتلال في حين تغض الطرف عن علاقة سوريا مع الإقليم الكوردستاني الملحق بها، بل وتسمي سوريا بالوطن وليس دولة احتلال، فإن لم يكن السبب يكمن في أدراج المكتب الثاني والأجهزة الأمنية فما هو ذاك السبب الآخر والذي أدى إلى تزييف الحقائق على الأرض وتشويه القيم والمبادئ الأخلاقية والفكرية لدى أطراف (الحركة الوطنية الكوردية) والتي _وفي هذه الجزئية_ لا تمت إلى الوطنية بشيء.. نعم وللأسف؛ فإن الذاكرة الكوردية تعرضت للتزييف والتشويش وبتنا نختلف على المبادئ الأولية في السياسة ومدلولاتها، فكيف الحال مع هكذا عقلية وذهنية سياسية مشوهة ومزيفة سنعمل على تحرير وطن وشعب وأمة وتحقيق الحلم الكوردستاني.
[1]